السؤال: إذا كانت الحيوانات النافقة مصدرا لتلوث البيئة، فكيف نتصرف في هذه الحيوانات ؟ يجيب الدكتورمحمد قاسم المنسي
لن يكون إيمان المؤمن كاملا إلا إذا تعهد نفسه وملابسه وبيئته بالتنظيف المستمر بل يتجاوز الإسلام ذلك ويدعو إلي تنظيف القلوب من الحسد واحقد والغل وسائر الشرور،والعقول من الجهل والأفكار الهدامة والتقاليد الباطلة، بل لم يكتفي الإسلام بذلك إنما دعا إلي تنظيف وتجميل البيوت والطرقات وغيرها حتى لا تكون مصدرا للحشرات ومصدرا للأمراض، وأمر المسلمين بإزالة الأذي عن الطريق أيا كان سببه وجعل هذا العمل شعبة من شعب الإيمان يقول النبي صلي الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق " وفي حديث آخر "بينما رجل يمشي وجد غصن شوك فأخره( يعني أبعده) فشكر الله له".
والقرآن الكريم يعلمنا درسا في غاية الأهمية فقد انتهي الصراع بين الأخوين قابيل وهابيل بقتل قابيل لأخيه هابيل وبدأت مشكلة قابيل بعد أن قتل آخاه، تري ماذا يفعل في جثة أخيه أيتركها في العري أم يشعل فيها النيران أم يلقيها في البحر أو النهر فكل ذلك يؤدي إلي تلوث البيئة وأثناء حيرة قابيل بعث الله غرابا يحفر في الأرض ويدفن أخاه الغراب الميت بإشارة جلية إلي أن التصرف السليم مع الموتى هو الدفن في الأرض فليس الدفن مقتصر علي الإنسان فقط ، يقول تعالي "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ. فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين".
ترى هل نتعلم من هذا الدرس وندفن الموتى من المخلوقات بأنواعها تحت التراب كما علمنا الله تعالي هل ستختفي صور الحيوانات الميتة من الطرق والأنهار ومجاري المياه ندعو الله أن يحقق لنا ذلك.