اعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن قلقه الشديد من تزايد انتشار الأمراض الخطيرة والخبيثة في صفوف الاسرى وتزايد عدد الأسرى المصابين بالسرطان لا سيما القابعين في سجون الجنوب ( النقب ونفحة وريمون ) . وحمل فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية فى بيان خاص ل"محيط " سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر" زكريا داوود عيسى" ابن الثالثة والأربعين عاماً من بلدة الخضر جنوب بيت لحم ، مساء امس ، جراء إصابته بمرض خبيث أصيب به أثناء وجوده في السجن ، ونتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتبعة داخل سجون الاحتلال والتي أدت إلى استفحال المرض لديه . وأوضح فروانة أن الشهيد زكريا كان رياضيا ولاعبا متميزا في ملاعب كرة القدم الفلسطينية ، وحينما أعتقل لم يكن يعاني من أي أمراض ، وخلال سنوات سجنه ظهرت عليه أعراض المرض ، وكان يراجع عيادة سجن النقب الصحراوي والتي لم تبلغه بتشخيص المرض ونوعيته ، وبعدما فقد الوعي أوائل أغسطس الماضي واستفحل المرض نُقل من سجن النقب إلى مستشفى سوروكا وبعد أيام قلائل من نقله للمستشفى وبعدما تأكدت بأنه وصل إلى درجة ميئوس منها أفرجت عنه لتردي حالته الصحية .
وذكر أن الشهيد زكريا كان قد اعتقل في العاشر من شباط / فبراير عام 2003 بتهمة الإنتماء لحركة حماس ومقاومة الاحتلال وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 16 عامً ، قضى منها أكثر من ثماني سنوات حيث أفرج عنه بتاريخ 22 آب / أغسطس الماضي لسوء وضعه الصحي حيث كان يرقد في مستشفى سوروكا في بئر السبع حيث كان يعاني من مرض خبيث (سرطان في المعدة وهشاشة في العظام ) ، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء . وأوضح أنه وبعد ذلك نقل للعلاج في مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج قبل أن يحول إلى القسم الخاص بالأورام وتبين فيما بعد وبعد الفحوصات بأنه يعاني من سرطان في المعدة ، ونظراً لصعوبة حالته تم نقله للعلاج في أحد المستشفيات الأردنية . انتشار السرطان
وكشف فروانة أن سلطات الاحتلال سبق وأن أفرجت عن عدد من الأسرى قبل انتهاء مدة محكومياتهم وذلك بسبب سوء أوضاعهم الصحية وبعدما تأكدت بأنهم وصلوا الى درجة ميئوس منها أمثال هايل أبو زيد ، مراد أبو ساكوت ، فايز زيدات ، سيطان الولي ، وجميعهم ظهر عليهم مرض السرطان أثناء وجودهم في السجن وتوفوا بعد تحررهم بفترة وجيزة ، بالإضافة الى وفاة العشرات من المحررين جراء اصابتهم بمرض السرطان والذي ظهر عليهم بعد تحررهم وخروجهم من السجن . وناشد فروانة منظمة الصحة العالمية التحرك العاجل والفوري لترجمة قرارها الذي أتخذته في مايو / آيار عام 2010 وأكدت عليه في اجتماع الجمعية العمومية في مايو الماضي والمتمثل بارسال لجنة طبية دولية للإطلاع عن كثب على الأوضاع الصحية داخل السجون والتحقيق في أسباب انتشار الأمراض الخبيثة بين صفوف الأسرى ومعالجة المرضى منهم وانقاذ حياتهم وحماية الآخرين من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة .
واكد ضرورة أن يُفتح ملف الأوضاع الصحية عموماً والأسرى المرضى خصوصاً ، وأن يمنحوا الإهتمام على كافة الصعد ، لا سيما وأن الأمراض تنتشر بسرعة وأن أجساد الأسرى اصبحت فريسة سهلة لمداهمتها في ظل سوء التغذية وغياب الوقاية واستمرار سياسة الإهمال الطبي .
كما ناشد بضرورة ايلاء الإهتمام بالأسرى المحررين واجراء الفحوصات الطبية الشاملة ( المجانية ) لهم ، وتوفير العلاج لمن تظهر لديه بعض الأمراض .