قال وزير شؤون مجلس النواب المستشار عمر مروان، إن المشاكل التي تصدت لها الحكومة مزمنة وقائمة منذ عقود، وكان لا بد من حل لها حتى لو كان مؤلما، مؤكدا أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة إصلاحية وأدت لبعض المعاناة، ولكنها في النهاية تصب في صالح الدولة. وأضاف مروان – في مؤتمر صحفي بمقر وزارة شؤون مجلس النواب اليوم /الثلاثاء/ - أن نتاج هذه الإصلاحات بدأت في الظهور بحدوث فائض دولاري وبدأ الجنيه في استعادة بعض من عافيته، فضلا عن ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري والتي تزداد يوما بعد يوم، وكلها مؤشرات إيجابية تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح. وتابع مروان أن المواطن عندما يجد أن ما يقوم به مجلس النواب والحكومة يصب في صالحه، لن تكون هناك مشكلة بين الطرفين حتى وإن كان في بعض الإجراءات "مرارة"، لكنها في النهاية ستؤدي لنتائج إيجابية لصالح الدولة. وعن انتقادات بعض النواب للحكومة بتسببها في حالة احتقان للشارع ضد البرلمان بسبب ارتفاع الأسعار، قال مروان إن تحريك الأسعار تم وفقا لبرنامج زمني محدد في البرنامج الذي قدمته الحكومة إلى مجلس النواب ووافق عليه البرلمان، وإن الزيادة الأخيرة في الأسعار هي استكمال لخطة ترشيد دعم الكهرباء والطاقة وليس بالأمر الجديد، موضحا أن رد البرلمان على برنامج الحكومة جاء واضحا في جزئيات تنص على أن: الجانب الأكبر من دعم الطاقة لايزال يذهب لفئات اجتماعية ثرية وأشخاص اعتبارية لا تستحق مثل المدارس الدولية وشركات الأسمنت والسيراميك، قائلا: "تحريك الأسعار لم يكن مفاجئة أو من وراء ظهر أحد". وقال المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب إن الحكومة أحالت مشروع قانون متكامل حول الإجراءات الجنائية إلى مجلس الدولة لمراجعته، مشيرا إلى أنه نظرا لكبر حجم المشروع لازال قيد المراجعة بقسم التشريع بمجلس الدولة. وحول أولويات الأجندة التشريعية في دور الانعقاد الثالث، أكد مروان أن هناك مشروعات قوانين ذات أهمية، وهي: الإدارة المحلية والعمل والمنظمات النقابية والتأمين الصحي الشامل، موضحا أن انتخابات المحليات مرتبطة بإصدار قانون الإدارة المحلية. وبالنسبة لمقترحات إئتلاف "دعم مصر" بشأن أسعار توريدات بعض المحاصيل الزراعية، قال مروان إنه أرسل خطابا للحكومة برغبة النواب في شراء الحكومة لعدد من المحاصيل الزراعية بأسعار مناسبة، وأن هذا الخطاب بدأ أثره في الظهور بعمل الحكومة على تشجيع الفلاح للعودة إلى زراعة القطن، مؤكدا أن الحكومة تستجيب دائما لطلبات النواب، مستشهدا باستجابة الحكومة للمطالب الخاصة بضبط أسعار الأسماك وذلك باتخاذها إجرائين: فرض رسم على تصدير الأسماك، ثم منع التصدير. وحول الانتقادات الموجهة للحكومة بمجاملة ائتلاف "دعم مصر"، أكد مروان أن الحكومة تقدم خدمات للنواب جميعا بشكل عام، لكن لا يمكن تحت أي ظرف تحقيق جميع مطالب النواب، قائلا: "هل هناك نائب تمت تلبية جميع طلباته؟ فكل منهم يعتقد أنه وحده الذي لم تلبى جميع طلباته". وبالنسبة لسياسة الحكومة حيال اتفاقيات القروض، قال مروان إن اتفاقيات القروض يوجه أغلبها إلى مشاريع استثمارية، والمشروع يغطي التكلفة والسداد، حيث كل قرض تتم دراسته بشكل مستفيض قبل التوقيع عليه، دون تحميل الأجيال القادمة أية أعباء. وحول عدم تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب حتى الآن، قال وزير شؤون مجلس النواب إن تشكيل المجلس يخضع حاليا للدراسة بشأن إصداره كقانون أو كقرار جمهوري، والفئات التي ستمثل فيه. وعن حالة الطواريء ومدى امكانية اعلان جديد عقب انتهاء المدة الحالية، أفاد مروان بأن الفترة القادمة هي التي ستحدد مدى الحاجة لإعلان جديد من عدمه، وفي هذه الحالة سيكون هناك فاصلا زمنيا لإعلان جديد تنفيذا للدستور. وحول انتقادات للحكومة بالتأخر في إرسال اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، قال مروان إن إحالة الاتفاقية للبرلمان تم اعمالا للدستور وفقا لنص المادة 151 الفقرة الأخيرة، وإن الحكومة تلتزم بإحالة هذه الاتفاقية كغيرها من الاتفاقيات إلى البرلمان، حتى يتم الموافقة عليها وتستكمل الإجراءات أو رفضها ويتم وقف الإجراءات، مؤكدا أن التأخير كان لاستكمال بعض الإجراءات وفور استكمالها أحيلت للمجلس، علما بأنه لا توجد مدة معينة تلتزم الحكومة بإحالة الاتفاقيات لمجلس النواب. وحول عدم مناقشة مجلس النواب أي استجواب ضد الحكومة خلال دور الانعقاد الثاني، قال المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب – في المؤتمر الصحفي - إن الجهة المنوطة بتحديد الاستجواب هي مجلس النواب، ويوجه إلى الحكومة التي يتم اخطارها رسميا به من المجلس بعد استيفاء بعض الضوابط، مؤكدا جاهزية الحكومة للرد على أي استجواب. وأشار مروان إلى أن العبرة تكون بالنتيجة وليست الإجراء، وأنه على سبيل المثال، انتهت تحقيقات لجنة تقصي الحقائق في أزمة القمح بتقديم وزير التموين السابق خالد حنفي استقالته استشعار بالمسؤولية السياسية. وحول عدم التقدم بمشروع قانون العدالة الانتقالية حتى الآن، قال مروان "كانت هناك أولويات، والفترة الماضية كانت مزدحمة بمشروعات قوانين كثيرة، ونأمل أن تسمح الظروف خلال الفترة القادمة بالنظر لهذا المشروع". وبالنسبة اتفاق الضبعة النووي، أكد وزير شؤون مجلس النواب أهمية هذا المشروع بالنسبة لمصر، مع ضرورة الأخذ في الحسبان جميع الاحتياطيات المتطلبة لتنفيذ الاتفاق وإجراء كافة الدراسات لضمان عدم وقوع أي تسرب مع توفير كل عوامل الأمان لهذا المشروع، قائلا: إن الحكومة تمضي قدما في تنفيذ هذا المشروع، ولا توجد أي نية للعدول عنه. وحول اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، قال مروان إن اللجنة ما زالت موجودة وانتقلت لوزارة العدل حيث تباشر عملها وتعقد اجتماعاتها هناك.