وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحادثات حول صيغة البيان الختامي لقمة العشرين، بأنها "صعبة للغاية"، على ضوء بقاء خلافات حول قضايا عدة، أبرزها حرية التجارة وتغير المناخ. وأشارت ميركل في بيان إلى أنه لا يزال أمام المفاوضين الرسميين في القمة الكثير من العمل للتوصل إلى اتفاق حول البيان الختامي لمجموعة العشرين قبل انتهاء الاجتماعات مساء اليوم السبت. وناقشت القمة خلال يومها الأول مجموعة واسعة من الموضوعات بما فيها مكافحة الإرهاب، والتجارة الحرة والعادلة، والتنمية في إفريقيا، والمناخ والطاقة، فضلا عن الوضع في كوريا الشمالية. ويبدو أن هناك توافقا واسعا بشأن مكافحة الإرهاب ودعم التنمية في إفريقيا، إلا أن موضوع المناخ، إضافة إلى التجارة – لا يزالان إلى حد ما، متعثرين بسبب الموقف الأمريكي. وكشفت ميركل أنه لم يظهر خلال جولات المحادثات الأولى، حل بشأن الصياغة التي ستخرج عن القمة بخصوص سياسة المناخ. وأوضحت أن الغالبية العظمى من قادة العشرين أعلنوا التزامهم باتفاقية باريس، وأن خروج الولاياتالمتحدة من الاتفاقية يدعو للأسف. وتابعت ميركل، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان موجودا، قبل أول لقاء رسمي يعقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الجلسة الخاصة بموضوع المناخ وألقى كلمة، لكن من الصعب التنبؤ بكيفية تسوية الخلافات القائمة والتوصل إلى نوع من التفاهم. وبحسب تسريبات إعلامية، كانت دول المجموعة (عدا الولاياتالمتحدة)، عازمة على تضمين البيان الختامي للقمة إشارة بشأن "تنفيذ عاجل" لاتفاقية باريس للمناخ "التي لا رجعة عنها". كما كان من المنتظر، حسب المسودة، أن ينص البيان الختامي على أن الدول الأخرى في المجموعة قد "أحيطت علما" بتراجع الولاياتالمتحدة عن الاتفاقية. وذكرت مصادر أنه من غير المعروف ما إذا كانت مسودة البيان الختامي ستظل بهذا الشكل، إذ أن الصين ترفض أن يصدر البيان دون الولاياتالمتحدة، وقال مهو جوانجياو نائب وزير المالية الصيني إنه "لا ينبغي استبعاد أحد"، مشيرا إلى أنه من الممكن للمحادثات أن تتضمن انتقادات لكن البيان يجب تبنيه بالإجماع. في الوقت نفسه، نصت المسودة على أن "الولاياتالمتحدة أكدت التزامها القوي باتباع نهج عالمي يقلص غازات الاحتباس الحراري، ويدعم النمو الاقتصادي ويفي بحاجات أمن الطاقة". وفيما يتعلق بموضوع التجارة، مثلت النزعات الحمائية للرئيس ترامب تحديا صعبا لمجموعة العشرين، التي تأسست أصلا بهدف تحسين التنسيق العالمي بعد الأزمة المالية العالمية عام 2007. وقالت ميركل في هذا السياق، إن "الكل تقريبا يؤمن بضرورة حرية التجارة ونزاهتها أيضا، لكن أتوقع أنه فيما يخص التجارة في البيان الختامي فإن أمام المسؤولين (عن إعداد البيان) الكثير من العمل الليلة". وكانت ميركل صرحت بأن هذه "القمة تعقد في ظل تحديات صعبة وعالم يعيش اضطرابا"، ما يجعل من شعار القمة، وهو "ضمان الاستقرار، وتحسين الاستدامة، وتحمل المسؤولية"، أمرا صعب المنال، محذرة من المبالغة في توقع النتائج.