وسط تأكيدات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعرض اليوم الأحد، على قادة مجلس التعاون الخليجي والقيادات العربية والإسلامية، الذين سيلتقيهم في الرياض، تفاصيل ما يصفه البيت الأبيض، بأنه مشروع لإقامة "حلف ناتو عربي"، فإنه لم يتضح حتى الآن، إن كان هذا الطرح، قد يحظى بموافقات تكفي لإصدار بيان ختامي بإطلاق المشروع، والانتقال بالفكرة القديمة من التداول النظري، إلى المباشرة التنفيذية. ويوم الأربعاء الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، معلومات منسوبة لمسؤولين في البيت الأبيض، تقول إن الرئيس ترامب، سيعرض في لقاءاته الثلاث المنفصلة مع القيادة السعودية ثم القيادات الخليجية ثم في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، تفاصيل مشروع يستهدف بناء تحالف عسكري لدول عربية من المذهب السني، على غرار حلف الأطلسي. وأوضحت الصحيفة، أن هذا المشروع، جرت مناقشته مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعد أيام من فوز ترامب، في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما جرت مناقشة التفاصيل، في لقاءات لوفد سعودي أرسله الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، والتقى مطولاً مع صهر ترامب، المستشار الرئيسي في البيت الأبيض، جاريد كوشنر. وأشار تقرير "واشنطن بوست"، إلى أن الحلف العربي، يراد له أن يتشكل من الدول التي تتبع المذهب السني، والتي تستشعر مخاطر التمدد الإيراني الذي يستخدم عصبيات الولاء للمذهب الشيعي، ويتقاطع في تهديداته للأمن الإقليمي، مع مخاطر الإرهاب، وتشكيلات العنف المذهبي، والإسلام المسيس. وتوقعت الصحيفة، بأن القائمة المبدئية للدول الأعضاء في الحلف المقترح؛ هي "السعودية والإمارات ومصر والأردن"، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة، لن تكون عضواً فيه، لكنها ستقدم له ما يلزم من الدعم والتنسيق الاستخباري واللوجستي والسياسي. قيادة الحلف ومن ناحيتها، أوردت صحيفة "نيويورك بوست"، أن صفقات الأسلحة التي تعاقدت عليها السعودية مع الولاياتالمتحدة، والتي تم التوقيع على بعضها خلال زيارة ترامب للرياض، ستصل في مجملها إلى حوالي 350 بليون دولار، على مدى عشر سنوات، وستكون هي القوة الضاربة للحلف المقترح. ونوهت الصحيفة إلى أنه يضاف لها، ما تم الإعلان عنه قبل أيام بخصوص برامج تصنيع الأسلحة في السعودية، ضمن برامج "رؤية 2030"، والتي يراد لها أن تشكل منظومة تسليح عملاقة، تتكامل مع صفقات السلاح الأمريكي المستورد. أصل الفكرة واستذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، أن فكرة "الناتو العربي"، كانت قد طرحتها مصر، عام 2015، بتقديرات لقوات تصل إلى 40 ألف عسكري، من مصر والأردن والسعودية والإمارات والمغرب والسودان، لكن المشاكل العربية البينية، حالت دون متابعة المشروع المصري. واسترجع تقرير مرصد مراكز الدراسات الأمريكي، خلفيات أبعد زمناً لمشروع "حلف الناتو العربي"، تعود إلى حزيران/يونيو 1998، حيث طرحت نداءات لضم مصر إلى تشكيل جديد مقترح. وفي حديثه أمام حفل تخريج دورة أركان في الكلية الحربية في القاهرة، قال وزير الدفاع آنذاك، المشير حسين طنطاوي، "إن مصر تنادي بإنشاء كتلة عربية عسكرية لمواجهة التحديات التي تجتاح العالم العربي"ز وخلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للأردن، شباط/فبراير 2015، عرض على العاهل الأردني، الانضمام ل "ناتو عربي"، سيجري بحثه في الأول من آذار/مارس 2015، مع العاهل السعودي. وفي حزيران/يونيو من العام عينه 2015، حث الجنرال مايك فلين، أعضاء الكونغرس، عقب إقالته من منصبه كرئيس لوكالة الاستخبارات الدفاعية، في جلسة استماع معهم، الحكومة الأمريكية، "العمل على إنشاء ودعم إطار هيكلي عربي، شبيه بحلف الناتو؛ لمواجهة إيران". مواقف رافضة ردود الفعل الدولية التي صدرت على مشروع "حلف الناتو العربي"، قبل طرحه رسمياً، تضمن حتى الآن رفضاً من إيران وروسيا، مرفقاً في الحالتين بتحذيرات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي وصف المشروع قبل ثلاثة أيام، بأنه لن يساعد في حل مشاكل المنطقة.