أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الخميس، أنَّ المنظمة تسعى لجمع 900 مليون دولار إضافية هذا العام للصومال. ويحتاج الصومال أكثر من ستة ملايين شخص لمساعدات إنسانية، ويواجه 275 ألف طفل يعانون من سوء التغذية خطر الموت جوعًا. وصرح جوتيريش، في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر دولي بشأن الصومال تستضيفه بريطانيا، حسب "روسيا اليوم": "قدمنا صباحًا خطة استجابة إنسانية معدلة تسعى إلى جمع 900 مليون دولار إضافية حتى نهاية العام". وشدَّد "الأمين العام" على ضرورة تنسيق العمليات العسكرية التي تنفذ في مختلف مناطق البلاد، وإنشاء جيش موحد، معتبرًا أنَّ الصومال يطوي صفحة من تاريخه، مؤكِّدًا أنَّ الأممالمتحدة ستقوم بكل ما في وسعها لتأمين الازدهار وسلام دائم في البلاد. من جهتها، اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال افتتاح المؤتمر، أنَّ فرصةً ثمينةً تتوفر لهذا البلد غير المستقر، وأحد أفقر البلدان في العالم لاستعادة ازدهاره. من المهم الإشارة إلى أنَّ المؤتمر سيتيح إقامة شراكة جديدة بين المجموعة الدولية والصومال الذي يواجه تهديد "حركة الشباب" المتمردة وموجة جفاف جديدة. ويشارك في المؤتمر حوالي 40 وفدًا ومؤسسة، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية، بحضور وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني. إلى ذلك، نبَّهت رئيسة الوزراء البريطانية من مخاطر اللاستقرار على مجمل القارة والعالم، والناجم عن الإرهاب والمجاعة في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي، وعن القرصنة في المحيط الهندي. وأكَّدت ماي أنَّ انتخاب الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد أخيرًا يؤمن فرصة ثمينة للانتقال بمسار البلد، داعيةً المجموعة الدولية إلى دعم الإصلاحات التي ستجرى حتى يتمكن الشعب الصومالي من بناء مستقبل جديد لبلاده. من جانبه، حدَّد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود المحاور الثلاثة التي يعاني منها الصومال "الإرهاب والفساد والفقر". وتعهَّد باتخاذ تدابير لتحرير القسم الأكبر من الشعب الصومالي، وتمكينه من المساهمة في تطوير البلاد، لا سيمَّا على صعيد المبادلات التجارية. وأعلن حسن شيخ محمود أيضًا أنَّه سيقوي الحكومة الاتحادية ويتيح لنواب البرلمان إنشاء أحزاب سياسية. وعلى صعيد التصدي للإرهاب، أعرب عن ثقته بقدرة البلاد على التغلب على "حركة الشباب" في السنوات المقبلة، مؤكِّدًا أنَّ إقامة إدارة إقليمية ستتيح بسط الأمن على الأراضي الصومالية. جديرٌ بالذكر أنَّ الرئيس الصومالي قد دعا في شهر مارس الماضي، المجموعة الدولية إلى زيادة مساعدتها، مؤكِّدًا أنَّ حكومته تسلك طريق "الحوكمة الجيدة" والتجدد الاقتصادي. والمجاعة الأخيرة في الصومال، نجمت في 2011 عن موجة جفاف حادة في القرن الإفريقي، بالإضافة إلى المواجهات مع "حركة الشباب"، وحصدت 260 ألف قتيل. وفي الوقت الراهن، يتصدى ل"حركة الشباب"، 22 ألف عنصر من القوة الدولية للاتحاد الإفريقي "أميصوم" التي انتشرت في الصومال عام 2007. وأُبعد عناصر "الشباب" الذين واجهوا القوة النارية للقوة الدولية للاتحاد الإفريقي، من مقديشو في أغسطس 2011، وخسروا القسم الأكبر من معاقلهم، لكنم ما زالوا يسيطرون على مساحات ريفية شاسعة ينطلقون منها لشن عمليات حرب عصابات واعتداءات انتحارية، حتى العاصمة مقديشو. وفي منتصف فبراير الماضي، هدَّدت الحركة بشن حرب بلا هوادة ضد الرئيس الذي انتخب مؤخرًا.