شارك آلاف اليمنيين في مسيرة حاشدة بمدينة عدن، جنوبي اليمن، احتجاجا على قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إقالة المحافظ عيدروس الزبيدي. وطالب المتظاهرون بانشاء "قيادة سياسية وطنية" برئاسة عيدروس بهدف "تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته". وردد المتظاهرون شعارات تطالب من الزبيدي أن يكون قائدا لهم. ويعرف عن الزبيدي أنه من أنصار انفصال الجنوب اليمني عن الحكومة المركزية، وكذا قربه من الإمارات العربية المتحدة. وكانت حكومة هادي، التي تدعمها السعودية، اتهمت الحكومة الإماراتية بدعم سياسيين يمنيين في المناطق الجنوبية، يسعون إلى الانفصال عن باقي مناطق اليمن الأخرى. ولم يصدر عن الحكومة اليمنية أي رد فعل بعد على هذه المظاهرات. وقام هادي بإقالة الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك في السابع والعشرين من ابريل/ نيسان الماضي. كان الزبيدي وبن بريك قريبين من شخصيات وناشطين جنوبيين ينادون بالانفصال، لكن يعرف عنهم أيضا أنهما عملا على استتباب الأمن في عدن، بعد أن تمكنت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي من طرد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح منها في 2015. وينظر إلى هذه المظاهرات على أنها ضربة لسياسة هادي ومساعيه للإبقاء على التحالف الدولي قويا في الحرب التي تقودها الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، والمسلحين الموالين لصالح. وقد جرت هذه المظاهرات في مدينة عدن، العاصمة السابقة لليمن الجنوبي قبل الوحدة، وهي المدينة ذاتها التي اتخذ منها هادي عاصمة لحكومته، بعد سيطرة الحوثيين وحلفائهم على العاصمة صنعاء. ويقضي هادي معظم وقته في السعودية، حيث يدير اجتماعات الحكومة رفيعة المستوى، كما ينتقل بين الرياضوالإمارات العضو في التحالف العربي. وانتهت الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب في 1990، وتحول اليمن إلى بلد موحد، لكن حركة انفصالية أخرى نشأت بعد ذلك بأربع سنوات، وهو ما أدى إلى أحداث دامية، انتهت بسيطرة القوات اليمنية على كل مناطق الجنوب.