سيف الدولة: صمتهم إمتداد للدعم الغربي لإسرائيل قراقع: يجب تجميد عضوية إسرائيل بالأممالمتحدة فدوى البرغوثي: نطالب بتحرك عاجل للضغط على الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي يستمر إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، 1500 أسير يتخذون من الماء والملح وسيلة للاحتجاج على العزل الانفرادي والاعتقال الإداري وتحسين ظروف الأسر القاسية وتوفير الرعاية الصحية والسماح بالزيارات العائلية لهم، وغير ذلك من الحقوق التي يكفلها القانون والمنظمات الدولية. معركة "الماء والملح" التي بدأها الأسرى في السابع عشر من أبريل الماضي واجهتها خطوات تصعيدية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة السجون، فشنت الأخيرة حملة تنقلات جديدة بحقّ عدد من الأسرى المضربين، بهدف إضعاف قوتهم وتشتيتهم فنقلت بعضهم من سجن عسقلان إلى إيشل، ومن عزل نيتسان إلى جلبوع أو أماكن أخرى وغير ذلك من الإجراءات التصعيدية منها قطع المياه وسحب الملح وإجراء محاكمات وفرض غرامات. وقالت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، إن نحو خمسين أسيراً من رموز وكوادر مختلف الفصائل ينضمّون اليوم الخميس لإضراب الحرية والكرامة الجماعي، ومنهم أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وعباس السيد نائب رئيس الهيئة القيادية لأسرى حماس، وزيد بسيسي رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد. صمت وتواطؤ ويُقابل إضراب الأسرى الفلسطينيين ومطالبهم الصمت الدولي، فيما ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة تحسين التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم، لا فرض المزيد من القيود، فقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة، جاك دي مايو إن اللجنة الدولية تيسر منذ عام 1968، زيارات عائلية للفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل، ولنكن واضحين هنا، فهذه أولاً وقبل كل شيء مسؤوليةُ دولة إسرائيل بوصفها قوة الاحتلال. وعن هذا الصمت قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، إن هذا الصمت الدولي تجاه قضية الأسرى هو امتداد للدعم الغربي بقيادة أوروبا وأمريكا لإسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وهو استمرار لسياسات الصمت نفسها تجاه المذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك الحصار المفروض على غزة قبل سنوات. وأضاف أنه استمرار لحالة الصمت تجاه تنصل إسرائيل من التزامها تجاه السلطة الفلسطينية بموجب الاتفاقيات المعقودة بينهم أبرزها أوسلو، والصمت تجاه قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وملف الأسرى أيضا، موضحا أن الأسرى الفلسطينيين نجحوا في تحقيق عدة أهداف رئيسية من إضرابهم أبرزها إعادة ملفهم والقضية الفلسطينية إلى رأس أجندة الإعلام العربي. واعتبر أن الإضراب هو نوع من أنواع المقاومة يُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية رغم الجهود الدولية لطمسها، قائلا "الأسرى يعطون نموذجا لم يحدث في أي بلد أخرى في دخول 1500 أسير في إضراب في الوقت نفسه، وهذا يضيف لهم قدرات خاصة تفوقه أي حركة مقاومة مرت من قبل". وأشار سيف الدولة إلى أن الأسير بما عايشه من أسوأ ظروف نجح في الانتصار لمقاومته بشجاعة في مواجهة المعتدي بعكس أنظمة كثيرة ليس لديهم أسرى ويملكون ترسانات من الأسلحة، ويخشون إسرائيل ويروجون لمواطنيها أنهم قابلين بالوجود الإسرائيلي في المنطقة. "الرسالة التي يوجهونها أنهم في أضعف حالاتهم قادرين على التحدي وإيصال صوتهم" يكمل سيف الدولة، قائلا: "نريد تعلم معنى الشجاعة ومواجهة العداوات والاستبداد وأن الحرية هي أسمى شيء في الوجود". مناشدات وحذر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من ارتكاب حكومة الاحتلال الإسرائيلي جريمة بحق الأسرى المضربين عن الطعام ومن سقوط شهداء في أية لحظة في صفوفهم، قائلا إن حصار الأسرى المضربين غير المسبوق والإجراءات القمعية بحقهم وعدم التجاوب مع مطالبهم العادلة قد وضعت الأسرى في دائرة الخطر الشديد في ظل تردي الوضع الصحي للعشرات منهم. ودعا قراقع الأممالمتحدة إلى اعتبار إسرائيل دولة خارجة عن القانون والعمل على تجميد عضويتها كدولة في الأممالمتحدة بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان الفلسطيني ولميثاق الأممالمتحدة ولكافة القوانين والمعاهدات الإنسانية. وطالب بتحرك عاجل لمنع إسرائيل من اقتراف جريمة ومأساة بحق الأسرى المضربين ووضع حدّ لاستمرار إسرائيل بانتهاك حقوقهم الأساسية وممارسة الضغوط القمعية والنفيسة عليهم. فيما قالت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة الأسير والقيادي في حركة "فتح" مروان البرغوثي قائد الإضراب داخل السجون الإسرائيلية، إن الإضراب ليس له أي هدف إلا تحقيق المطالب العادلة للأسرى المضربين فقط، مضيفة أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين باتت خطيرة بعد أيام من بدء الإضراب. وطالبت السلطة الفلسطينية والعالم العربي والدول الأوروبية بالتحرك العاجل لمساندة الأسرى والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن الأسرى مصرون على الاستمرار في خطوتهم النضالية والكفاحية، حتى تحقيق كامل مطالبهم وأنهم لن يتراجعوا مهما كانت الظروف.