يواصل مئات الأسرى الفلسطينيين معركة الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم السادس عشر على التوالي، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم، وإعادة حقوقهم التي سلبتها مصلحة السجون الإسرائيلية منهم دون أسباب. وبالتزامن مع استمرار إضراب الأسرى، لم تتوقف وحدات القمع الإسرائيلية عن الاعتداء على الأسرى داخل السجون في محاولة لإرهابهم وإفشال إضرابهم في الوقت الذي يعاني فيه أسرى من تدهور صحي بفعل الإضراب. وحذرت اللّجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى المضربين، بعد فقدانهم أكثر من 10 كغم من أوزانهم، مع هبوط في ضغط الدم، وآلام حادة في الرأس، والمعدة، والمفاصل، وضعف القدرة على الحركة"، وذلك حسب شهادات للأسرى المضربين في سجن "عوفر". وأضافت أن إدارة سجون الاحتلال تحرم الأسرى من المياه الباردة، وتضطرهم إلى شرب المياه الساخنة، وبعد أن صادرت ملابسهم الشخصية، وأبقت فقط على الملابس التي يرتدونها، وهي لباس (الشاباص)، ولا تسمح بغسيلها سوى مرة واحدة أسبوعيًا. من جانبه، قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن معركة الإضراب التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال هي من أصعب المعارك بسبب وجود حكومة إسرائيلية يمنية متطرفة من الناحية العملية السياسية. وأضاف فارس في حديث لوكالة شهاب، أن معركة الكرامة هي من أجل تحقيق مطالب بسيطة يسعى لها الأسرى لكن لها تأثير كبير على الحركة الوطنية والأسيرة إن تكللت بالانتصار على السجان الإسرائيلي. يشار إلى أن 1500 أسير شرعوا في اضراب مفتوح عن الطعام، في السابع عشر من أبريل الماضي، تزامنا مع يوم الأسير، والعدد مرشح للزيادة مع مرور الأيام، ليصل عددهم حتى الآن إلى نحو 1800 أسير. وبدوره، قال رأفت حمدونة مدير الأسرى للدراسات، إدارة السجون وحكومة الاحتلال تقف عاجزة أمام صمود الأسرى المضربين عن الطعام وتقوم بإجراءات قمعية لتثنيهم عن خطوتهم الاستراتيجية بمنع زيارة المحامين في محاولة لعزلهم عن العالم الخارجي ونقل قيادة الإضراب إلى العزل الإنفرادي ومصادرة العديد من الأجهزة من السجون وإجراءات من شأنها النيل من عزيمة الأسرى. ويلقى هذا الإضراب دعما جماهيريا واسعا، في ظل وجود (1200) أسير مريض، من بينهم (21) مصابا بمرض السرطان، و(17) يعانون من مشاكل في القلب. ويبلغ عددهم الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي 7000 أسير، من بينهم 330 أسيرا من قطاع غزة، و680 أسيرا من القدس وأراضي عام 1948، و6000 أسير من الضفة الغربيةالمحتلة، و34 أسيراً من جنسيات عربية.