أقر التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش"، أمس، بمسئوليته عن الغارات الجوية الأخيرة على مدينة الموصل العراقية، مؤكدا أن الغارات أصابت موقعا قُتل فيه عدد كبير من المدنيين. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين عسكريين أن التحقيق المبدئي في الغارات وجد أن إحدى البنايات انهارت بعد أيام قليلة من غارات شنتها الطائرات الأمريكية، مشيرين إلى أن المسئولين الأمريكيين يحققون حاليا في ما إذا كانت الغارات هي التي تسببت في إنهيار البناية، والذي قُتل على اثره عدد كبير من المدنيين العراقيين، أو أن تنظيم "داعش" استغل الغارات كفرصة لتفجير البناية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت، أمس، أنها تحقق في التقارير التي أفادت بتسبب غارات أمريكية نُفذت قبل أيام في مقتل عشرات المدنيين بمدينة الموصل، شمال العراق. ورجح المسئولون العسكريون ل"نيويورك تايمز" أن تستمر المرحلة المقبلة من التحقيق لنحو ثلاثة أسابيع. وقالت الصحيفة الأمريكية إن حصيلة القتلى المدنيين إثر الغارات التي وقعت في 17 مارس الجاري، والتي بلغت 200 شخص وفق تقديرات، هي اعلى حصيلة تتسبب القوات الجوية الأمريكية في سقوطها منذ غزو العراق عام 2003. وأشارت إلى أن التقارير حول الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين تأتي في وقت حرج بالنسبة للحملة العسكرية لدحر تنظيم "داعش"، موضحة أنها جاءت تزامنا مع تصريحات المسئولين العراقيين بشأن تخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيود على قواعد المشاركة الأمريكية في الغارات الجوية، بما سهل على العراقيين طلب المشاركة في شن الغارات. وقالت الصحيفة إن زيادة أعداد الضحايا من المدنيين في عملية تحرير الموصل دفعت قوات الأمن العراقية، أمس، إلى الإعلان عن وقف عملياتها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم "داعش"، مؤكدة أنه "حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة"، خاصة في ظل استخدام "داعش" للمدنيين كدروع بشرية.