هناك أسباب بيولوجية تفسر لنا لماذا يعتبر صوت الأم مصدر للراحة والأمان،لكن نعمة الأمومة لغز يحير العلماء، و كلما تعمقنا فى دراسة بيولوجية الأمومة في الإنسان والحيوانات، فوجئنابأننا نعانى من الجهل الشديد بعلم الأمومة. هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص ل"محيط"، مشيراً إلى صوت الأم هو الصوت المفضل للجنين، حيث تعرف الجنين على صوت الأم في أقل من ثانية، حيث يستطيع الجنين أن يسمع من الأسبوع العشرين من الحمل، ويتذكره بعد الولاده، كما يتذكر أيضاً الموسيقى التي تعود علي سماعها خلال الحمل مما يعنى إمكانية تثقيف الجنين، وتعليمه. وأوضح بدران أن تعرض الجنين للضوضاء والأصوات الصاخبة يزيد من مخاطر مشكلات السمع وغيرها من المشاكل الصحية مستقبلاً، مؤكداً أن هناك إستخدامات حديثة لصوت الأم تفتح المجال للعلاج بصوت الأم، مثل تحسين صحة الطفل "المبتسر"، وتوصلت دراسة حديثة أن سماع الطفل المبتسر الأقل من 28 أسبوع حمل، وهو أشد درجات الإبتسار لتسجيلات صوت الأم و ربات قلبها خلال مكوث الطفل المبتسر فى الحضانة يقلل من الأخطار التي تهدد القلب و الجهاز التنفسي للطفل المبتسر. التكلم مع الرضع ونصح بدران الأمهات بالتكلم مع رضيعها لال عملية الرضاعة، حيث وجد أن حديثى الولادة أيضا يمصون لمات الرضاعة بمعدلات أكثر عند سماع تسجيلات أصوات أمهاتهم مقارنة مع تسجيلات الأصوات الغريبة. وذلك لأن سماع تسجيلات لصوت الأم يحسن مهارات الرضاعة عند الأطفال المبتسرين، ويقلل من فترة بقائهم فى المستشفى، حيث يستطيع الرضيع من الشهر السابع من العمر أن يميز المشاعر العاطفية للأم عن طريق تحليل نغمات صوتها، و هو يفهم مشاعر الأم ويعرف إنها فى حالة سعادة أو غضب أو حزن أو دهشة. الأجنة تتذوق الحب ! وعن تأثير الحب على الجنين قال بدران: إن الأجنة تتذوق الحب، ولهذا فإن أعضاء الجنين تتوقف عن النمو عند لحظات غضب الأم، مؤكداً أن الحب يرفع المناعة وينمي الذكاء أما الحرمان من الحب فهو طوفان من الأمراض تهجم على جسم الإنسان. وأكد أن أولى درجات الحب تبدأ مع الجنين وهو لازال فى رحم أمه، لذا من الضروريات بعد ولادة الطفل وضعه فى حضن أمه وأسماه ب"عملية امتداد الحبل السرى"، وأكد على أن الارتباط العاطفي لايحصل عليه الفرد متعدد العلاقات. فالاهمال العاطفي للطفل وعدم تلبية احتياجاته النفسية سبب رئيسي لتعريضه لحدوث تآكل شديد في الجزء المسئول عن عمر الخلايا في الحامض النووي "دي ان ايه"، حيث أشار إلى أن هذا التآكل في ذلك الجزء الذي يطلق عليه علمياً "التيلومير" يؤدي إلى نقص عمر الإنسان بسبب عدم قدرته علي مقاومة الأمراض لتناقص عمر الخلايا وتلفها. بتر الأمومة بتر الأمومة هو مصطلح جديد أطلقه الدكتور بدران عن وباء الإنفصال عن الأم، حيث يتم فيه بتر الأمومة النفسية مبكراً مما ينتج عنه تشوهات نفسية تهدد مستقبل الأجيال. فالكبت العاطفي الذي يعاني منه أطفال الإنسان وصغار القوارض بسبب الانفصال عن أمهاتهم يؤدي إلى للإصابة بأمراض القلب خلال مرحلة البلوغ. وعند مقارنة حضن المواليد بعد الولادة مباشرة بالمواليد الذين فقدوا الحضن الدافئ للأم نجد أن حضن الأم الدافئ للوليد يكسب مظلة من الهدوء والطمأنينة التي تمتد سنتين.