أنقرة : تواجه حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الأسبوع الجاري اختبارا سياسيا دقيقا مع عرض مشروعي تطبيع العلاقات مع أرمينيا والإصلاحات التي تتعلق بالأقلية الكردية على الدورة البرلمانية الجديدة . وحسبما ذكرت جريدة "الشرق" القطرية ، يتوقع أن تكون المناقشات البرلمانية صاخبة سواء بشأن المشروع الأرمني أو "الانفتاح الديمقراطي" الذي يهدف إلى تحسين وضع أكراد تركيا البالغ عددهم 12 مليون من إجمالي 71 مليون نسمة. وتسعى الحكومة التركية إلى الحد من الدعم الذي يحظى به حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا مسلحا منذ 1984، في جنوب شرق البلاد حيث الأغلبية من الأكراد. وترجح مصادر مطلعة أن تسمح أنقرة باستخدام اللغة الكردية وأيضا بعودة 12 ألف كردي تركي منفيين إلى مخيم مخمور، معقل حزب العمال الكردستاني في العراق، وأن تستثمر مليارات الدولارات في هذه المنطقة للحد من الفقر والبطالة. وتطالب الأوساط الكردية بإدراج الهوية الكردية في القانون الأساسي الأمر الذي استبعده أردوجان . وعن المشروع الأرميني ، من المقرر أن توقع تركيا وأرمينيا في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل في زيوريخ اتفاقا يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح حدودهما المشتركة. ولا تقيم انقرة علاقات دبلوماسية مع يريفان منذ استقلال ارمينيا عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، بسبب الخلافات العميقة حول مجزرة بحق الارمن بين العامين 1915 و1917 ، والتي يقول الأرمن إنها اوقعت اكثر من مليون ونصف مليون قتيل في حين تقول تركيا ان عدد القتلى تراوح ما بين 300 و500 الف. وترفض تركيا نظرية الابادة بحق الارمن في حين تعترف بها فرنسا وكندا وغيرهما من الدول. ودعا الرئيس التركي عبدالله جول نظيره الارمني سيرج ساركيسيان لحضور مباراة كرة القدم بين ارمينيا وتركيا ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات مونديال 2010 وستقام المباراة في 13 اكتوبر في بورصة (غرب تركيا). وكان جول قد قام في سبتمبر/ايلول 2008 بزيارة تاريخية لارمينيا هي الاولى لرئيس تركي الى هذا البلد بمناسبة مباراة لكرة القدم.