أثارت تغريدة - كتبتها الإعلامية اللبنانية الشهيرة "ماريا معلوف" عبر حسابها بموقع "تويتر" - حملة من التخوين والاتهام بحقها، لم تهدأ حتى الآن، وهو ما دفعها إلى كشف حقيقة موقفها لشبكة ال"سي إن إن" الإخبارية. وكانت تساءلت "معلوف" في التغريدة عن سر عدم استهداف إسرائيل لأمين عام حزب الله، "حسن نصر الله"، ليتبعها تقديم عدد من المقربين من حزب الله لسلسلة إخبارات بحقها إلى القضاء، مطالبين بمحاكمتها بتهم، بينها العمالة والخيانة العظمى. وعبر "cnn"، أوضحت الإعلامية اللبنانية: "أنا منذ 2015 طرحت هذا الموضوع، وأصبحت معروفة بموقفي المحدد من حزب الله الذي تحول منذ حرب 2006 من مقاومة إلى حرس حدود لإسرائيل بعد الهدنة التي أعقبت حربًا استمرت لمدة 33 يومًا، وهذا ما قاله أمين عام الحزب السابق الشيخ صبحي الطفيلي". وأضافت: "ما غردت به هو تساؤل مشروع، ليس للصحفي فحسب، بل لأي شخص يطرح فكرة ويجب أن تُناقش وتفتح الأبواب لها للأخذ والرد. الإعلاميون لديهم دور بما يخص موضوع حزب الله وهو: إذا أرادت إسرائيل قتل نصر الله، فلماذا لم تفعل ذلك حتى الآن؟ السؤال هو هل هناك هدنة بين إسرائيل وحزب الله؟ هل هناك اتفاق قائم حتى الآن؟". وتابعت: "كل هذا يدعو لطرح السؤال حول سبب عدم تنفيذ إسرائيل لغارة للتخلص من نصر الله بالذات. وكان هناك من طرح هذا السؤال أيضًا عندما ظهر نصر الله بشكل مباشر دون زجاج واق... هذا هو التساؤل الذي طرحته، وهو يبقى في إطار تحفيز الناس على التساؤل وطرح الأفكار أكثر فأكثر". ورأت "معلوف" أن ما أوجع المعترضين على موقفها هو تعلقه بجانب شخصي، موضحة وجهة نظرها بالقول: "حسن نصر الله وجمهوره يستهدفانني ويران أن على ماريا معلوف أن تصمت. حسابي على تويتر هو مكان يتفاعل فيه الناس ويتناقشون، وأنا من جهتي منذ البداية اعتدت أن أكون جريئة وأطرح الأمور كما هي دون مواربة أو دبلوماسية، وهذا هو مشروع الصحفي الناجح الذي يريد طرح فرضيات أو تساؤلات على طاولة النقاش". وقللت "معلوف" من أهمية الاتهامات التي طالتها، والتي تراوحت بين اتهامات بالعمالة، وصولًا إلى الخيانة العظمى، قائلة: "اتُهمت بالخيانة العظمى سابقًا، وطلب البعض سحب جنسيتي لمجرد أنني انتقدت المعارك بين الجيش وجماعة أحمد الأسير في منطقة عبرا. أصبحت قضية العمالة مجرد تلفيق تعتمده الأنظمة القمعية مثل إيران ونظام الأسد لتحجيم كل من يواجه سياستهم". وأضافت الإعلامية اللبنانية التي اعتادت إثارة ملفات حساسة في البلاد عبر برامجها التلفزيونية: "العميل هو (القيادي في تيار الرئيس اللبناني ميشال عون) فايز كرم، وكذلك الهدنة القائمة مع إسرائيل والتي تُوهم الشعب عبرها أنك تقاوم بينما أنت لا تفعل شيئًا. أصبح الوطني الذي يبحث عن خلاص بلده هو العميل. قبل أن يحاسبوا ماريا معلوف فليحاسبوا نصر الله على جرائمه في سوريا واليمن والبحرين وفي لبنان، ليسلموا المتهمين الأربعة من حزب الله باغتيال الحريري الذين يصفهم نصر الله بالملائكة الذين لا يمكن مسهم". وحذرت "معلوف" من مغبة الاعتداء على الصحفيين واستهدافهم، قائلة إن الترهيب عبر القضاء والتهويل وتوجيه الاتهامات جزافًا ليست أمورًا سهلة، فهناك جمعيات حقوقية، وهناك نقابة صحافة وهناك قضاء، مؤكدة إيمانها بالقضاء اللبناني، وبعدم قدرة متهميها على إثبات أي جرم كونه غير موجود، مضيفة: "التغريدة كانت مجرد تساؤل، وليس فيها تحريض أو طائفية أو دعوة لقتل أحد، وهو ما لا أرغب به". ورفضت "ماريا" محاولة استغلال تغطية الصحافة الإسرائيلية لتغريدتها من أجل اتهامها بالعمالة، قائلة: "ليس لي علاقة من قريب أو بعيد بتسريب خبر لتتناوله الصحافة الإسرائيلية، وأنا تفاجأت بهذه التغطية وتضخيم الأمور، وربما تلقفت الصحافة الإسرائيلية هذه التغريدة لإثبات أمر ليس لي صلة به من قريب أو بعيد.. هذه التغريدة موجهة للملايين عبر موقع للجميع، وكما يحصل الآن، يمكن أن تتحدث الصحافة التركية أو الأمريكية عن التغريدة دون أن تكون لي صلة بها".