أدانت الحكومة اليمنية جريمة استهداف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، أحد المساجد في منطقة كوفل في محافظة مأرب، أثناء أداء الآمنين صلاة الجمعة أمس، مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة آخرين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مجلس الوزراء اليمني في بيانه، أن تمادي المليشيا الانقلابية في جرائمها من خلال استهداف المصلين في المساجد بقصف صاروخي، يعد تعبيرًا صارخًا وكاشفًا عما وصلت إليه هذه الفئة الضالة من انحطاط أخلاقي وديني وقيمي، وتجردها من كل مشاعر الإنسانية. وأكد البيان أنها بذلك تتفوق في بشاعتها حتى على أعتى جماعات التطرف والإرهاب من أخواتها في تنظيمي داعش والقاعدة، حيث سبق ذلك إقدامها على تفجير المساجد وتدميرها واستهداف الخطباء ضمن مشروعها الطائفي والمذهبي المقيت، والدخيل على ثقافة وعروبة ووسطية الشعب اليمني. وأوضح أن العلاج الناجع والوحيد لدرء خطر المليشيا القاتلة والمجرمة وأجندتها المشبوهة، هو استكمال تحرير ما تبقى من أراضي الوطن تحت سيطرتها وجبروتها وغطرستها. وشدد على أن الحكومة الشرعية لن تقبل أو تساوم على بقاء الأسلحة الثقيلة والصواريخ الموجهة بيد هذه المليشيا الانقلابية المتمردة والمتجردة من كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، وذلك كي لا يبقى الشعب اليمني ودول الجوار رهينة إرهابها وغطرستها ونزواتها لإرضاء داعميها في إيران، التي تستخدمهم منصة لإطلاق التهديدات والضغط على المجتمع الدولي من أجل أهدافها ومشاريعها الخاصة ورغباتها التوسعية المرفوضة. وأشار إلى أن قرارات المجتمع الدولي وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، تحت الفصل السابع، واضح وجلي في هذا الشأن، وليس هناك أي مجال للتأويل أو المراوغة، مشددًا على أن استعادة الدولة الشرعية وإنهاء الانقلاب هو الخيار والسبيل الوحيد سلمًا أو حربًا لمواجهة الأخطار المحدقة والمقبلة لهذه المليشيا المتمردة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وجدد المجلس تأكيده أن الحكومة الشرعية كانت ولازالت، رغم تعنت وصلف المليشيا الانقلابية، تمد يد السلام وحريصة على إنهاء معاناة الشعب اليمني انطلاقًا من مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية، وذلك شريطة عدم الخروج على مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وأكد أن نجدة الأشقاء العرب للشعب اليمني واستجابتهم لاستغاثة إخوانهم لإنقاذهم من خطر المشروع الانقلابي والهبة الشجاعة بتشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، هي وحدها من حمت اليمن وشعبها من التطهير الطائفي في سبيل المشروع الفارسي، معربًا عن ثقته في أن الوصول إلى الانتصار الكبير ودفن هذا المشروع الانقلابي إلى غير رجعة بات في مراحله الأخيرة، بفضل استمرار دعم دول التحالف العربي للحكومة الشرعية التي تدرك تمامًا أن أي شرعنة لوجود مليشيا الانقلاب ما هو إلا خيانة لدماء وتضحيات الشعب اليمني، الذين لاحقتهم جرائم الانقلابيين حتى إلى بيوت الله، في سابقة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل من قبل. وناشد المجلس الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات المعنية، اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الجريمة الدموية البشعة التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب ضد الآمنين في المسجد، وإدانة سلوكيات وتصرفات المليشيا المتمردة وتماديها اليومي في انتهاك كل القوانين الإنسانية والدولية ضد اليمنيين، والتحقيق العاجل في هذه الجريمة، مشددًا على أن التساهل في التطبيق الحازم والصارم لقرارات الشرعية الدولية هو ما يشجع مثل هذه المليشيا الانقلابية المتمردة على التوغل أكثر في جرائمها وانتهاكاتها. يذكر أن حصيلة الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميلشيا صالح والحوثي الانقلابية بصواريخ الكاتيوشا على مسجد كوفل، في صرواح غرب مأرب، ارتفعت إلى 32 قتيلًا و81 جريحًا.