كشف الدكتور خالد رفعت، أستاذ الهندسة بجامعة قناة السويس ومدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تحالفا من أكبر الخطوط الملاحية هرب من مصر بسبب غباء الإدارة. وأضاف أن قرار وزير النقل بزيادة الرسوم بشكل خيالي السبب في ذلك، ما دعا التحالف إلى ترك استخدام موانئ بورسعيد والتوجه إلى ميناء "بيريه" اليوناني. وكتب "رفعت" عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان "دولة غنية وإدارة غبية":" انتهى تحالف من اكبر الخطوط الملاحية وهى "كى لاين" و"يانج مينج" و"إيفرجرين" و"mol" من التوقيع مع ميناء "بيريه" اليونانى لاستقبال أهم خدمات التحالف فى شرق البحر المتوسط كبديل لموانئ بورسعيد بدءا من اول ابريل القادم ... والسبب زيادة الرسوم بطريقة خيالية على السفن بموجب القرارين الصادرين من وزير النقل رقم 488 لسنة 2015، و800 لسنة 2016". وتابع :"أصبحت رسوم ميناء بيرية اليونانى أقل كثيرا من رسوم مواني بورسعيد (شرق وغرب) ... وعلى سبيل المثال السفينة حمولة 16-20 الف حاوية تدفع رسوم فى حدود 40 الف دولار فى بيرية بينما تتعدى تلك الرسوم 100 ألف دولار فى شرق بورسعيد !! كما أن مصاريف مناولة الحاوية الواحدة فى بيرية 18 دولار مقارنة ب 30 دولار فى بورسعيد". وأوضح :" ولذلك من المتوقع أن ينخفض حجم تداول الحاويات بميناء شرق بورسعيد من 1.8 مليون حاوية فى 2016 إلى 1.2 مليون حاوية فى 2017 بينما تصل طاقة ميناء شرق بورسعيد وحده إلى 5.4 مليون حاوية. (والغريب إننا بنعمل له توسعات بمليارات دلوقتى!)". وأضاف: "من ناحية أخرى قامت معظم الخطوط الملاحية مثل هاباج لويد ويونايتد أراب شيبنج "الخط العربى" و ميرسك الدانماركى بتقليل حجم أعمالها بموانئ بورسعيد .. بل قام خط ميرسك بإيجار أرصفة فى ميناء مالطا لينقل إليها عملياته فى شرق البحر المتوسط". واستطرد "رفعت": "والغريب أن كل خبراء الملاحة حذروا وزير النقل من أى رفع لرسوم الخدمات حيث أنها كانت أصلا أعلى من كل الموانى المنافسة لنا.. ولكنه أصر على إصدار القرار 800 لسنة 2016 لمضاعفة مقابل الانتفاع بالموانئ رغم كل التحذيرات". وأشار إلى أنه :"الآن وبعد وقوع الكارثة تشكلت لجنة من قطاع النقل البحرى لدراسة إدخال تعديلات على القرار الوزارى 800 لسنة 2016 والخاص برفع مقابل الانتفاع بالموانئ .. يعنى كده بالبلدي لإلغاء القرار". واختتم مستنكرًا: "نفس ما حدث بالضبط عند رفع رسوم تأشيرات دخول مصر.. إصدار قرارات غبية عنيدة رغم التحذيرات ثم التراجع عنها ولكن بعد فوات الأوان كالعادة)..قمة الغباء عندما تذبح الدجاجة التى تبيض ذهبا وتكلمنى عن الإصلاح الاقتصادى".