البرلمانيون الألمان يدعون لسحب طائرات بلادهم من قاعدة إنجرليك

وسط خلافات جديدة تتصاعد باضطراد في العلاقات بين تركيا وألمانيا، تعالت في برلين أصوات النواب الداعية لسحب الطائرات الألمانية من قاعدة إنجرليك التركية.
هذه الدعوات وحدت هذه المرة ممثلين عن مختلف القوى السياسية في البرلمان الألماني، التي تعتبر من غير اللازم الحفاظ على مجموعة طائرات "تورنادو" الألمانية في قاعدة إنجرليك بتركيا التي تنفذ تحليقات استطلاعية في كل من سوريا والعراق في إطار عمليات التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة.
القلق عن استمرار وجود الطيارين الألمان في القاعدة التركية الواقعة قرب حدود البلاد مع سوريا جاء عن ممثلين عن كل من التحالف الحاكم والمعارضة في ألمانيا التي هي شريك عسكري رسمي لتركيا في إطار حلف الناتو.
واعتبر فلوريان هان، رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في حزب "الاتحاد المسيحي الاشتراكي" الذي يشكل مع "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" القوة المهيمنة في البرلمان الألماني، أن العسكريين الألمان قد يتحولون إلى بيادق في لعبة السلطة التي تخوضها السلطات التركية.
وقال هان، في حديث لصحيفة "Bild am Sontag" الألمانية، أمس الاثنين "في ظل هذه الأجواء الساخنة يصبح من غير الواضح بشكل أكبر ما إذا ستستطيع الحكومة التركية ضمان أمن عسكريينا في إنجرليك، وهل ستفعل ذلك".
ودعا هان السلطات الألمانية إلى وقف تمويل تطوير البنية التحتية في القاعدة التركية ونقل طائرات "تورنادو" إلى مكان آخر.
ودعوات مماثلة جاءت أيضا من قبل "حزب اليسار"، الذي يشكل أكبر قوة معارضة في البرلمان الألماني.
وقال زعيم الحزب، واغينكنيخت، في حديث لصحيفة "Deutsche Welle"، أمس الاثنين: "علينا منذ زمن طويل، ولا سيما في ظل الأوضاع الحالية في تركيا، أن نسحب من هذه البلاد طائراتنا وجنودنا".
واعتبر واغينكنيخت أيضا أن الحكومة الألمانية يجب عليها "وقف توريد الأسلحة لتركيا بشكل فوري".
ودعما لهذه التصريحات، أكد عضو "حزب الخضر"، جام أوزدمير، وهو من أصول تركية ومن أقدم منتقدي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن سحب القوات الألمانية سيمثل رسالة واضحة لأنقرة، التي تمر حاليا "بعملية فقدان آخر ما تبقى من احترامها لأوروبا".
ومن الجدير بالذكر أن المجموعة الألمانية المنتشرة في قاعدة إنجرليك تضم 240 عسكريا.
واعتبر الداعمون لفكرة سحب القوات الألمانية من القاعدة التركية أن نشرها ممكن في الأردن أو اليونان أو قبرص.