أكد سفير العراق لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية "حبيب الصدر"، أن بلاده تفتح ذراعيها لمصر بعد أن استعاد العراق عافيته، وتبعده أسابيع عن تحرير آخر موقع للإرهاب في مدينة الموصل. وأضاف السفير العراقي - في حوار مع صحيفة "الشروق" - أن قوة مصر وصمودها عامل أساسي لقوة وصمود العالم العربي، حيث أصاب انشغالها العالم المحيط بالنكبات، متمنيًا أن تلعب القاهرة دورًا رياديًا وتعود قوية ومزدهرة مرة أخرى. وأوضح أن بلاده لن تنسى موقف مصر المساند للعراق وعدم إغلاق سفارته حتى بعد مقتل السفير "إيهاب الشريف"، كاشفًا عن صفقة المليون برميل من البترول، التي من المنتظر تسليمها قريبًا لمصر، فضلًا عن الخطط المستقبلية للتعاون بين البلدين. وأكد: "العراق الآن جاهز لتصدير مليون برميل نفط خام إلى مصر في حال جاهزيتها وتوقيعها على العقد مع مؤسسة "سومو" لتسويق النفط العراقي، وعندما يأتي المصريون بناقلاتهم ستنطلق الشحنة الأولى بأسعار تفضيلية، وبشروط ميسرة لتحميل الكمية، وبعد نجاح الخطوة الأولى سننتقل إلى تصدير النفط الخام إلى مصر لتعود به إلينا في صورة مشتقات، وما بين المشروعين سنمد أنبوبًا من ميناء البصرة إلى العقبة في الأردن ثم إلى مصر، لإنشاء خزانات ضخمة لتخزين النفط العراقي، تأخذ منه مصر حاجاتها، ويخرج ما تبقى منه إلى الأسواق العالمية، وبذلك تكون القاهرة مركز تسويق النفط والغاز دوليًا، نظرًا لما يملكه العراق من طاقة تصديرية هائلة وتنويع في المنافذ عبر الخليج العربي، وميناء جيهان التركي، ونحن نريد أن نجعل من شقيقتنا مصر منفذًا للبترول العراقي، إضافة إلى المنافذ الأخرى، ووزير البترول طارق الملا وعدني منذ أيام بأنه سيتوجه إلى بغداد لتوقيع العقد". وعن زيارة وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" للعراق، قال "الصدر": "العراق فتح ذراعه منذ اليوم الأول إلى أشقائه العرب، كما تجمعنا روابط مع المملكة العربية السعودية، فضلًا عن حدود تبلغ نحو 800 كيلو متر، ونحن نحترم المملكة ونقدرها كثيرًا، ولها لدينا مكانة دينية كبيرة". وأضاف: "وعلى الرغم من أن العراق منفتح على جميع الدول العربية بعد 2003، مع سعيه إلى إقامة علاقات أفضل مع جيرانه ومحيطه العربي، لكن كان هناك عزوف من الأشقاء الخليجيين ما عدا الكويت وسلطنة عمان، حيث أدار الأشقاء الخليجيون ظهورهم للعراق، وفي الوقت ذاته أوجدوا فراغًا ملأه آخرون من المنطقة، حيث ظلت الرياض تمتنع عن فتح سفارة لها في بغداد حتى عام 2016، على الرغم من أن بغداد لها سفارة وسفير في العاصمة السعودية، وقنصلية في جدة، فضلًا عن تبادلات تجارية لم تنقطع، وقوافل معتمرين وحجاج عراقيين يذهبون إلى المملكة". وتابع: "لكننا استبشرنا خيرًا عند فتح أبواب السفارة السعودية، وكنت حينها مدير الإدارة العربية في الخارجية العراقية، واستقبلت السفير ثامر السبهان، ونصحته بالوقوف على مسافة متساوية من جميع مكونات الكتل والأحزاب السياسية، ثم طلبنا استبداله، فأرسلوا لنا الوزير المفوض عبد العزيز الشمري، وطلبت منه العمل بجهد لتنمية العلاقات بين الشعبين، ووضع الخلافات جانبًا، حتى نرسل رسالة إلى شعبي البلدين بأننا على مشارف مرحلة جديدة واعدة". واختتم السفير العراقي تصريحاته ب: "ولقد سعدنا بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لأنها زيارة طال انتظارها، وهي دليل على إدراك المملكة أن عراق اليوم ليس عراق الأمس، حيث باتت له سياسة حكيمة، تتميز بأننا لا نتدخل في شؤون الغير".