ما أن أعلنت السلطات الأمريكية وفاة الشيخ عمر عبد الرحمن الأب الروحي للجماعة الإسلامية، حتى بدأت ردود الأفعال داخليا تتوالى، فما بين النعي والترحم وبين بغض له واستدعاء لتاريخه وفتاواه الماضية التي كان أبرزها تكفير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإهدار دم عدد آخر من الشخصيات. وحتى الآن لم تصدر الجماعة الإسلامية أي رد فعل رسمي عن وفاة مؤسسها، وهو ما جعل البعض يتساءل لماذا تأخرت الجماعة لنحو ثلاثة أيام منذ إعلان الوفاة ولم تنعي زعيمها أو تعلق على وفاته بشكل واضح سوى بعض التغريدات من عدد من المنتمين للتيار الإسلامي؟. انقسام الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الجماعة الإسلامية، قال إن تأخر الجماعة في نعيه رسميا يرجع لكونها منقسمة على نفسها وأنها ربما تخاف من أن تتخذ موقفا في وفاته وتدين أمريكا ما قد يتبعه من تصنيف الجماعة كجماعة إرهابية في ظل حكم ترامب، مضيفا أن حساسية الموقف ووفاته في السجن بأمريكا تجعل من ينعيه يشير إلى فترة اعتقاله. د.كمال حبيب وأضاف أن البعض قد يتحسس من الإعلان عن موقف خشية النتائج المترتبة عليه في ظل توحش الرئيس الأمريكي "ترامب" وعدائه للإسلام والمسلمين والجماعات الإسلامية عموما، موضحا أن الظروف ليست في صالح ما كان يفكر به الشيخ عمر عبد الرحمن فلا ينتظر أن يكون هناك ردود فعل. وقال حبيب إن "الشيخ عمر عبد الرحمن مات وحيدا وغريبا ومحمل بعبء اتهامه بالإرهاب من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية في اتهام ظالم، في ظل تشتت التنظيمات الجهادية التي كانت تتبنى قضيته وتستخدمها في صراعها مع أمريكا فلا أظن أنه سيكون هناك رد فعل قاس". وأشار إلى أنه قد لا تلجأ أية جماعة للانتقام أو التهديد، مفسرا ذلك بأن الشيخ عمر عبد الرحمن كان مؤيدا للمراجعات الفكرية بسبب تشتت الأنظمة، ولا يعرف عنه منذ سجنه إصداره لتصريحات باستثناء تلك التي هدد بها نظام مبارك، وهذا هو السبب الرئيسي لجعل نظام مبارك يضغط على أمريكا لاتهامه بالإرهاب. أما عن مراسم تشييعه إلى مثواه الأخير عند وصول الجثمان إلى مصر فقال إنه إذا سمح للناس أن تشارك في توديعه فستكون جنازة كبيرة على مستوى القرية التي ينتمي إليها وهي قرية الجمالية بالدقهلية، وسيشارك بها أتباعه وتلاميذه والمنتمين للتيارات الإسلامية، مضيفا أن الدولة ستسمح باستقبال جثمانه ودفنه بطريقة لائقة، وكذلك إقامة عزاء ربما لن يكون في أي من المساجد الكبرى إنما على مستوى موطنه. رمز ومن جانبه قال الباحث ماهر فرغلي المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية إن عمر عبد الرحمن رمز اجتمعت عليه كل الجماعات الدينية مثل أسامة بن لادن وسيد قطب فوفاته وقبلها عدم إفراج أمريكا عنه لدواعي إنسانية نظرا لكبر سنه ولكونه ضرير تزيد حالة الاحتقان والغضب عند المنتمين للجماعات الجهادية. ماهر فرغلى وأضاف أن عبد الرحمن ووفاته داخل السجن قد يتخذ كذريعة تستخدمها الجماعات لمواجهة الولاياتالمتحدة، ويعتبرونه رقما يضاف داخل حسابات الجماعات ضد أمريكا، موضحا أن دفنه في مصر واجبة لأنه مواطن مصري ويجب التفريق بين الجسد من جانب والروح والنفس والفكر من جانب آخر، ويجب أن تقوم الدولة بواجبها تجاه جثمانه لأنه مصري وأهله مصريون.