"السقوط" هي واحدة من ثلاث قصص، تضمها المجموعة القصصية، "السقوط" ، التي صدرت حديثا عن الكتب خان للنشر ، للكاتب السويسرى فريدريش دوورنمات . يتناول فيها «دورنمات» مجموعة من المتعطشين للسلطة المتشبثين بها، إذ يبرع الكاتب السويسري فريدريش دوورنمات في رسم بورتريه لهذه المجموعة التي يسيطر عليها رعب فقدان السلطة. أما القصة الأولى في ترتيب هذه المجموعة، فهي «الخسوف»، وهي معالجة نثرية لواحدة من أشهر مسرحيات «دورنمات»: «زيارة السيدة العجوز» التي كتبها في عام 1956، وفي هذه المعالجة يعود «السيد العجوز» إلى قريته ومسقط رأسه لينتقم من الجميع. يناقش «دورنمات» في هذه القصة ماهية العدالة وغرائز إنسانية، مثل: الرغبة في الانتقام والتشفي والنهم والطمع. «حرب التيبت الشتوية» هي ثالث قصص هذه المجموعة وأكثرها كابوسية، إذ يصور فيها الكاتب نهاية العالم، أو العالم عند نهايته بعد الحرب العالمية الثالثة التي ستبيد الجميع. في هذه القصة، يعرض «دورنمات» رؤيته لفترة الحرب الباردة، ويتعمق داخل الطبيعة الإنسانية وما فيها من شهوة للسلطة والقوة، ونظرة الإنسان المحدودة بمنظور النفق الذي لا يجد مخرجًا منه، ووسيلته الوحيدة لإثبات وجوده؛ القتل. «مع (أ) حصلت ماكينة السلطة التي لا سمات لها على وجه وملامح، بيد أن الزعيم الكبير لم يكتفِ بالتمثيل، لقد شرع باسم الثورة في سحق الثوريين. وهكذا دارت الدائرة على الحرس القديم - باستثناء رئيس الدولة (ر) والوزير (ز)... بقي الشعب مطمئنًا لأنه - في بلادته وعدم شعوره بكارثية وضعه - لم يكن يخشى أن يفقد شيئًا، إذ إنه لا يملك شيئًا، أما أصحاب الامتيازات فإنهم يخافون أن يفقدوا كل شيء لأنهم يملكون كل شيء. رأى الشعب أصحاب السلطان يصعدون السلم إذا باركهم (أ)، ويسقطون إذا غضب. كان يشارك بدور المتفرج في المسرحية الدموية التي تقدمها السياسة. لم يسقط صاحب سلطة أبدًا من دون محكمة علنية، من دون مسرحية راقية، أو دون أن تتصدر العدالة المشهد الفخم، دون أن يعترف المتهم بذنبه اعترافًا احتفاليًا. كانوا في عيون الجماهير مجرمين ينبغي إعدامهم، مخربين، خونة؛ هم المسؤولون عن فقر الشعب لا النظام، سقوطهم يبعث أملاً جديدًا في النفوس، أملاً في مستقبل أفضل وعدوهم به كثيرًا، سقوطهم يظهر أن الثورة مستمرة، وأن قائدها الحكيم هو رجل الدولة (أ) العظيم الخيّر العبقري الذي يخدعه رفاقه المرة تلو الأخرى».