يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين، القيادة المركزية للقوات الأمريكية، ليلتقي ضباطًا سيشكلون رأس الحربة في تطبيق إستراتيجيته الجديدة لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش. وبعد قضاء عطلة ل3 أيام في جنوبفلوريدا، يتوقف ترامب في المقر العام للقيادة المركزية في تامبا في طريق عودته إلى واشنطن. والقيادة المركزية مسئولة عن منطقة تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وهي تلعب دورًا أساسيًا في عملية "العزم الصلب" التي تقودها الولاياتالمتحدة بهدف إضعاف وتدمير تنظيم داعش، وشنت في سياقها 17861 غارة على شمال سورياوالعراق منذ أغسطس 2016. وتبنى تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة في سورياوالعراق أعلن فيها قيام خلافة، عددًا من الهجمات في الشرق الأوسط كما في أفريقيا وأوروبا والولاياتالمتحدةوجنوب شرق آسيا، وهو يعتبر ملهمًا لمنفذي الهجوم في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا حيث قتل 14 شخصًا في ديسمبر 2015، ومنفذ الهجوم في الملهى الليلي في أورلاندو الذي أوقع 49 قتيلًا في يونيو 2016. وأمهل ترامب في أواخر يناير الجنرالات 30 يومًا لمراجعة الإستراتيجية الأمريكية الرامية إلى هزم تنظيم داعش، وجعل الرئيس الأمريكي من مكافحة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" إحدى ركائز حملته الانتخابية، وتشكل هذه المسألة حاليًا أساسًا محوريًا لسياساته الخارجية والداخلية. وقد استند إلى إمكانية التعاون مع روسيا للتصدي للجهاديين من أجل الدعوة إلى التقارب مع موسكو، وفرض حظرًا مؤقتًا على قدوم لاجئين ومسافرين من 7 دول ذات غالبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة، قبل أن يعلق قاض فيدرالي تطبيقه. وبعدما رفضت محكمة استئناف فيدرالية طلب وزارة العدل معاودة العمل بالمرسوم الرئاسي، هاجم ترامب القاضي الفدرالي وحمله مسئولية أي هجمات قد تستهدف البلاد، وكتب الرئيس على تويتر "لا يمكنني أن أصدق كيف يمكن لقاض أن يعرض بلدنا لمثل هذا الخطر، إذا حصل شيء فاللوم يقع عليه وعلى النظام القضائي، الناس يتدفقون هذا مؤسف"، ولم يقدم أي دليل يدعم تأكيده أن إرهابيين يتسللون إلى البلاد. ويبدي معظم الخبراء مخاوف من سلوك مواطنين أمريكيين طريق التطرف وتنفيذهم هجمات مستوحاة من تنظيم داعش، أكثر مما يتخوفون من أن يرسل التنظيم عملاء له عبر العالم، وأعرب المئات من أعضاء فريق ترامب الدبلوماسي عن معارضتهم لقرار حظر الهجرة والسفر. ولم تتبلور بعد معالم سياسة ترامب لمكافحة تنظيم داعش في الخارج. وفي 28 يناير، وقع مرسومًا رئاسيًا يدعو إلى مراجعة تشمل أي توصيات بشأن إدخال تغييرات على قواعد الاشتباك الأمريكية، وينذر هذا الأمر التنفيذي باعتماد نهج أكثر تشددًا، غير أن بعض الخبراء يرون أنه قد يشجع على المزيد من التطرف. ونفذت القوات الخاصة الأمريكية خلال الأيام الأولى من ولاية ترامب عملية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، تسببت بمقتل عنصر من قوات النخبة في مشاة البحرية (نيفي سيلز) و16 مدنيًا بينهم أطفال، إلى جانب 14 متمردًا. وكذلك دعا ترامب إلى تشكيل "تحالف شركاء جديد"، في إشارة على الأرجح في اتجاه روسيا، وتنشر موسكو طائرات حربية وبوارج وقوات في سوريا دعمًا لنظام الرئيس بشار الأسد، غير أن الدول الغربية وفصائل سورية تتهمها باستهداف المجموعات المقاتلة المعتدلة أكثر من التركيز على المتطرفين. وبعد شنه هجومًا كاسحًا احتل فيه مناطق شاسعة من جانبي الحدود بين العراقوسوريا، تراجعت مساحة "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش فيها، وهو يواجه هجومًا ضاريًا في الموصل، آخر معاقله في العراق، فيما يواجه تهديدًا في الرقة، معقله الأبرز في سوريا. وغير أن المعركة تقترب من مفترق طرق، وتفيد تقارير بأن ترامب استبعد الاستمرار في تطبيق خطط سلفه باراك أوباما للسيطرة على الرقة بمساعدة القوات الكردية، وعليه أن يقرر قريبًا النهج الذي يعتزم اتباعه بهذا الصدد.