قال الشاعر، الدكتور حسن طلب، أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، إن القول بأننا نعيش في عصر الرواية غير صحيح، فالشعر له جمهوره، منتقدا الإعلام الذي تحول إلى مباريات بين برامج التوك شو- بحسب قوله. جاء ذلك خلال لقاء خاص مع طلب، أمس الجمعة، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أداره الشاعر محمود الشاذلي. تحدث "طلب" خلال اللقاء عن عدة قضايا حول الفلسفة واللغة وأهميتهما في تكوين شاعر جيد، يستفيد منهما ليضيف إلى قصائده، كما تحدث عن الرأي النقدي القائل بأن الأدب يعيش زمن الرواية، وقال: "يتبارى النقاد حول قضية زمن الرواية، لكن في الحقيقة لا يوجد زمن يحتسب لفن على حساب آخر، ولكن هناك فن أسهل في تذوقه من فن آخر، ولا نختلف على أن قلة هم من يتذوقوا الشعر، لأنه مستويات، النخبة تقبل على شعر الفصحى، بينما العامة يقبلون على شعر العامية." وتابع "طِلب"، "تذوق الشعر يحتاج أولًا حب اللغة العربية وتراثها، فنوعية جمهور الشعر يجب أن تكون فئة مثقفة، وهذا هو تفسير الأمر، ولذلك فلا يجب تصديق أننا في عصر الرواية، لا نوافق على هذا لأنها قضية ناقدة زائفة". وانتقل "طِلب" للحديث عن الأجيال الجديدة، وقال: إن الساحة مليئة بالمواهب الشعرية الشابة، وقد رأيت ذلك بنفسي، لكن المشكلة تكمن في الإعلام الذي تحول إلى مباريات بين مقدمي برامج التوك شو، وتخلى عن دوره الثقافي، فالإعلام هو الذي يهمش الثقافة، كذلك تخلى النقاد عن دورهم، فلم نجد ناقد حل محل طه حسين، أو شكري عياد، أو محمد مندور، الذين كانوا يتابعون الحياة الثقافية يومًا بيوم، معتبرًا أن الناقد هو حلقة الوصل بين القارئ والشاعر". وكونه أستاذًا للفلسفة بجامعة حلوان، تحدث "طِلب" عن علاقة الشعر بالفلسفة، نافيًا ما يقال حول أن الشعر يدغدغ المشاعر، ووسيلة للترفيه عن النفس، قائلا:"الشعر الحقيقي يخاطب أعمق ما فينا، ولهذا فلابد من العمق الفلسفي في الشعر دون أن يتحول الشعر لمقاطع فلسفية، مؤكدًا أن الشعر ليس خادما للفلسفة بل الفلسفة خادمة للشعر، وأن الشاعر الثائر الحقيقي هو الذي يساهم في قيام الثورة وصنعها، وليس الذي يكتب عن الثورة بعد قيامها". وأكد "طِلب" أن التمرد على الثابت، وعلى التقليدي هو ما يصنع الشاعر، والتمرد هو الذي يميز الرأس من القطيع، مشيرًا إلى جماعة إضاءات أدبية، التي أسسها مجموعة من شعراء المنتسبون إلى فترة السبعينات، وقال: إنها كانت محاولة للتمرد على الدولة، التي لم تتح لنا الفرصة للظهور، والاعتراف بنا كشعراء جدد، ولذلك وجدنا أن هذه الجماعة هي طريقتنا للتمرد، وإثبات وجودنا، وما إن أثبتنا ذلك، حتى رأينا التفرق، خوفًا أن نتحول لرابطة أو جمعية يدافع كل الشعراء فيها عن بعضهم، حتى وإن كان شعره ضعيفا". واختتم حسن طِلب حديثه بالقصيدة الحلم، ونفى أن يكون كتب القصيدة التي يحلم بها، وقال:كاذب من يقول أنه كتب القصيدة التي يحلم بها، إنما نحن نستمر في الكتابة لأننا لم نحقق الحلم الذي نسعى إليه، فإذا حققنا حلمنا توقفنا عن الكتابة، وأنا حتى الآن لم أكتب القصيدة التي أحلم بها، وأكون محظوظًا إذ كان لي ديوان جيد، من بين 17 ديوان أصدرته.