أضرم مسلحون النار في خمس حافلات كان يفترض أن تستخدم في إجلاء أناس من قريتين قرب إدلب بسوريا، الأحد، ليعرقلوا اتفاقا يتيح للآلاف مغادرة الجيب الأخير المتبقي للمعارضة في شرق حلب حيث تكدس الناس في الحافلات لساعات قبل أن تغادر المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الإجلاء من القريتين قرب إدلب تأجل نتيجة لذلك. وظلت خمس حافلات محملة بالأشخاص منتظرة لساعات قبل أن تتمكن من مغادرة حلب إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة خارج المدينة. ووافقت المعارضة المسلحة التي يغلب عليها السنة والتي تحاصر قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في إدلب على السماح بخروج سكان من القريتين مقابل إجلاء المقاتلين وأسرهم وغيرهم من المدنيين من حلب. ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها مسلحون ملتحون وهم يهللون ويكبرون بعد إضرام النار في حافلات خضراء قبل أن تتمكن من الوصول إلى القريتين. وقال الإعلام السوري الرسمي إن "إرهابيين مسلحين" وهو المصطلح التي تستخدمه في الإشارة إلى المعارضة التي تقاتل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نفذوا الهجوم. وذكرت قناة الميادين التليفزيونية أن جبهة فتح الشام التي كانت تسمى في السابق جبهة النصرة هي المسؤولة. وألقى مسؤولون من المعارضة باللائمة في الحادث على حشود غاضبة ربما إلى جانب أشخاص موالين للحكومة. وعلى الرغم من السماح لقافلة حلب في نهاية المطاف بالمغادرة إلى منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة المعارضة لم يرد أي تصريح رسمي عن مدى تأثير حرق الحافلات على مغادرة قوافل أخرى للمدينة والقريتين. وفي حين قال المرصد إن القافلة التي تضم خمس حافلات وصلت إلى منطقة الراشدين قال مسؤول بالأمم المتحدة في سوريا إنهم غادروا شرق حلب فحسب. وأضاف أن عمليات الإجلاء مستمرة. وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على تويتر إن الحافلات وسيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري "غادرت لتوها حلب المظلمة الباردة" وعبر عن أمله في أن "تستمر العملية بسلاسة". وقالت مصادر في مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد عن الوضع في حلب واتفقا على ضرورة التغلب سريعا على العراقيل التي تقف في طريق عمليات الإجلاء من شرق المدينة. وقال قائد قوات حلفاء سوريا الموالية للأسد يوم الأحد إنه مازالت هناك فرصة أمام الدول التي لها تأثير على جماعات المعارضة المسلحة لإيجاد حل للتأخير في إجلاء المدنيين بأمان من شرق حلب وأربع بلدات محاصرة. وفي بيان للإعلام الحربي التابع لحزب الله حليف دمشق قالت قيادة قوات حلفاء سوريا إن مسؤولية التأخير في تنفيذ اتفاق الإجلاء تقع على عاتق "الإرهابيين والدول الداعمة لهم". وعلى بعد 40 كيلومترا إلى الشمال الشرقي جلس مئات المقاتلين وعائلاتهم في الحافلات على أمل استئناف عملية الإجلاء بعد توقف استمر ثلاثة أيام. وقال التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن مراسله في المدينة إن الحافلات بدأت في مغادرة شرق حلب من ميدان تجمع فيه أكثر من 15 ألف شخص. وقضى الكثير منهم الليل في الشوارع في ظل انخفاض درجة الحرارة إلى التجمد. وكانت حلب مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة في الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات لكن مكاسب سريعة حققها الجيش السوري وحلفاؤه بدأت في منتصف نوفمبر، وسلبت مقاتلي المعارضة أغلب الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في غضون أسابيع.