يقيم جاليري ضي –اتيليه العرب للثقافة والفنون اليوم السبت، 17 ديسمبر، خمسة معارض شخصية في وقت واحد، منها أربعة معارض لفرسان مهرجان الشباب العربي الذي نظمه الجاليري الموسم الماضي، والفرسان الاربعة هم محمد نجيب ومعاوية هلال وأحمد صابر وكريم حلمي، أما المعرض الخامس فسيكون للفنان عاطف أحمد بعنوان خارج البؤرة. وعقب افتتاح المعارض الخمسة مباشرة سيعقد اتيليه العرب مؤتمرا صحفيا للاعلان عن المهرجان الثاني للشباب العربي. وقال د. أحمد نوار رئيس مهرجان الشباب العربي الأول انه عندما فكر الصديق هشام قنديل في تأسيس مشروع فني لخدمة الفنانين المصريين والعرب، قد أصاب الهدف وأسس أتيليه العرب للثقافة والفنون في قلب القاهرة؛ ليكون مركز لتكامل وتوحيد الفنون التشكيلية العربية، وبالتالي سيصبح مركز اشعاع للثقافة والفنون ومرجعا توثيقيا للفن العربي، ومن المبادى الهامة التي وضعت كسياسة لهذه المؤسسة هي الحفاظ علي الاصول الفنية، وهذا المعرض هو ثمار المهرجان الاول للشباب العربي الواعد الذي يهدف إلى خلق حوار ومحك بين الفنانين الشباب واعداد جيل من الفنانين الشباب اكثر تماسكا يمتلك حرية التعبير عن واقعه ومستقبله واحلامه، "وانا هنا اود ان اهنى فرسام المهرجان الاول على معرضهم الذي سيحدث حالة من الحراك الفكري والابداعي والثقافي واهني هشام قنديل صاحب المشروع الهام ورجل المهام الايجابية". وقال هشام قنديل رئيس مجلس إدارة اتيليه العرب للثقافة أن جاليري ضي لم يكن يسعى أن تسير الخطوات بهذا الايقاع المنتظم بلا أية محاولة للانفلات من (السناريو) المرسوم، "قلنا أن تقديم المواهب الواعدة والاحتفاء بالابداع الجديد لفنانين راسخين كانتا الركيزتين اللتين تمثلان أسسا ثابتة في مسيرة العمل الذي خططنا له، ولكن احتمالات الغياب المؤقت أو تأخير ظهور احدي هاتين الركيزتين كانت واردة وفي الحسبان. ورغم هذا حدث الايقاع المنتظم بخطوة نحسبها تمثل عملا مهما يثري الساحة التشكيلية فبعد وقت غير بعيد من معرض الراحل العظيم محمود أبوالمجد تأتي خطوتنا اليوم احتفاء بأربع قامات شابة سامقة ستضرب جذورها بعمق في أرض الحركة التشكيلية المصرية وعرفت جيدا مواقع أقدامها.. أحمد صابر وكريم حلمي ومحمد نجيب –معاوية هلال.. جيل اخر من الفنانين الشباب يضع قدمه في جاليري ضي حاملا معه رائحة جديدة ونفسا خالصا له سحره وجاذبيته لتزدان القاعة بما يوفد حلقات النقاش الثري إلى حركة فنية حية تتقدم كل يوم خطوة محسوبة بدقة وإن بدا للبعض انها محض تنقلا عشوائية". أكمل قنديل: "في خطوة نعتز بها كثيرا نقدم معرض "فرسان جوائز ضي" وعرض "خارج البؤرة" للفنان عاطف احمد ومصدر اعتزازنا أن هذه الخطوة تحمل الكثير من الايحاءات والمعاني، وهو أن نهر تيار المواهب المتدفق يحتاج إلى افساح الطريق ليضاف إلى الحركة التشكيلية المصرية المزيد من المبدعين القادمين وخصوصا انهم منذ بدايتهم يبحثون عن خط متميز واسلوب متميز خاص، ولا شك أن هذا الاحتكاك يزيد من وعي كل فنان بقيمة عمله وبالارضية التي يقف عليها.. لكم ولنا ولكل محبي الفن التشكيلي أن يتوقعوا حدثا مهما يعطي التشكيل دفعة جديدة ودفعة لها قيمتها النوعية، كل باسلوبه الحداثي المتميز وتجربته التشكيلية الخاصة وتمكنه من ادواته الفنية بالفعل للمتلقي ولمحبي هذا الفن البهي أن ينتظروا أعمال كبيرة لفنانين شباب خارجين من رحم مهرجان ضي الأول للشباب العربي.. نحن بالفعل أمام رباعي متميز في الرسم والتصوير والنحت". ومن جهته قال الناقد ياسر سلطان عن تجربة الفنان عاطف أحمد: "في أعمال الفنان عاطف أحمد يتم التعامل مع الصورة الفوتوغرافية ضمن إطار تصويري. الصورة الفوتوغرافية هنا هي مجرد آداة لتحقيق الهدف، وليست هدفاً في ذاتها، هي سطح ملون مسكون بالحياة والعناصر البصرية يمكن التعامل معه بالحذف والإضافة باستخدام كافة أدوات التعامل مع اللوحة التصويرية. في مثل هذه الممارسات لا يعني المتلقي من التقط الصورة أو ضغط على زر الكاميرا، سواء كان الفنان هو من قام بذلك أو غيره، ما يعنينا هو الكيفية التي تعامل بها الفنان مع هذه الصورة. في معرضه السابق (إيقاع) انتقى الفنان عناصره الفوتوغرافية من مصادر متعددة، أما هنا فهو من قام بعملية التصوير، لا لشىء إلا رغبة منه على ما يبدو لتكثيف المشهد وحصاره ضمن إطار الفكرة التي يعالجها. وتبدو عملية اختيار الصورة هنا- سواء تم العثور عليها أو صناعتها- أشبه بتحضير سطح اللوحة وتجهيزها للعمل. تسكتشف أعمال عاطف أحمد المعروضة هنا حالات مختلفة وقريبة لأشخاص في لحظات متباينة: بشر في حالة حركة أو سكون، فرادى أو جماعات، ومن دون تهىء تام للمشهد في أغلب الأحيان. في اللوحات تم انتزاع هذه العناصر من محيطها البصري ثم استبداله بإطار بصري آخر مختلق، إطار يختصر الإيهام بالعمق داخل الصورة إلى مساحات لونية مليئة بالتهشيرات والخطوط والتأثيرات الجرافيكية، من طريق برامج التعامل مع الصور أو الإضافة المباشرة على السطح, وهي حلول سمحت له بالاقتراب أكثر من العناصر وحصارها داخل الإطار أو بؤرة التركيز، والابتعاد بها كذلك خارج سياق المكان والزمان. تتيح حالة الاقتراب التي أكد عليها الفنان في لوحاته التصويرية المعروضة شعوراً بالألفة والتوحد مع هؤلاء الأشخاص، وتخلق مجالاً لتبادل الأدوار مع هؤلاء الهامشيين المُحتفى بهم، والذين تحولوا في لوحات عاطف أحمد إلى أبطال للمشهد".