أكد علماء وخبراء مصريون أن تكنولوجيا المعلومات يمكنها المساهمة بفاعلية في تعظيم العائد من مشروع محور قناة السويس، مشيرين إلى أن مصر تتمتع بمزايا نسبية في مجال تكنولوجيا المعلومات، والتي يمكنها تعزيز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي وتوفير الآلاف من فرص العمل وجذب المزيد من الشركات الدولية العاملة في ذلك المجال. وأوضح العلماء والخبراء - خلال ورشة عمل حول تكنولوجيا المعلومات عقدت على هامش المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر بالخارج والذي يعقد بالغردقة حاليا تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي – أن تكنولوجيا المعلومات والبحث العلمي يمكن أن يلعبا دورا هاما في دعم مشروع محور قناة السويس. ودعا الدكتور حسين فهمي خبير تكنولوجيا المعلومات إلى إقامة مركز عالمي لخدمات البرمجيات في منطقة محور قناة السويس، منوها إلى أن البحث العلمي يجب أن يكون جزء من منظومة تعزيز الاستثمارات في محورقناة السويس. وقال إن مصر تتمتع بميزات تنافسية في مجال تكنولوجيا المعلومات من بينها توفر الكوادر الشبابية، والموقع الجغرافي المتميز والذي يسهل عملية الربط الإلكتروني بينها وبين أوروبا وأسيا وإفريقيا، وتوفر الخدمات التكنولوجية بأسعارمناسبة. وشدد على ضرورة تحسين بيئة العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر لتعزيز مساهمة القطاع في دعم الاقتصاد القومي والاستثمارات، منوها إلى أن قناة السويس غيرت بيئة الأعمال والتجارة في العالم منذ إنشاءها في القرن التاسع عشر. وقال إن مشروع محور قناة السويس قادر على تغيير بيئة الأعمال والاتصالات في العالم في القرن الواحد والعشرين من خلال تعظيم القيمة المضافة وتشجيع الابتكارات التكنولوجية، داعيا إلى إعطاء الأولوية للتدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأضاف أن الإشكالية الحالية على المستوى العالمي لا تقتصر على الحصول على المعلومات بل على تحليل تلك المعلومات من خلال التكنولوجيا. وفي السياق ذاته، قال خبير الاتصالات بكندا المهندس أحمد شريف – الحائز على جائزة الابتكار والتفوق التكنولوجى من الحكومة الكندية - إن شركات مصرية عديدة تقدم خدمات في مجال تكنولوجيا الاتصالات لمؤسسات أوروبية وكندية، منوها إلى أن مصر تعد دولة رائدة فى مجال خدمات تكنولوجيا الاتصالات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشدد عل أهمية تحويل منطقة محور قناة السويس إلى مركز عالمى للتكنولوجيا والاتصالات لجذب المزيد من الاستثمارات الدولية في ذلك المجال الذي يتمتع بمعدلات ربحية عالية وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب المصري، مشيرا إلى أن صناعات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات مؤهلة للنمو في تلك المنطقة بفضل توفر الإرادة السياسية وبنية الاتصالات والموقع المتميز. ودعا إلى الاهتمام بالتدريب لتوفير الكفاءات اللازمة في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر والتركيز على المزيد من المجالات التكنولوجية الحديثة ومن بينها اختبار فاعلية البرمجيات وأنظمة المعلومات والجودة وتقديم خدمات ما بعد البيع من خلال إبرام عقود مع شركات التكنولوجيا الدولية. وبدوره، قال الدكتور رشدى حافظ الخبير في مجال الاتصالات، والذى عمل مستشارا للحكومة الكندية في ذلك المجال خلال السنوات الماضية، إن تكنولوجيا الاتصالات غيرت أساليب التواصل على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن الإشكالية في مجال الأعمال في مصر والعالم تتمثل في كيفية تحويل المعلومات إلى قرارات. وأضاف أن تكنولوجيا المعلومات يمكن أن تلعب دورا هاما في دعم نمو العديد من القطاعات الحيوية في مصر كالسياحة والبيئة والتعليم والبحث العلمي والطاقة، لافتا إلى أن مصر يجب أن تشارك بفاعلية في عصر المعلومات القادم. وأوضح أن تنفيذ برامج فعالة للتدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات سوف يسهم في توفير فرص العمل للشباب المصري في الشركات المحلية والدولية داعيا إلى إنشاء معهد متخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات لتوفير الخدمات والتدريب للشركات في منطقة قناة السويس. وقال الدكتور محمد إبراهيم، خبير الفضاء وتصميم الأقمار الصناعية باليابان، إن برنامج الفضاء المصري سيدعم الاقتصاد القومي، مشيرا إلى أن مصر تمتلك العقول البشرية المتميزة في مجال تكنولوجيا الفضاء والتي ستتيح الفرصة قريبا لإطلاق وكالة الفضاء المصرية. ودعا إلى إنشاء مركز متخصص في مجال البرمجيات المدمجة للصناعات الإلكترونية في منطقة محور قناة السويس لزيادة نصيب مصر من سوق البرمجيات الدولية وتوفير فرص العمل وتشجيع الكفاءات المصرية على إنشاء المزيد من الشركات العاملة في ذلك المجال، مشددا على ضرورة التركيز على مجال برمجيات الفضاء في مصر. وفي السياق ذاته، قال خبير تكنولوجيا المعلومات بسنغافورة المهندس تامر الجوهري إن مصر تتوفر بها كفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات، منوها إلى مراكز البيانات الكبرى لديها فرصة مواتية للنمو والتوسع في منطقة محور قناة السويس. من جانبه، أكد الدكتور حسين مفتاح أستاذ الاتصالات في جامعة أوتاوا الكندية أن العالم يتجه حاليا إلى تشييد المدن الذكية والتي ترتكز على التكنولوجيا والطاقة النظيفة وتقليص استهلاك الطاقة الكهربائية، منوها بأن محطات الطاقة تدار حاليا من خلال التكنولوجيا والتي تتيح لها فرصة الحصول على الطاقة من المنازل الذكية. وأضاف أن العالم يتجه حاليا إلى إنتاج السيارات الكهربائية لتقليص استهلاك الطاقة التقليدية والتلوث، مشيرا إلى أن التكنولوجيا الحديثة والإدارة الذكية أتاحت الفرصة لتطوير مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وتأمين محطات الطاقة. أ ع د