رغم غرق أجزاء كبيرة من حلب في حرب دامية، والدمار الذي تعرضت منه مناطق واسعة من المدينة جراء القصف، دعا الجيش السوري سكان الأحياء الشمالية الشرقية للعودة إلى منازلهم. وحسب بيان للقيادة العامة للجيش، السبت، نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن الجيش "أعاد الأمن والاستقرار" للأحياء الشمالية الشرقية. وجاء في البيان أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تدعو الأخوة المواطنين سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلى منازلهم بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى تلك الأحياء وباشرت مؤسسات الدولة بإعادة تأهيلها". وأشارت الوكالة إلى عودة مئات العائلات إلى منازلها في مساكن هنانو خلال اليومين الماضيين، بعد أن "أعاد إليها الجيش والقوات الرديفة الأمن والاستقرار"، بالتوازي مع "استمرار الجهات المعنية في المحافظة بتأهيل المرافق والخدمات فيها". وقال محافظ حلب حسين دياب إن "جميع المؤسسات الخدمية تعمل على مدار الساعة لإعادة ترميم وإصلاح ما خربته التنظيمات الإرهابية"، لافتا إلى ضرورة "الاستنفار الكامل لتقديم جميع الخدمات إلى الأحياء التي أعاد إليها الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار لتسهيل عودة الأهالي إليها، وتسريع وتيرة العمل واستثمار جميع الطاقات البشرية والفنية ووضع برامج زمنية دقيقة لإنجاز الأعمال المطلوبة وتسهيل عملية المتابعة والمراقبة". وتتزامن تلك الدعوة مع قصفت تنفذه الطائرات السورية والروسية على مناطق في شرقي حلب، وانطلاق الصواريخ من قبل المعارضة. وقتل 8 مدنيين وأصيب العشرات، بغارات جوية سورية على حي السكري شرقي حلب، السبت، فيما جددت طائرات روسية لليوم الثامن عشر على التوالي قصفها بالصواريخ المظلية على حي الفردوس، وعلى نقاط عدة في المدينة. ووصل عدد القتلى في أحياء حلب المحاصرة خلال الساعات الأخيرة إلى 24 مدنيا، جراء القصف السوري والروسي الذي استهدف أحياء الشعار والسكري والفردوس والمشهد. وركزت القوات الحكومية قتالها مؤخرا على الجانب الشمالي الشرقي من حلب، حيث سيطرت على مناطق جديدة بسرعة منذ بدء الهجوم الأخير، وهناك جبهة أخرى في الضواحي الجنوبية من المدينة لكنها أكثر بطئا، حيث يصد مقاتلو المعارضة تقدم القوات الحكومية هناك. وتسبب تقدم القوات الحكومية في عمليات نزوح كبيرة للسكان، وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من 31 ألفا فروا بالفعل من منازلهم إما إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة، أو مناطق كردية، أو إلى مسافات أعمق في المنطقة المحاصرة. وبعد 4 سنوات من السيطرة على المدينة المقسمة بين مقاتلي المعارضة شرقا وقوات الحكومة غربا، يتم تضييق الخناق على نحو متزايد على المعارضة المسلحة، فيما تكسب القوات الحكومية أرضا جديدة.