تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اجتماعا مهما، اليوم الأربعاء، بالعاصمة النمساوية فيينا للتباحث بشأن اتفاق، هو الأول من نوعه منذ قرابة 8 أعوام، لخفض الإنتاج، بهدف معالجة أزمة تخمة المعروض من الخام في الأسواق، ودعم الأسعار التي تهاوت خلال العامين الماضيين. يأتي هذا الاجتماع وسط تزايد مخاوف المستثمرين بشأن اخفاق المنظمة في اتمام الاتفاق المزمع على خلفية إبداء عدد من المنتجين من خارجها عدم استعدادهم للمشاركة في أية اتفاقات لخفض الإنتاج على رأسها، ليبيا والعراق ونيجيريا، نظرا للاضطرابات والنزاعات المسلحة التي شهدتها هذه الدول في الفترة الأخيرة، وأثرت بدورها على إنتاجها من الخام. من جانبها، اهتمت صحف غربية صادرة اليوم بتفنيد السيناريوهات المحتملة لما سينتهي إليه اجتماع "أوبك" من بينها صحيفة"وول ستريت جورنال"، التي رأت أن ثلاثة سيناريوهات هى الأكثر احتمالا؛ إما اتمام الاتفاق أو التوصل لاتفاق "هزيل" يحفظ ماء وجه المنظمة دون تقديم دعم حقيقي للأسعار، أو انهيار المفاوضات تماما. ونقلت صحيفة"الجارديان" البريطانية عن محلل بمجموعة "سي إن سي " بالمملكة المتحدة قوله "يبدو أن اتفاق أوبك الذي طال انتظاره، سيظل رهينة القدرة على الاتفاق بشأن من عليه تخفيض الإنتاج ومن يجدر عليه تثبيته وبأي مقدار ". وكانت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قد اعلنت الأحد الماضي عدم مشاركتها في أي اتفاق تتوصل إليه منظمة "أوبك" بشأن خفض الإنتاج خلال المستقبل المنظور، حيث إنها لا تزال تسعى لاستعادة مستويات إنتاجها النفطي ما قبل نشوب النزاعات المسلحة في البلاد. وأوضح بيان المؤسسة أن رئيسها مصطفى صنع الله قال أمام الوفود المشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي النمساوي الذي انعقد في فيينا الجمعة الماضي "إن ليبيا في وضع اقتصادي خطير لدرجة يتعذر معها المشاركة في تخفيضات أوبك للانتاج في المستقبل القريب". في السياق ذاته، أبدى العراق الشهر الماضي رغبته في أن يتم إعفاءه من أي اتفاق تتوصل إليه منظمة "أوبك" على خفض الإنتاج حتى يتسنى له استعادة مستويات إنتاجه السابقة. . وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه قبل توجهه إلى فيينا للمشاركة في الاجتماع إن "استعادة حصة إيران المفقودة في سوق النفط إرادة وطنية ومطلب للشعب الإيراني". من ناحية أخرى، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عدم حضوره اجتماع أوبك اليوم ، مؤكدا في الوقت ذاته استعداده لمناقشة التعاون المحتمل مع المنظمة إذا توصلت إلى اتفاق بشأن الإنتاج. على صعيد الأسواق، ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم، قبيل ساعات قليلة من انطلاق الاجتماع ،فيما تباين أداء مؤشرات الأسهم العالمية مع ترقب المستثمرين نتائج الأجتماع ومدى تأثيرها على أسواق الطاقة والنفط خلال الفترة المقبلة. وكان أعضاء" أوبك" قد توصلوا إلى اتفاق مبدئي خلال اجتماعهم الأخير بالجزائر على تخفيض الإنتاج الإجمالي للمنظمة إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، بهدف استعادة التوازن بين العرض والطلب.