بعد ليلة كاملة تبدو مثالية من النوم المريح، قد تستيقظ أحياناً وأنت تشعر أنك لست على ما يرام، وربما يرجع ذلك لعدة أمور بالطبع، لكن وضعية نومك كذلك لها تأثير كبير وفقاً للأبحاث. وحسب صحيفة" هافينجتون بوست" الأمريكية، عن صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية، قد تسبب الوضعية مشكلات صحية جديدة، أو قائمة بالفعل، من آلام الرقبة وتوقف التنفس أثناء النوم، حتى ضعف الدورة الدموية والكوابيس، وبما أننا نقضي ثلث حياتنا تقريباً في النوم، فحري بنا أن ننتبه لتأثير وضعيات أجسادنا أثناءه على صحتنا وها هو ما قالته البحوث بشأن النوم على البطن، أو الجنب، أو الظهر كالتالي: النوم على الظهر يناسب من يعانون من آلام في الرقبة أو الرأس أو العمود الفقري، إذ تُبقي تلك المناطق في وضع معتدل، لكنه غير مناسب لمن يعانون الارتجاع الحمضي، لأن الاستلقاء بشكل مستلقٍ مسطح على الظهر يمكن أن يزيد من سوء الأعراض، واحتمالات حدوث الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم، لكن إن كنت تصرُّ فاحرص على اقتناء وسادة منتفخة تُبقي رأسك وعنقك مرتفعين وتدعمهما. النوم على الجنب رغم كون هذه الوضعية "مثالية" لمنع آلام الرقبة والظهر، وقلة الشخير، والنوم أثناء الحمل فإن المطاف "قد" ينتهي إلى الضغط على أعصاب الذراعين والساقين، وتزداد احتماليات الإصابة إن كنت ممن يفضلون وضع ذراعهم فوق رؤوسهم مع الإمساك بطرف الوسادة الدافئة، وكبديل ينصح بوضع وسادة بين ساقيك، بحيث تمنعهما من إضافة المزيد من الضغط على ظهرك. النوم على البطن يعتبر النوم على المعدة من أسوأ الوضعيات؛ إذ يصعِّب الحفاظ على درجة الانحناء الطبيعية لجلدك، ما قد يضغط على المفاصل والعضلات، وهذا بدوره قد يهيِّج الأعصاب، كما أنه يسبب إجهادَ الرقبة، التي تظل منحنية لساعات، ما قد يتسبب في النهاية في الإصابة بآلام مزمنة فيها، وتتوافق وضعية النوم على الجنب الذي وصفته الصحيفة ب "المثالي" مع حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ..إلخ. وسبق وأن كشفت دراسة أجراها فريق بحثي أمريكي برئاسة مدير مركز علوم الحياة بالولايات المتحدة، عن فوائد النوم على الجانب الأيمن حيث أن القلب يعمل بمجهود أقل إذا كان في الجزء العلوي من الجسم، فيضخ الدم للجزء الذي أسفل منه بسهولة مما يساعد على تهدئة جسم الإنسان والنوم السريع. وعندما يكون الإنسان متوتراً فإن الشحنات الكهربائية تتراكم بالمخ، وعند وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمن عند النوم يتم تفريغ تلك الشحنات الزائدة الضارة الموجودة بالمخ. وفسرت الدراسة ذلك بأن الشقين الأيمن والأيسر من جسم الإنسان غير متماثلين كهرومغناطيسيا، فالشحنات الكهربائية في الجزء الأيمن أقل منها في الأيسر لوجود القلب. وأن الجزء الأيمن من المخ يتحكم بالنصف الأيسر من الجسم والعكس صحيح، وبالتالي فإنه عند وضع اليد اليمنى تحت الخد وفقاً لحديث نبوي آخر يحدث تفريغاً للشحنات الكهربائية من الجزء الأيمن بالمخ إلى اليد اليمنى الأقل شحنات ما يساعد الإنسان على الاسترخاء بسهولة والنوم بيسر.