انتظمت حركة المرور بميدان التحرير صباح اليوم السبت أمام السيارات من جميع الاتجاهات وفي كل شوارع وسط البلد، باستثناء شارع محمد محمود الذي يفصله عن التحرير، الجدار الإسمنتي الذي أقامته القوات المسلحة للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقام المعتصمون بإزالة جميع الحواجز المعدنية التي كانت موجودة على مداخل الميدان بشوارع قصرالنيل والقصر العيني وأمام المتحف المصري والجامعة العربية ومسجد عمر مكرم.
وانقسم المعتصمون بميدان التحرير ما بين فتح الميدان واستمرار إغلاقه أمام حركة المرور، حيث أصر فريق منهم من غير المنتمين لأحزاب وقوى سياسية معروفة على الاستمرار فى الاعتصام.
في حين رأت غالبية الائتلافات والقوى السياسية تعليق الاعتصام بشكل جزئى ومؤقت لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية التي ستجرى مرحلتها الثانية يومي الأربعاء والخميس القادمين.
يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه بعض القوى اعتصامها من ميدان التحرير إلى شارع قصر العيني أمام مقر رئاسة مجلس الوزراء اعتراضا على تكليف رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى.
وبدا ميدان التحرير صباح اليوم السبت شبه خال من المعتصمين، فيما عدا عدد قليل تواجدوا في قلب حديقة الميدان داخل الخيام جنبا إلى جنب مع العدد الأكبر من الباعة الجائلين.
وغاب عن الميدان رجال شرطة المرور، فيما قام عدد من المتواجدين بالميدان بتنظيم حركة سير السيارات.
هذا ومايزال رجال القوات المسلحة يتمركزون في منتصف شارع محمد محمود قرب مبنى وزارة الداخلية، فيما تواصل قوات الأمن ورجال القوات المسلحة إغلاق الشوراع المؤدية إلى مبنى الوزارة من ناحية ميدان التحرير. وكان المئات من المتظاهرين قرروا مساء أمس الجمعة فتح ميدان التحرير، وتشكيل لجان لتنظيم الحركة داخل الميدان.
وقام المئات من المتظاهرين بدخول ميدان التحرير رافعين لافتات مكتوب عليها: "مفتوح بأمر الثوار". واكتفى الثوار باعتصام رمزي أمام مجمع التحرير وفى صينية الميدان إلا أن حركة المرور انتظمت في كل شوارع وسط البلد.
وعقد المعتصمون بميدان التحرير مؤتمرا صحفيا أمس الجمعة بنقابة التجاريين من أجل توضيح مطالبهم للمجلس العسكري، وأهمها الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل ثوار مصر المعتقلين بالسجون المصرية، وتشكيل مجلس متابعة ومراقبة من شباب التحرير لمتابعة تنفيذ أعمال الحكومة في الوزارات والإدارات المختلفة.
وقالت أميرة العدلي، عضو منظمة شباب حزب الجبهة وممثلة عن 22 حركة وائتلافا للمعتصمين بميدان التحرير، إنه عقب اجتماع مع عدد من أعضاء المجلس الاستشاري تقرر الإبقاء على اعتصام رمزي بميدان التحرير.
يذكر أن ميدان التحرير تم إغلاقه منذ جمعة "الإنقاذ" يوم الجمعة 19 نوفمبر الماضي واعتصام بعض الحركات السياسية للمطالبة بنقل السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني مدنية، وتواصل إغلاقه اليوم التالي 20 نوفمبر ما أدى إلى وقوع المصادمات بين قوات الأمن والمعتصمين استشهد على إثرها 40 مواطنا وآصيب أكثر من 6 آلاف آخرين.