أوردت جريدة أخبار أمس في عددها الصادر اليوم السبت حوارا مع محافظ الوادي الجديد الشيخ ناجي عوض جاء علي لسلن محاور الجريدة كالتالي: في البداية.. سألت الشيخ عوض : هل تختلف طبيعة العمل الدعوي في محافظة الوادي الجديد عن غيرها من المحافظات الأخرى بحكم كونها محافظة مترامية الأطراف وتزيد مساحتها عن ثلث مساحة مصر؟
أجاب قائلا: بالطبع تختلف طبيعة العمل الدعوي في محافظة الوادي الجديد عن غيرها من المحافظات الأخرى، نظرا لخصوصية المحافظة في عادات وتقاليد أهلها، بالإضافة إلي اتساع رقعتها الجغرافية، فمن حيث خصوصية عادات وتقاليد أهل الوادي الجديد فإن هذا الأمر يتطلب من الداعية أن يلم بهذه العادات والتقاليد، فما هو موافق للشرع منها يشجعه، وما هو مخالف فإنه يحاربه بأسلوب خاص يتماشي مع طبيعة أهل الوادي الخاصة.
أما من حيث اتساع رقعة الوادي الجديد الجغرافية، فهذا الأمر كان قديما يشكل عائقا كبيرا أمام أهل الدعوة، حيث كانت وسائل التنقل في غاية الصعوبة، ولكن مع تطور الزمن تجاوزنا هذا العائق، وإن لم يكن بالشكل النهائي، حيث تفصل بين المراكز الإدارية للمحافظة مساحات واسعة تصل إلي 200 كيلو متر وفي بعض الأحيان 500 كيلو متر.
*وماذا عن الهيكل الإداري لأوقاف الوادي الجديد؟ مديرية أوقاف الوادي الجديد تتكون من 12 إدارة علي مستوي المحافظة إلي جانب إدارة شرق العوينات، وهذه الإدارات تقوم بعملها في محيطها الجغرافي، ونحن نشرف عليها جميعا، ونعد لهم برامج ودورات ليقوموا بتنفيذها في المناطق التابعة لهذه الإدارات، هذا إلي جانب أننا لدينا أنشطة دعوية في كل تجمع شبابي وعمالي مثل العاملين في مشروع فوسفات أبوطرطور، وكذلك هناك أنشطة دعوية في مدارس المحافظة، وبهذا كله استطعنا أن نواجه مشكلة ترامي أطراف المحافظة، وبعد المراكز عن بعضها.
* وكم عدد المساجد القائمة في محافظة الوادي الجديد؟ يوجد في محافظة الوادي الجديد ما يقرب من 500 مسجد منها مساجد حكومية وأخري أهلية، وفي السابق كانت هناك خطط لضم المساجد الأهلية للأوقاف مع تعيين مؤذن وعامل ، ولكن هذا الأمر توقف، وأصبح الضم بدون تعيين، وتقام مسابقات بين الحين والأخر لتعيين مؤذن وعامل في كل مسجد، وهو أمر سبب لنا مشاكل كثيرة ، فقد كانت هناك 50 وظيفة مؤذن وعامل متوفرة، ومن خلال مسابقة تقدم ما يقرب من 8 آلاف شخص يرغبون في شغل هذه الوظائف.
* ماذا عن عدد الأئمة والخطباء؟ لدينا 180 إماما وخطيبا فقط، ودائما ما يتم إعداد دورات خاصة لهم من قبل وزارة الأوقاف.
*قد يظن البعض أنكم بحكم بعد المحافظة عن محافظات وادي النيل لا تحصلون علي ما تحصل عليه المحافظات الأخرى من امتيازات.. فهل هذا صحيح؟ هذا الظن غير صحيح بالمرة، والحقيقة أننا نحصل علي كل الامتيازات التي تحصل عليها المحافظات الأخرى، ولافرق في ذلك بيننا وبين أية محافظة أخري.
*ارتبط نظام الرئيس السابق مبارك بأمور كانت غير مقبولة فيما يتعلق بجانب الأوقاف لعل أهمها الاستبعاد الأمني لبعض الأئمة والخطباء.. فهل عانيتم من هذا الأمر؟ الحقيقة أن زمن الاستبعاد الأمني للأئمة والخطباء انتهي ، ولم يعد قائما الآن، وكل من كانوا مستبعدين أمنيا رُفع عنهم الاستبعاد الأمني من قبل وزير الأوقاف الحالي د. عبدالفضيل القوصي، وقد استلموا أعمالهم، وقد كان لدينا هنا في الوادي الجديد اثنين من الأئمة مستبعدين أمنيا بسبب نشاطهم السياسي، وقد تم رفع الاستبعاد الأمني عنهما ، وهما الآن يمارسون عملهم الدعوي بكل حرية.
* وكيف تأثرت محافظة الوادي الجديد بتنامي الدور السياسي للتيار الإسلامي في أعقاب ثورة 25 يناير؟ محافظة الوادي الجديد شأنها شأن أي محافظة مصرية أخري شهدت في أعقاب ثورة 25 يناير تناميا ملموسا للتيار السياسي في المشهد السياسي، وقد ظهر هذا الأمر بعدما اقتربت ساعة الانتخابات البرلمانية، وتكاد تكون المنافسة محتدمة بين الإخوان والسلفيين في هذه الانتخابات، ولكن ليس علي مستوي الفكر الناضج الموجود في القاهرة، حيث للأسف أعطي هؤلاء للناس هنا في الوادي الجديد تصورا بأنهم لو وصلوا للحكم سوف يقطعوا الأيادي ويرجمون الناس، والحقيقة أننا كان لنا دور في العمل علي تهدئة الأوضاع وجمع شمل الجميع، وتمت صلاة العيد في ساحة واحدة جمعت بين الإخوان والسلفيين بعد أن كانوا موزعين علي 30 ساحة.
*وماذا عن استغلال منابر المساجد في الدعاية الانتخابية؟ طوال الفترة الأخيرة كنا نحرص علي منع أي استغلال لمنابر المساجد في الدعاية الانتخابية، وفي هذا الشأن حدثت حالة تجاوز واحدة حيث قام الخطيب بقدح وذم بعض التيارات السياسية، وقد تم وقفه علي الفور، هذا إلي جانب أننا استبعدنا بعض الأئمة والخطباء الذين يخوضون الآن تجربة الانتخابات البرلمانية حتى لا يستغلوا مساجدهم في الدعاية الانتخابية لأنفسهم.
*وأخيرا.. ماذا عن مكاتب تحفيظ القرآن الكريم؟ مديرية أوقاف الوادي الجديد تشرف علي 60 مكتبا لتحفيظ القرآن الكريم ، وهناك أيضا مكاتب تحفيظ القرآن التابعة للأزهر، هذا بالإضافة إلي مكتب تحفيظ قرآن يتم تأسيسه حاليا ضمن مجمع إسلامي كبير علي مساحة 1800 متر بميزانية قدرها 10 ملايين جنيه.