اختار معهد الشارقة للتراث، شخصية جحا، لتكون شعار النسخة السادسة عشرة من ملتقى الراوي الذي ينظمه المعهد سنوياً، بمشاركة رواة من مختلف البلدان العربية والأجنبية، وجحا شخصية راوية من الطراز الرفيع والمميز تاريخياً، وهي حاضرة بصيغة أو بأخرى في مختلف حضارات وثقافات الشعوب. فغالبية الجماعات الاجتماعية في مختلف بلدان العالم، تمتلك في رصيدها السردي والفكاهي شخصية جحا، وصممت تلك الشخصية، بما يتلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية والثقافية فيها، وقد تختلف الأسماء أحياناً كثيرة، لكنها في الجوهر والمضمون واحدة تقريباً. وقال عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، يشارك في النسخة السادسة عشر لملتقى الشارقة الدولي للراوي، عدة دول عربية وأجنبية، وستكون شخصية جحا شعار نسخة هذا العام، التي تتضمن فعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة، كلها تؤكد على أهمية الإسهام في رعاية الرواة، وإعادة الاعتبار لهم، وعلى مدى الإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم، وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة. وأشار المسلم - بحسب البيان الإماراتية - إلى سعي المعهد المستمر إلى تطوير هذه الفعالية التراثية في مختلف المجالات، خصوصاً أنها، كما غيرها من الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والتراثية، تحظى بدعم لا محدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ولفت المسلم إلى أن جحا عبر التاريخ، يتمظهر ويتجلى في مختلف بلدان وجنسيات العالم، فجميعنا يعرف جحا العربي، وجحا التركي، والإيراني، وهو هناك في بلغاريا أيضاً غابروفو المحبوب، وأرتين أرمينيا، صاحب اللسان السليط، وآرو يوغسلافيا المغفل، وغيرهم. ولكن بغض النظر، هل جحا شخصية حقيقية هنا أو هناك، أم هو اختراع لشخصية، لا ينفي كونه راوياً من الطراز اللافت والمحبب، الذي يلقى تقديراً من قبل مختلف الشعوب والثقافات والجماعات الاجتماعية، فهو الذي أضحك ويضحك الملايين من البشر في شتى أصقاع الأرض، بنوادره الطريفة التي تحمل الدهشة والنكتة والسخرية والقصة والسرد اللافت والجاذب. وأكد المسلم أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، للرواة على الدوام، هو دعم بلا حدود، على مختلف الأصعدة، المادية والمعنوية، في ظل العمل الدؤوب على تحسين ظروف حياتهم وعملهم، والتأكيد على أهمية وضرورة استشارتهم، والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم، وفقاً لتوجيهات سموه، نظراً لما يتميزون به من إمكانات وقدرات، تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموماً. وقال المسلم: نحن في سبتمبر من كل عام، نكون على موعد مع الرواة، كي ندق معاً ناقوس الخطر من فقدان ذاكرة الوطن وعاداته وتقاليده، وكي نتذكر حملة هذه الكنوز والخبرات من الأوائل. وقال المسلم، ستشهد دورة هذا العام، توسعة وتنوعاً أكثر في الفعاليات، خصوصاً فعاليات شارع الحكايات، وسوف يتم نقلها إلى مواقع عديدة، تشمل (قلب الشارقة، قناة القصباء، مجالس الضواحي). كما سيشهد الملتقى، فعاليات وبرامج متنوعة وغنية، في ظل تأكيد الملتقى على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم، وعلى مدى إيمانه بقدراتهم وإمكاناتهم، وتقديراً ووفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة، وفق المصدر نفسه .