شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت افتتاح أكبر مجمع للبتروكيماويات في مصر والشرق الأوسط "مجمع ايثدكو" بمحافظة الإسكندرية. حضر الافتتاح كل من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وكبار رجال الدولة. بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القاريء الشيخ "شريف خليل". وعرض فيلم تسجيلي عن الشركة المصرية لانتاج الإيثيلين ومشتقاته، ثم ألقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كلمته التي قدم خلالها عرض موجز عن صناعة البتروكيماويات. وأوضح أن الاهداف الاستراتيجية الخاصة بقطاع البترول في إطار برنامج الحكومة تتركز على عدة محاور أساسية وهي زيادة انتاج الزيت الخام والغاز، وتأمين احتياجات البلاد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي، والتوسع في مشروعات توصيل الغاز الطبيعية للمنازل والمصانع، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، والتوسع في صناعة البتروكيماويات لتعظيم القيمة المضافة. وتابع الملا " اليوم سنتحدث عن صناعة البتروكيماويات ومن أهم سمتها ضخامة الطاقة الانتاجية لأنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة وعمالة متخصصة"، مضيفا أن البتروكيماويات يمكن أن تحل محل المواد الطبيعية كالخشب أو الحديد، وتدخل في عدة مجالات كالزراعة والصناعة والتشييد والاسكان وصناعة السيارات". وأكد أن مصر مؤهلة لقيام صناعة بتروكيماوية ضخمة وذلك لتوافر عدة مقاومات وهي المادة الخام والموقع الجغرافي والبنية الأساسية والخبرات الفنية وسوق متنامي. وأضاف أن استراتيجية وزارة البترول تعتمد على تنمية صناعة البتروكيماويات من خلال عدة محاور وهي توفير احتياجات البلاد من المواد البتروكيماوية، والحد من الاستيراد، ومساندة خطة الدولة في إقامة تجمعات صناعية صغيرة ومتوسطة، وتشجيع الاستثمار المحلي والعربي والدولي، وتوفير العديد من فرص العمل، وتفعيل سياسية التكامل بين شركات قطاع البترول. ولفت إلى أن مصر دخلت في صناعة البتروكيماويات منذ عام 1984 من خلال وحدة في معمل تكرير العامرية، وتنتج 50 ألف طن من "الكيل البنزين الخطي" والذي يدخل في صناعة المنظفات، وفي عام 1987 تم تشغيل شركة البتروكمياويات المصرية لانتاج 80 ألف طن من "البولي فينيل"، وفي عام 2000 شركة سيدي كرير، وتنتج 300 ألف طن "الايثلين"، و225 ألف طن من "البولي ايثلين". وتفخر شركة بتروجت بتنفيذها لكامل اعمال الانشاءات الخاصة بالمشروع ويشمل مجال اعمال بتروجت تنفيذ كافة الأعمال المدنية و الميكانيكية و الكهربائية للمشروع مقسمة الى ثلاثة اجزاء الجزء الاول مخصص لتنفيذ وحدة انتاج الايثيلين والجزء الثانى مخصص لتنفيذ وحدة إنتاج البولى ايثيلين و الجزء الثالث مخصص لتنفيذ وحدة المرافق شاملة أعمال تحريك تربة بكميات 714 الف متر مكعب واعمال الخرسانات 128 الف متر مكعب وأعمال الطرق بمسطحات 93 الف متر مربع واعمال تركيب هياكل حديدية بوزن 16.5 الف طن واعمال تركيب مستودعات تخزين بوزن 5400 طن واعمال تصنيع وتركيب مواسير باطوال 1.1 مليون بوصة قطرية واعمال تركيب معدات باوزان 14.6 الف طن بالاضافة الى اعمال فرد كابلات باطوال 2300 كم واعمال الأجهزة بعدد 856 جهاز تركيب و معايرة. وجدير بالذكر أن مشروع مجمع الشركة إنتاج الإيثيلين يعتبر من المشروعات الصديقة للبيئة وهو أول مشروع في مصر والشرق الأوسط يستخدم التدوير الكامل لمياه الصرف الصناعي في إطار استراتيجية قطاع البترول الهادفة الى تحقيق التنمية المستدامة ودعم استخدام التكنولوجيات المتطورة لإقامة مشروعات صناعية لا تؤثر مخرجاتها سلبًا على البيئة المحيطة بالاضافة إلى ترشيد استهلاك المياه عن طريق تقليل كميات المياه المطلوب استقبالها من خارج المشروع. ويعد مجمع ايثدكو للبتروكيماويات بالإسكندرية أحدث مشروعات صناعة البتروكيماويات المصرية وأحد أهم مشروعات الخطة القومية لتلك الصناعة الواعدة باستثمارات تبلغ حوالى 1.9 مليار دولار، حيث يهدف المشروع الى انتاج حوالى 460 ألف طن سنويًا من الايثيلين و 400 الف طن سنويًا من البولى إيثيلين عالى و منخفض الكثافة حيث سيتم توجيه 70% من الانتاج لتغطية احتياجات السوق المحلى بما يعادل 45 % من الاحتياجات بالاضافة الى تصدير 30 % من الانتاج للخارج لتوفير العملة الصعبة، كما سينتج المشروع ايضًا مايقدر بنحو 20 الف طن سنويًا من البيوتادين و 36 الف طن سنويًا من البولى بيوتادين وهى المنتجات التى تقوم عليها العديد من الصناعات لإنتاج مواد بتروكيماوية وسيطة مثل الاستيرين، البولي فينيل كلورايد ومونومر الفينيل أسيتات والتي تدخل في إنتاج العديد من الصناعات البتروكيماوية الأخرى التي تستخدم في العديد من الصناعات النهائية كمنتجات التغليف والتعبئة والمواسير ومستلزمات السيارات والأجهزة الكهربائية. ويسهم المشروع في تفعيل الكثير من مشروعات الخطة القومية مما له تأثير على مشروعات التنمية وفتح آفاق جديدة لتصنيع المنتجات التي يزداد الطلب عليها في كافة مجالات الحياة اليومية وإحلال الصادرات محل الواردات من المنتجات المشتقة من مادة الإيثيلين وتغطية احتياجات السوق المحلي بشكل أكثر إيجابية وفاعلية وتعظيم القيمة المضافة لغاز الإيثان بالاضافة الى المساهمة في خلق فرص عمل جديدة.