كابول: كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن حركة طالبان الأفغانية تمكنت من تطوير وسائل جديدة من القتال لخوض حرب تحمل البصمات الأفغانية، رغم وصول المزيد من التعزيزات الأمريكية. وأضافت الصحيفة "إن طالبان استطاعت من خلال المزج بين الأسلحة المتطورة مع الأساليب القديمة تطوير أساليبها لتجنب القبض على عناصرها وتعطيل العمليات الأفغانية والأمريكية وبالتالي احتواء الخطر الذي يحدق بقادتها". وتابعت" هذه الأساليب الجديدة التي طورتها طالبان على مدى الأشهر السبعة التي أعقبت تدفق القوات الأمريكية لولاية هلمند، ساعدت الحركة على تحويل نفسها من قوة إقليمية رئيسية في المنطقة إلى قوة بارعة، ولكنها غالبا ما تكون غير مرئية". ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بمجرد وصول قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" مع القوات الأفغانية إلى ولاية هلمند لملاحقة حركة "طالبان" ، حتى بدأ الرعاة بإطلاق الصفارات لتمرير التحذير باقتراب الأمريكيين. كما بدا الضجيج يلف المنطقة المستهدفة، وخرجت على الفور شاحنة من المجمع وهي تطلق العنان لبوقها ليعم التحذير في كل مكان. وأشارت الصحيفة إلى أن طالبان ومؤيديها يستخدمون إشارات أخرى غير أبواق السيارات والحمام، مثل الطائرات الورقية وإطلاق الدخان من المداخن القريبة من وجود الوحدات الأمريكية. ومن وسائل المقاتلين اختيارهم مواقع زرع القنابل التي تنفجر لدى الضغط عليها، حيث يراقبون تصرفات الأميركيين بشكل دقيق وعليه يحددون أين يمكن تثبيتها لتنال منهم؟ إلى ذلك ، يستعد الاف الجنود من القوات الافغانية والقوات التابعة لحلف شمال الاطلسي لشن هجوم واسع على ولاية هلمند الجنوبية التي تعتبر معقلا للتمرد الاسلامي المستمر منذ اكثر من ثماني سنوات، حسب ما صرح مسؤولون الاربعاء. وقال محمد زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية ان قوات الامن الافغانية ستقود تلك العملية في اطار خطط لتسليمها مسؤولية الجيش والشرطة للحكومة الافغانية. وصرح عظيمي للصحافيين ان هذه "ستكون عملية مشتركة بين الجيش الافغاني والشرطة الافغانية وقوات المارينز الاميركية والقوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف)، بقيادة القوات الافغانية". ولم يكشف عظيمي عن التاريخ المحدد للعملية، الا انه قال انه من المتوقع شنها على منطقة مارجاه في الولايات المضطربة خلال ايام. ويبدو ان هذه العملية ستجري على غرار العملية التي جرت في ولاية غارمزير العام الماضي عندما قادت قوات المارينز الاميركية القوات الدولية والافغانية في تطهير المنطقة من مسلحي طالبان والسيطرة عليها وتمهيد الطريق لخطط التنمية فيها. وصرح ايريك تريمبلي المتحدث باسم حلف الاطلسي للصحافيين "سنتوجه مع قوات الامن الافغانية لتطهير المنطقة والسيطرة عليها وبناء بدائل لجميع الافغان". وستكون هذه واحدة من اكبر العمليات منذ بدء الحرب سيركز خلالها الاف من الجنود على منطقة تعتبر المعقل الاخير لسيطرة طالبان. واوضح تريمبلي انه سيشارك في العملية "الف من رجال الشرطة الافغانية على الاقل، والاف من الجنود الافغان وعدة الاف من قوات ايساف". وينتشر نحو 113 الف جندي من القوات الاميركية وحلف الاطلسي في افغانستان لقتال المتمردين من طالبان وغيرها الجماعات المسلحة، ويتوقع انتشار 40 الف جندي اجنبي اضافي في البلد المضطرب خلال الاشهر المقبلة. ونقلت "نيويورك تايمز" عن الكابتن بول ستابس "عندما تتجه إلى مكان ما، تنطلق أمامك لسبب أو لآخر هبة من الدخان، وعندما تذهب إلى مكان آخر تجد هبة أخرى ، انطباعنا أن هؤلاء الناس يتلقون أجرا على ما يفعلونه".