رفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التعليق، أمس الأربعاء على ما تردد على عمليات الاعتقالات والإقالات التي تتم في تركيا عقب محاولة الانقلاب التي وقعت يوم الجمعة الماضي، قائلا "إنه من غير المناسب التعليق حيث ليس لدينا علم بالأدلة المتعلقة بتلك الاعتقالات أو الإقالات". وأكد كيري مجددا، خلال مؤتمر صحفي عقده مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في مؤتمر دعم العراق، أن الولاياتالمتحدة تدعم الحكومة والمسئولين المنتخبين في تركيا كما انها تدين محاولة الانقلاب. وأوضح أن الولاياتالمتحدة ترغب في استمرار وازدهار الديموقراطية في تركيا.. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تريد التأكد من أن الإجراءات التي يتم اتخاذها ردا على المحاولة الانقلابية تحترم بصورة كاملة الديموقراطية التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بقاعدة أنجيرليك التركية، قال كيري إن قائد القاعدة الجوية كان من بين الذين اعتقلوا بتهمة التورط في محاولة الانقلاب كما أن هناك أدلة بأن الطائرات التركية التي شاركت في الهجوم على المواطنين ومقر البرلمان التركي تم تزويدها بالوقود من القاعدة الجوية. وأكد كيري استمرار الطلعات الجوية الأمريكية الموجهة ضد تنظيم "داعش" والتي تنطلق من قاعدة أنجيرليك.. مشيرا إلى أن الأمريكيين لديهم مولدات كهربائية تعمل من أول يوم انقطع فيه التيار الكهربائي بالقاعدة. وأضاف أنه تم إبلاغ السفير الأمريكي لدى تركيا أنه سيتم إعادة التيار الكهربائي في غضون يوم أو أكثر. وقال إن الجانب التركي أكد التزامه باستمرار العمليات الجوية ضد تنظيم "داعش" من قاعدة أنجيرليك. وحول تسليم الولاياتالمتحدة المعارض التركي فتح الله جولن، قال كيري إن تركيا سلمت مستندات تتعلق بذلك.. مشيرا إلى أن وزارة العدل الأمريكية المسئولة عن هذا الملف ستتخذ القرار وفقا للمعايير القانونية الأمريكية. وأوضح كيري أنه طلب من نظيرة التركي إرسال أدلة وليس ادعاءات، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى أدلة لاتخاذ قرارها في هذا الشأن. كانت عناصر محدودة من ضباط الجيش التركي (قيادات وسطى) قد تحركت خارج ثكناتها مساء الجمعة وحاولت الاستيلاء على مقرات الحكم في العاصمة أنقرة، كما حاولوا إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول (العاصمة التاريخية للسلطنة العثمانية)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها. كما قام مدبرو الانقلاب باقتحام عددٍ من المؤسسات الصحفية والإعلامية وأجبروا طواقمها الإعلامية على إذاعة بيان من الضباط قالوا فيه إنهم استولوا على السلطة ممن انتهكوا الديمقراطية وأطاحوا بالرئيس رجب طيب أردوغان وبحكومة حزب العدالة والتنمية، وعطلوا العمل بالدستور. وقد تدفق مواطنون أتراك بكثافة على الشوارع تلبية لدعوة أردوغان وحزبه، واعترضوا طريق الدبابات المشاركة في الانقلاب، كما وقفت المعارضة التركية ضد محاولة الانقلاب، وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية على لسان رئيسها باراك أوباما دعم الرئيس التركي أردوغان والمؤسسات المنتخبة في تركيا، كما تلقى أردوغان دعما من دول الاتحاد الأوروبي. وقد استعاد الجيش التركي السيطرة على الأوضاع ممن وصفهم ب"المتمردين والخونة"، بعد ساعات قليلة من إذاعة بيان ضباط الانقلاب، وتم القبض على المشاركين في محاولة الانقلاب، وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم فشل الانقلاب واعتقال المشاركين فيه. ووجهت الحكومة التركية على لسان رئيسها بن علي يلدريم اتهامات للمعارض فتح الله جولن المقيم في الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، كما طالبت بتسليمه لتركيا في أسرع وقت.