أثار "ختان الإناث" حالة من الجدل داخل البرلمان المصري، بسبب القانون المقدم من المجلس القومي للسكان والذي يطالب بتجريم عملية الختان. الجدل إثير بعد تصريحات عضو مجلس النواب المصري "أحمد الطحاوي" حول ختان الإناث ووصفه بأن "ترك الأنثى دون ختان أمر غير صحيح معللا ذلك أنه أمر شرعي وليس طبياً، مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، اخفضى ولا تجوري". وكان البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث، بالمجلس القومي للسكان قد تقدم بمذكرة للدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، يطالبه فيها بتطبيق المادة 242 مكرر من قانون العقوبات لتجريم ختان الإناث عام 2008. وتنص المادة على "مع مراعاة حكم المادة (61) من قانون العقوبات؛ ودون الإخلال بأى عقوبة أشد ينص عليها قانون آخر؛ يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز 5 آلاف جنيه كل من أحدث الجرح المعاقب عليه فى المادتين (241؛ 242) من قانون العقوبات عن طريق إجراء ختان لأنثى". ضار للمرأة الدكتور عمرو حسن، مدرس التوليد وأمراض النساء بكلية طب القصر العيني، قال في تصريحات سابقة ل "محيط" إن الختان يؤدي إلى ضعف الاستجابة عند المرأة، فيتوهم الرجل بالقذف المبكر ويلجأ إلى تعاطي الترمادول لإطالة المعاشرة الجنسية، ولكن مشكلة الترمادول أنه يعمل على إرتخاء في العضو الذكري، فيضطر الزوج لتعاطي الترمادول مع المنشطات الجنسية التي تزيد الصلابة. وأضاف أن الفئة العمرية المقبلة على المنشطات الجنسية تتراوح ما بين العشرينات والثلاثينات، وفي هذا العمر لا يوجد ما يفسر الاحتياج إلي المنشطات الجنسية سوي تعاطي الترمادول في بلد إمكانيتها المادية ضعيفة. وأشار إلى أنه لا يوجد لختان الإناث أية فوائد صحية على الإطلاق، حيث أنه أضراره أكثر من منافعه، لافتا إلى أن الختان لا يتبع ديانة محددة فهناك أسر مسيحية تمارس ختان الإناث مثل الأسر المسلمة، وذلك بسبب الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة. عادة فرعونية الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة وعضو مجلس النواب، أن ختان الإناث عادة فرعونية ولا علاقة لها بالإسلام، مؤكدة أنهم ناقشوا ختان الإناث مع فقهاء وعلماء وأطباء، وتوصلوا إلى أن الختان ليس عادة دينية. وأضافت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " صباح دريم" المذاع على قناة "دريم"، أن الختان موجود لدى المسيحيين في صعيد مصر، وتمارسها الدول الأفريقية قبل مجيء الإسلام، مؤكدته أن الدول العربية لا تمارس هذه العادة، منوهة أن حديث الرسول: "أشمي ولا تنهكي" حديث ضعيف. عملية تجميلية الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية، قال إن ختان الإناث عملية تجميليه، مؤكدًا أنه أمر من اختصاص الأطباء. وأضاف خلال حوار معه على قناة "العاصمة"، أن ختان الإناث أمر يحدده الأطباء إذا كان هناك عيب خلقي بهذه المنطقة عند المرأة أم لا، مؤكدا أن ختان الذكور واجب، بينما ختان الإناث ليس واجبًا في الشريعة الإسلامية. تجريم الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة، قالت إن القانون يجرم "ختان الإناث" يغلظ العقوبة على مرتكبيها، لافتة إلى أن هناك الكثير من المواطنين اعتقدوا أن فعل تلك العملية عند الأطباء ينهى الخلاف القانوني وهذا ليس بصحيح. وأضافت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباحك عندنا" مع الإعلامية "دينا يحيى" المذاع على قناة "المحور"، أنه تم تنظيم ورشة عمل خلال شهرين، برئاسة وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، لاتخاذ إجراءات صارمة وتغليظ العقوبة ضد كل من يقوم بعمليات "ختان الإناث" سواء من الأطباء أو الممرضين. وأشارت إلى أن عمليات "ختان الإناث" ليست مرتبطة بالدين، فهناك أسر ميسحية وإسلامية تقوم بإجراء تلك العملية، لافتة إلى أنه يتم تدريب الأئمة والقساوسة لتوعية الأهالي بخطورة العملية وتاثيرها على الحالة النفسية للفتاة. وأكدت أن عفة البنت ليست مرتبطة بتلك العملية منوه بأن التربية السليمة والجيده، تخلق فتاة عاقلة تستطيع التميز بين الصواب والخطأ. عادات وتقاليد دار الإفتاء المصرية كانت قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له. وأشار إلى أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد ختان الإناث، ضعيف ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية، مؤكدا أن الرسول لم يقم بختان بناته. وأوضح البيان أنه تم التواصل مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، والتي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث؛ فأصدرت عام 2006 بيانًا يؤكد أن الختان من قبيل العادات لا الشعائر، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بالتحريم. وحذرت الدار من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًّا ولا طبيًّا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق.