اللاعب العربي بين النجاح الكبير والفشل الذريع في الدوري المصري كان هذا عنوان التقرير الماضي الذي طرحنا من خلاله العديد من الاسماء العربية التي خاضت التجربة في اللعب بالدوريالاغلبية لم تنجح في فرض نفسها على البطولة المصرية ورحلت في هدوء تام لا يتماشى مع الضجة التي صاحبت انتقالهم في البداية. حتى أن المشجع المصري الشغوف بصفقات فريقه الجديدة في فترة الانتقالات الصيفية والشتوية أصبح يتوجس خيفة عندما تتناقل وسائل الاعلام أحد الاسماء العربية كأحد المرشحين للأنضمام للنادي الذي يناصره حتى لو كان هذا اللاعب صاحب امكانيات فنية كبيرة يشهد لها القاصي والداني وذلك خشية أن يكون صاحب تجربة فاشلة مثل من سبقوه حينها سيكون أحد نقاط المعايرة من قبل جماهير المنافس فيما بعد. وبالرغم من وحدة اللغة والدين والعرق والكثير من العادات والتقاليد بين العرب جميعا والمفترض أن مثل هذه الاشياء سببا على الانصهار وتقديم اللاعب العربي أفضل مالديه من أمكانيات فوق أرضية الميدان الا أن شيئا ما يحدث. وفشل اللاعب العربي في الدوري المصري لا يخرج عن ثمة أسباب اجتهدنا قدر المستطاع أن نطرحها على النحو التالي: 1- عندما يكون اللاعب القادم من احد الأقطار العربية الشقيقة نجما وصاحب شعبية في بلاده تتحدث عنه الصحافة بشكل جيد وتهتف باسمه الجماهير فهو حتما سيفشل في الدوري المصري الذي يتحسس أولى خطواته فيه ولا يجد الهتاف أو الاطراء في وسائل الاعلام فهو يتمتع بعقلية لا تختلف عن اللاعب المصري الذي ينتقل للاحتراف في أوربا وسرعان ما يتحجج بالغربة ويعود من حيث أتى. 2- تشابه الأجواء بين ما يعيشه اللاعب العربي في وطنه الاصلى ومصر فسرعان ما يشعر بالملل والضيق خصوصا أنها حياة مماثلة لما كان يعيشها من قبل الا أن هناك الاضواء مسلطة عليه كنجم وهنا عليه ان يفرض نجوميته اولا لتتسلط عليه الاضواء. 3- إذا ما كان اللاعب العربي قادما من عدة تجارب أحترافية في العديد من الفرق الكبرى ليلعب في الدوري المصري فهو حتما سيفشل لانه قادم لحصد المال وليس للعب الكرة فعندما يجد أن مطلوب منه تدريبات وضغط مباريات ويتأكد أنه ليس في نزهه في هوليود الشرق ليقرر الرحيل من حيث أتى. 4- يكون اللاعب العربي صاحب حظ سيئ حال انتقاله للدوري المصري وقت أندلاع مشكلة ما بين مصر وموطنه الاصلي فكيفية تعاملنا معشر العرب مع المشاكل مع بعضنا البعض لا يبقى ولا يذر وتتحكم العاطفة في كافة الاشياء فيكون انعدام التركيز والبعد عن المشاركة الحل الامثل لتفشل التجربة قبل أن يشارك اللاعب من الاساس. 5- التعاقد مع اللاعب العربي في بعض الاحيان يأتى وفقا لترشيحات الوكلاء المطلوب منهم على سبيل المثال ترشيح مدافع أو مهاجم بمواصفات جيده وبأقل الاسعار فيأتي الوكيل بلاعب عربي ربما كان صاحب أداء جيد في بلاده لكن لايصلح للعب في الدوري المصري. 6- أن يتم أختيار اللاعب العربي بعد أحدى المواجهات مع الفرق المصرية ويقدم مستوى جيد ويلفت الانظار بشده فيتم التعاقد معه بناء على هذه المبارة ليظهر الوجه الاخر من مستواه وسرعان ما يفشل. 7- البنيان الجسدي للاعب العربي لا يختلف كثيرا عن اللاعب المصري وكذلك العقلية الاحترافية التى ينقصها الكثير وتعتمد على المزاجية فيجد المدرب أن الاعتماد على اللاعب العربي خيار غير صحيح في المواقف. 8- اللاعب العربي ونظيره الافريقي أيا كان مستوى الاخير أذا ما وضعا في مفاضلة فأن كفة اللاعب الافريقي هي الارجح لالتزام اللاعب الافريقي بسلوك اللاعب المحترف. 9- الدوري المصري ليس هو الخيار الاول للاعب العربي المتميز فهو بطبيعة الحال طموحه اللعب في أوربا ولا يحضر الى مصر الا عند تراجع مستواه أو خروجه من دائرة ترشيحات الفرق الاوربية مما يؤثر على حالته الفنية بشعوره انه يستحق اللعب في دوري أفضل من الدوري المصري الذي لا يختلف كثيرا عن الدوري في بلاده. 10- اللاعب العربي سرعان ما يضجر من اسلوب اللعب في الدوري المصري ويبادر بالبحث عن عرض خليجي فهو أفضل له من النواحى المادية وتتناسب طرق اللعب فيه مع امكانياته البدنية والفنية. 11- نظرة المدرب خصوصا المصري للاعب العربي التي تنحصر في أنه لاعب غير مطيع لا يلتزم بتنفيذ التعليمات فوق أرضية الميدان. 12- تعامل الجماهير المصرية مع اللاعب العربي خصوصا من جماهير المنافس وهى تهتف ضده بلغة يعرفها مما يتسبب في فقدان اللاعب لتركيزه. 13- التعامل الاعلامي مع اللاعب العربي الذي يتحامل على اللاعب الاجنبي بشكل عام وينحاز للاعب المصري يكون أحد اسباب الفشل. 14- الخلط بين الهواية والاحتراف في حياة اللاعب العربي بما فيهم اللاعب المصري والذي قد يتعايش مع أسلوب الادارة في موطنه الاصلي وعندما يأتي الى مصر يجد التوليفة مختلفة عما هى عليه فى بلاده. والأن عزيزي القارئ ما هى أهم أسباب فشل اللاعب العربي في الدوري المصري من وجهة نظرك؟ ** نشر بالتعاون مع موقع " كورابيا"