بعد إعلان اللجنة العليا للنتائج الرسمية لمرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر اهتمت الصحافة ومراكز الأبحاث الغربية بتحليل هذه النتائج ودلالاتها السياسية للمرحلة القادمة في مصر، فقالت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الدولية أنه بعد التأكد من أن جماعة "الإخوان المسلمين" ستكون هي المتحكمة في الحياة السياسية في مصر في المرحلة القادمة فإن الإدارة الأمريكية لا تجد صعوبة في التعامل مع الإخوان كحاكمين لمصر طالما أنهم يمارسون إدارتهم طبقاً للقوانين. حيث قال مسؤول رفيع المستوي بالخارجية الأمريكية للمجلة أن "هناك انتخابات عديدة عليها أن تتم داخل مصر، ولكن الإدارة الأمريكية مطمئنة للبداية الإيجابية التي حدثت في الانتخابات البرلمانية".
وأضاف "أن الولاياتالمتحدة دائماً تأمل أن يكون الشخص الذي يحكم مصر مهما كان هويته أن يدير البلاد وفقاً للمبادئ الديمقراطية".
وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أن استحواذ جماعة "الإخوان المسلمين" التي طالما كانت محظورة في مصر طوال سنوات حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك كان أمراً متوقعاً من كل الأطراف في مصر، ولكن الأمر المفاجئ أن حزب "النور" الذي أسسته الجماعة الإسلامية المتشددة حصل نسبة من 20 إلى 30 في المائة من الكتلة التصويتية بالمرحلة الأولي من الانتخابات وهو الأمر الذي قالت عنه الصحيفة سيكون تهديد لمستقبل الليبراليين والمسيحيين في مصر.
وعلي نفس المنوال، قالت مجلة "كريسيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن صعود الإخوان لم يكن مفاجئاً ولكن وصول السلفيين المتشددين إلى المركز الثاني في المشهد السياسي يعد أمراً مقلقاً للكثيرين في مصر خاصة المسيحيين.
وأضاف المجلة أن المرحلتين القادمتين من الانتخابات ستحسم الأمر للإخوان وللسلفيين حيث أن الكثير من مؤيديهم موجودين بالمحافظات البعيدة عن القاهرة، ولكن من أجل تخفيف القلق الذي ينتاب الكثير في مصر من صعود الإسلاميين قال حزب الحرية والعدالة في بيان صدر أمس أنه لن يتحالف مع حزب "النور" السلفي.
أما في الشأن الاقتصادي المصري، قالت وكالة الأنباء الفرنسية في تقريرها الاقتصادي أنه في ظل المعاناة التي يواجهها البنك المركزي المصري من انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي التي تهدد قدرة البلاد على الاستيراد وافق المجلس الأعلي للقوات المسلحة على إقراض البنك المركزي مليار دولار.
وقال اللواء محمود نصر عضو المجلس العسكري أن احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي ستقل من 20 مليار دولار إلى 15 مليار دولار بحلول يناير القادم وهي لن تكفي للاستيراد لأكثر من ثلاثة أشهر مقبلة.
وبالنظر إلى ميدان التحرير قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ميدان التحرير لم يجذب الكثيرين بعد إعلان نتائج الانتخابات أمس بالمقارنة للأعداد الكبيرة التي وصلت إلى مئات الآلاف الأسبوع الماضي حيث قُتل 40 شخصاُ برصاص قوات الأمن.
بينما خصصت صحيفة التايمز افتتاحيتها للحديث عن فوز الإسلاميون في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية.
وتستعرض التايمز المخاطر التي تنتج عن حصول الإسلاميين على الأغلبية في أول انتخابات حرة بعد عقود من الجمود السياسي، وترى أن فوز الإسلاميين يعكس اختيار الشعب المصري الذي دفعه قمع النظام السابق إلى اعتياد التعبير عن رأيه المساجد.
وتقول الصحيفة أن رغم تشدد الإخوان المسلمين والسلفيين لكن يتعين احترام الإرادة الحرة للناخب المصري، وطالبت الصحيفة بضغط أمريكي أوروبي يعزز احترام القانون والحريات من قبل أي قوى سياسية تتولى الحكم في مصر.
وتنهي الصحيفة مقالها الافتتاحي بالقول كما أنه كما للديمقراطية في الدول الاسكندنافية خصوصية عنها في بقية الغرب، فان الديمقراطية في مصر ربما تكون لها خصوصيتها كذلك.