أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الغناء الهادف في حدود الآداب الشرعية جائز شرعًا كالغزل العفيف، ووصف الطبية والغناء للأوطان، مشيرًا إلى أن الصحابة كانوا ينشدون الشعر الحماسي. واستشهد «كريمة» خلال لقائه ببرنامج «الموعظة الحسنة» على قناة "دريم" ، بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَهْدَيْتُمُ الْفَتَاةَ؟ "قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي؟"، قَالَتْ: لا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ، فَهَلا بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ: "أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُم وَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ». ونبه على أن الموسيقى جائزة شرعا، ولكن بدون صخب وإيذاء وتجب أن تراعي حق الجار والطريق، مشيرًا إلى أن الأحاديث والآثار التي وردت في تحريمها ضعفها ابن حزم وغيره من العلماء. وأشار إلى أن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا ينشدون الشعر الحماسي ك«اللهم لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجرة»، لافتًا إلى أن كعب بن زهير انتظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد فراغه من صلاة الظهر، وأنشد شرعًا غزليًا المسمى «البردة» فقال: بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ, مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ.. وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا»، ولم يتأذَ من ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-.