كشف الدكتور والإعلامي، محمد سعيد محفوظ، مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة ، عن كواليس إبعاده عن "معهد الأهرام" خلال فترة مرض والدته ثم وفاتها، وذلك تحت عنوان "وإذا خاصم فجر"!. وقال محفوظ في تدوينة له بصفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن: "بدأت الأحداث يوم الأربعاء 11 مايو، حين أيقظتني مكالمة من شقيقتي في الثامنة صباحاً، تخبرني فيها بتدهور حالة أمي.. قفزت من الفراش، وتوجهت للإسكندرية بسيارتي بسرعة 190 كم/الساعة.. وصلت لأجد أمي غير قادرة على الحركة.. اتصلتُ بطبيبها، الذي أتي مسرعاً للمنزل للقيام بالإسعافات اللازمة، وفي خضم هذا المشهد، اتصل بي حسام مدير مكتب "النجار"، ليدور الحوار التالي: - (بلهجة آمرة) الأستاذ أحمد النجار بيقوللك "حتسافر الأردن يوم الجمعة اللي جاية"! - أسافر الأردن أعمل إيه يا حسام؟.. معرفش والله! تقريباً حتمضي عقود تدريب!! .. - مع مين؟.. - معرفش!". وأوضح محفوظ أنه رد عليه قائلا: "عموماً انت بتكلمني بينما يكشف الطبيب على أمي في المنزل، وهي في شدة المرض، أرجو إبلاغ الأستاذ أحمد النجار إني لا أستطيع قبول المهمة بهذا الشكل المفاجئ، ويجب أن أحصل على كل المعلومات المتعلقة بالمهمة، ووسيلة الاتصال بالجهة الداعية لتنسيق موعد مناسب، ولو تعذر تأجيل السفر، فلن أستطيع البقاء في الأردن أكثر من ليلة واحدة، بسبب مرض أمي"|، ليرد عليه حسام قائلا: "حاضر، حبلّغ الأستاذ أحمد النجار، وأرد عليك!". وأضاف الإعلامي: "كان النجار قد امتنع عن التواصل المباشر معي - ومع كثير من مديري العموم بالمؤسسة - منذ فترة طويلة، وفوّض بدلاً منه السكرتير، ولم يكن هناك من تفسير لذلك سوى التعالي والغطرسة والفشل في إدارة الحوار مع قيادات المؤسسة.. في اليوم التالي، كنت ما زلت بجوار أمي المريضة.. اتصل بي حسام في الصباح، وأبلغني بأن الأستاذ أحمد النجار "عينني مستشاراً للمعهد، وعيّن الزميل سامح عبد الله مديراً".. تلقيت الخبر ببرود، بينما أصيبت أمي بصدمة، زادت من آلامها، لشعورها أنها كانت الذريعة التي استغلها النجار لتصفية خلافاته معي، والتي كانت الأسرة على علم بها". وتابع محفوظ: "في المساء اتصل بي الزميل جابر القرموطي في برنامجه لإجراء مداخلة، فرويت له عن جذور الخلاف بيني وبين النجار نتيجة انتقادي لأسلوب إدارته للمؤسسة، ونقل لي عن النجار ادعاءه بأنه أبعدني عن إدارة المعهد لأنني كنت أستغله "لأمجادي الشخصية"!! تابعت أمي المداخلة، وكانت في شدة الحزن والغضب من مزاعم النجار وأكاذيبه، فرحت أهوّن عليها الأمر بأن ذلك أفضل كي أتفرغ لرعايتها، وأن العمل مع النجار يمثل خسارة كبيرة، لأنه يسيء للمؤسسة، ويضر بسمعتها، وأنه كان يقف في وجه أي نشاط، ويتدخل في عملنا بشكل سافر وجاهل، ولولا وجود الدكتور محمد فايز فرحات مدير عام المؤسسة، لما تم إنجاز أي شئ مما تحقق بالمعهد!". وأردف: "اتصلت بالزميل سامح عبد الله أهنئه، وأطلب منه إمهالي يومين لتسليمه المكتب نظراً لوجودي بالإسكندرية مع الوالدة، ثم اتصلت بالأستاذ صلاح عيسى بصفته الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، لأشهده على ما جرى، فأبدى انزعاجه، وتبرأ مما فعله النجار، وطلب مني مذكرة عاجلة تشرح خلفيات الواقعة لمساءلته! اكتشفت أن معظم أعضاء مجلس إدارة الأهرام ليسوا على علم بالقرار، مما يعني أنه اتخذه بشكل فردي دون إخضاعه لأي آلية مؤسسية.. كما ذكر لي أحد مديري تحرير الأهرام أن النجار طلب منه قبل شهر ترشيح بديل لإدارة المعهد، وأن الزميل لم يأخذ هذا الطلب على محمل الجد، باعتبار أن النجار على وشك الرحيل ولا يمكن أن يتخذ قراراً جسيماً بمثل هذا التسرع والحماقة!". واستكمل قوله: "في الأسبوع التالي توجهت لمكتبي، عاقداً العزم على تسليم المعهد للمدير الجديد في اجتماع رسمي يجمع كل أفراد الفريق، ففوجئت بأنه اجتمع بهم بالفعل، وقال لهم إنه لن يمانع في استمرار علاقتهم بي، شريطة أن تنحصر في الجانب الإنساني فقط دون المهني، بعدها فوجئت بحذفي من صفحة المعهد على الفيسبوك (وهي الصفحة التي رفعت عدد أعضائها من 500 حين استلمتها إلى 12 ألفاً في ذلك الحين)، كما تم حذفي من كافة المجموعات التي أنشأتها بنفسي لأنشطة المعهد على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي! وخلال وجودي بالمكتب لجمع أغراضي، جاءني الزميل سامح عبد الله، فاقترحت عليه نقل الأغراض مباشرة إلى إحدى غرف المعهد، وتخصيصها لي، فرفض بحجة أن اختيار الغرفة المناسبة لي سيستغرق وقتاً طويلاً، وطلب من العمال جمع أغراضي في صناديق ووضعها في ركن من أي غرفة، وقال إن بإمكاني الجلوس مع أي زميل في مكتبه حتى يتم تخصيص مكتب لي بالمعهد!! ثم قال لي حرفياً وهو يغادر الغرفة: "بعد ساعتين حاجي أقوللك مع السلامة"!! وغادر المكتب ليتركني تحت تأثير الصدمة والمرارة، وكان الزميل هشام يونس - الذي لم يفارقني يومها - شاهداً على تلك اللحظات الصعبة!". وكشف عن أنه: "طلبت من الدكتور فرحات التدخل لتوفير مكتب لي لنقل أغراضي إليه مباشرة، فاعتذر بلطف!! جمع العمال أغراضي بسرعة في الصناديق تنفيذاً لتعليمات "سامح عبد الله" المدير الجديد، وكانت علامات الحزن والصدمة بادية على وجوههم، وتوزعت الأغراض في 7 صناديق، عرض الزميل هشام يونس الاحتفاظ بها في مكتبه، فاعتذرت له شاكراً، بعد أن عزمت على شحنها في سيارتي إلى المنزل". وأضاف الإعلامي: "اتصلت بالأستاذ أيمن المصري مدير أمن المؤسسة، وطلبت منه إيفاد أحد موظفيه لمراجعة محتويات الصناديق في مكتبي، لتسهيل خروجها من الأهرام، فطلب إمهاله دقائق للرد على طلبي، ثم عاود الاتصال ليخبرني بأن الأستاذ النجار قرر تشكيل لجنة ثلاثية من أمن المؤسسة والشؤون القانونية وإدارة المقتنيات لجرد أغراضي قبل إخراجها من الأهرام!! وكانت هذه سابقة أولى ربما لم تحدث من قبل، ولا حتى مع قيادات المؤسسة المحسوبين على مبارك بعد 25 يناير!! استغرق صدور القرار من رئيس مجلس الإدارة أياماً، ظلت أغراضي خلالها ملقاة داخل الصناديق، بينما لم يتم تخصيص مكتب لي، فيما ظل الدكتور حسن أبو طالب - المدير الأسبق - في مكتبه دون صفة بالمعهد، رغم تخصيص مكتب له بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية!". وأشار إلى أنه: "حين صدر قرار رئيس مجلس إدارة الأهرام بتشكيل لجنة ثلاثية لجرد أغراضي، أوفدت أحد طلابي لحضور اجتماع الجرد، وتم فرز الأغراض وتسجيلها بالمحضر في عشر صفحات كاملة، وكل ما اعتبروه مخالفاً كان علبة الكروت الشخصية التي تتضمن وظيفتي كمدير للمعهد، فصادرتها اللجنة وأوصت بفرمها!! ظل "سامح عبد الله" يبحث دون كلل في أيامه الأولى عن أي مخالفة مالية وقعت خلال فترة إدارتي للمعهد، تنفيذاً لتوجيهات "النجار"، فلم يجد: المديونية صفر، الإيرادات خلال عامين أكثر من أي فترة مضت، الشراكات المحلية والإقليمية والدولية لم تحدث في تاريخ المعهد!! وللأسف فشلت مخططات النجار في تبرير قراره بأسباب مقنعة! كما فشل في إحالتي للتحقيق بأي تهمة!!". وأوضح أنه: "لم يجد النجار سوى إصدار أوامر بمنع دخول شباب "ميدياتوبيا" لمبنى الأهرام، حتى أن عدداً من موظفي الأمن ذهبوا للمعهد للتحقق إذا كان أيٌ منهم موجوداً لطرده! فاضطررت آسفاً لوقف تدريب ثلاثة منهم ببوابة الأهرام ومجلة ديوان العصر، رغم النشاط الذي حققوه، وتمسُك رؤسائهم بهم، وكان ذلك خوفاً من التنكيل بهم بسببي! وهكذا بات طلاب الإعلام المنتمين لهذه المبادرة ممنوعين من دخول الأهرام، بعد أن كان مكتبي مقراً لهم، وبعد أن كان المعهد بيتاً لهم، ومنطلقاً لكل أنشطتهم! ظللت بلا مكتب في المؤسسة، فاضطررت للتقدم بإجازة بدون مرتب لمدة ثلاثة أشهر (حتى تنقشع الغمة!!)، وما زالت أغراضي ملقاة في مكان ما بالمعهد! وما زال الشباب ممنوعين من دخول الأهرام!". وأكد أن: "تزامن كل ذلك مع اشتداد مرض أمي، وكانت تسمعني في المستشفى وأنا أتبادل الحوارات الساخنة عبر الهاتف من زملاء بالمؤسسة لمتابعة التطورات، وفي كل مرة كانت تقول بعد انتهاء المكالمة: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا "نجار"! وهكذا ظلت تردد حتى أيامها الأخيرة! لم يصدق "النجار" أن أمي كانت مريضة حين اعتذرتُ عن السفر المفاجئ للأردن، وظن أني أرفض المهمة نكاية به، فاتخذها ذريعة وأبعدني عن المعهد.. يا ترى، هل صدّق الآن بعد أن ماتت؟". ونوه إلى أن: " إدارة معهد الأهرام كانت أمانة بين يديّ، إكراماً للمؤسسة التي احتضنتني منذ تخرجي، وللأساتذة الكبار الذين تعلمت على أيديهم بها، ويعلم الله ومن حولي أني لم أنظر إلى هذا المنصب يوماً على أنه مكسب أو غنيمة.. لذلك لم يهز قرار "النجار" شعرة في رأسي، لكني أشعر بالأسف لما وصلت إليه الأهرام في عهده!".