أعلن وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل عن إطلاق أعمال الشركة المصرية اللبنانية للتجارة والاستثمار في أفريقيا، أحد ركائز مبادرة التعاون المصري اللبناني إلي أفريقيا، وذلك حيث تم أول أمس السبت عقد أول اجتماع لمجلس إدارتها بحضور جميع الشركات المساهمة في رأسمالها سواء من مصر أو لبنان. وقال قابيل - خلال افتتاح ملتقى الأعمال المصري اللبناني اليوم الأحد، الذي نظمه جهاز التمثيل التجاري بالتعاون مع المجالس التصديرية وشارك في أعماله 200 من كبار رجال الأعمال بالبلدين - "إن تدشين هذه الشركة سيسهم في الاستفادة من التواجد اللبناني المميز في القارة الأفريقية للترويج للصادرات المصرية في مختلف أسواق القارة السمراء، خاصة في ظل الدعم الكبير للمبادرة من قيادات البلدين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، لتشجيع التعاون التجاري والاستثماري ليس فقط علي المستوي الثنائي بين مصر ولبنان ولكن لدخول أسواق أخرى وبصفة خاصة السوق الأفريقية". وأكد أهمية عقد المنتدي في هذا التوقيت المليء بالتحديات التي تواجه الأمة العربية، وهو ما يفرض ضرورة التوصل إلى نتائج إيجابية للتعاون المصري اللبناني ودفعه لآفاق أرحب، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أكد على دعمه الكامل لهذه الجهود ووعد بتقديم كافة أوجه الدعم لإنجاحها. وكشف قابيل عن الترتيب لتنظيم زيارات للوفد اللبناني لعدد من المناطق الصناعية مثل (العاشر من رمضان، والعبور، والسادس من أكتوبر، والإسكندرية) للوقوف علي قدرات الصناعة المصرية، خاصة القطاعات الصناعية موضع اهتمام الجانب اللبناني، وهي نفس القطاعات التي تسهم بنسبة كبيرة في هيكل الصادرات المصرية لأفريقيا التي رغم ارتفاعها في الفترة الأخيرة إلا أنها دون طموحات مصر وإمكاناتها، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تنظيم عدد من البعثات التجارية المشتركة من شهر يونيو المقبل إلى كل من ساحل العاج والكونغو. ومن جانبه، نوه سفير مصر في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد بارتفاع الاستثمارات اللبنانية في مصر إلى 4 مليارات دولار، وهو ما يضيف بعدا آخر للتعاون التجاري بين البلدين، لافتا إلي أن ما أثارته نائب وزير الاقتصاد اللبناني من وجود عراقيل ومشكلات أمام حركة التجارة البينية هو موضع اهتمام كلا البلدين، حيث لا يمر لقاء مشترك دون التطرق لهذه المشكلات وبحث سبل حلها، معربا عن أمله في أن تمثل مبادرة التعاون المصري اللبناني في أفريقيا حافزا لإزالة أية عقبات. وأكد أن مصر ولبنان تجمعهما علاقات خاصة فهي ليست فقط علاقات اقتصادية وتجارية، وإنما تمتد إلى الثقافة والفنون وهي نموذج للعلاقات الأخوية التي تعتمد أيضا علي المنافع المشتركة. ومن ناحيتها، قالت نائب وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الدكتورة علياء عباس "إن كثيرا من رجال الأعمال اللبنانيين يتطلعون للتعاون مع نظرائهم المصريين من أجل تطوير حركة التجارة والاستثمارات المشتركة، مشيرة إلى أن هذا التعاون المصري اللبناني يرتكز ليس فقط علي المنافع وإنما الحرص أيضا على الطرف الآخر". وأضافت أن هذا التعاون بين البلدين يأتي في ظل تزايد التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، خاصة بلادها التي تستضيف حاليا نحو 1.5 مليون لاجئ من الأشقاء السوريين الذين يقتسمون حاليا فرص العمل مع اللبنانيين، داعية إلى بذل أقصي الجهود من أجل إنجاح المبادرة وزيادة صادرات البلدين لأفريقيا". وأوضحت أن التعاون في أفريقيا لا يعني تجاهل تعزيز حركة التجارة بين مصر ولبنان، حيث يجب إرساء صناعات تكاملية بين البلدين للارتقاء بتلك العلاقات الاقتصادية إلى ما يلبي طموحات البلدين الشقيقين، مشددة على أن مصر من أهم شركاء لبنان التجاريين، إلا أن الحركة التجارية في الفترة الأخيرة تواجه بعض المشكلات والعراقيل وهو ما يجب العمل علي إزالتها بما يتماشى مع العلاقات الاستراتيجية التي نريد إرسائها بين البلدين، مشيرة إلى أنها تريد التسهيل وليس التساهل في حل تلك المشكلات. وبدوره، قال علي الليثي رئيس التمثيل التجاري "إن مصر حققت خلال العام الماضي تقدما ملحوظا نحو استعادة الثقة في الاقتصاد المصري من خلال إصلاحات شاملة لتحقيق أهداف التنمية، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي إلى 4.2%، ونستهدف زيادته إلى 6% مع نهاية عام 2018 - 2019". وكشف عن تشغيل خط ملاحي مباشر من السويس للجانب الشرقي لأفريقيا حتى جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى تشغيل خط مماثل يغطي غرب أفريقيا حتي خليج غينيا، إلى جانب التخطيط لإقامة 12 مركزا لوجستيا بأفريقيا لتكون نقطة انطلاق لتوزيع المنتجات المصرية بالدول الأفريقية مع الدخول في شراكات مع الشركات الدولية والأفريقية في مجال الخدمات المتعلقة بالخدمات خاصة النقل والشحن والتخزين. وأكد سعيد عبدالله وكيل أول وزارة التجارة والصناعة أن مصر تتمتع بعضوية أهم تكتل اقتصادي بأفريقيا، وهو تجمع "الكوميسا" الذي يتيح للمنتجات المصرية النفاذ لأسواق 15 دولة أفريقية دون رسوم جمركية بجانب 3 دول أخرى بتخفيضات جمركية تفضيلية، وهو ما أسهم فى تضاعف تجارتنا مع دول التجمع إلى 2.3 مليار دولار العام الماضي مقارنة بنحو 169 مليون دولار عند انضمام مصر للتجمع، كما ارتفعت صادرات مصر للكوميسا إلى 1.7 مليار دولار مقابل 593 مليون دولار واردات. ومن جانبه، قال عباس فواز رئيس المجلس القاري اللبناني "إن رجال الأعمال اللبنانيين مهتمين بزيادة التعاون مع شركائهم المصريين من أجل القيام بعملية ترويج للصناعات المصرية في جميع أنحاء القارة الأفريقية ولوضع الصناعة المصرية على الخريطة العالمية والأفريقية من خلال ربط مجتمع الأعمال المصري والبناني والأفريقي بعلاقات تجارية واقتصادية مستدامة". ودعا إلى إيجاد شراكات جديدة بين مصر ولبنان من خلال تأسيس شركات تعمل على تطوير العمل التجاري المشترك، إلى جانب إنشاء خطوط نقل مباشرة بين مصر وأفريقيا للاستفادة من الاتفاقيات التجارية لمصر وعقد المزيد مع دول القارة الأفريقية، داعيا إلى وضع سلة حوافز تتسم بالمرونة لجذب المزيد من رجال الأعمال اللبنانيين والمصريين لهذا التعاون المشترك. ومن جانبه، أكد رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية عمرو فريخة أن مبادرة التعاون المصري اللبناني في أفريقيا، التي أطلقها وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل، تحظي باهتمام كبير من مجتمع الأعمال حيث نشهد كل يوم بعثات تجارية مصرية لإحدى الدول الأفريقية.