مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025 في القاهرة وعدد من المحافظات    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 29 ديسمبر 2025    جيش الاحتلال يقصف مناطق في غزة بالمدفعية والطيران    تحرك شاحنات قافلة المساعدات 104 تمهيدًا لدخولها من مصر إلى غزة    كوبانج الكورية الجنوبية تكشف عن خطة تعويضات بعد اختراق البيانات    مواعيد القطارات المتجهة إلى الوجهين القبلي والبحري من أسوان اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025    فخري الفقي: كل انخفاض 1% في سعر الفائدة يخفض فوائد الدين 45 مليار جنيه    إعلان نتيجة الحصر العددي لانتخابات مجلس النواب بالدائرة الأولى في البحيرة    متحدث الوزراء: الحكومة تحاول تقديم أفضل الخدمات لمحدودي ومتوسطي الدخل وفق الموارد المتاحة    وزير الإعلام الصومالي: اعتراف إسرائيل بأرض الصومال انتهاك لسيادتنا.. وسنلجأ للأمم المتحدة    الصين تعلن بدء تدريبات بالذخيرة الحية حول جزيرة تايوان    بعد لقاء ترامب وزيلينسكي، ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    رئيس اتحاد المستأجرين: عقودنا رضائية.. وقدمنا 36 طعنا بعدم دستورية قانون الإيجار القديم    أوصاني بحذف أغانيه.. شحتة كاريكا يكشف اللحظات الأخيرة في حياة الراحل أحمد دقدق    طارق الشناوي: المباشرة أفقدت فيلم «الملحد» متعته ولم يُعوِّض الإبداع ضعف السيناريو    مقتل 16 شخصا في حريق دار مسنين بإندونيسيا    أحمد عبد الله محمود يكشف ملامح شخصيته في «علي كلاي»    وداع موجع في كواليس التصوير... حمزة العيلي يفقد جده والحزن يرافقه في «حكاية نرجس»    هل تتزوج لطيفة في 2026؟.. توقعات «بسنت يوسف» تثير الجدل    عمرو يوسف يكشف تفاصيل صداقته القوية ب عمرو دياب    بالرقص والهتاف.. احتفالات واسعة في طهطا عقب إعلان فرز اللجان الانتخابية    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    نتيجة الحصر العددى للأصوات بالدائرة الثامنة دار السلام سوهاج    الدفاع الروسية تعلن إسقاط 21 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات    حسام حسن يستقر على رباعي دفاع منتخب مصر أمام أنجولا    اليوم، الاجتماع الأخير للجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بعد انتهاء مهامها    كشف ملابسات تعليق بشأن سرقة دراجة نارية لطفل بدمياط    كشف ملابسات مشاجرة بين أنصار مرشحين بدار السلام في سوهاج    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    فوضى السوشيال ميديا    البوصلة والربان!    الفرق بين الحزم والقسوة في التعامل مع الأبناء    ترامب: اتفقنا على 95% من ملفات التسوية في أوكرانيا    النيابة الإدارية تنعى مستشارة لقيت مصرعها أثناء عودتها من الإشراف على الانتخابات    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    طفرة غير مسبوقة بالمنيا.. استرداد 24 ألف فدان وإيرادات التقنين تقفز ل2 مليار جنيه    مشروبات تهدئ المعدة بعد الإفراط بالأكل    طاهر أبو زيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    كأس عاصمة مصر - أحمد عبد الله يدير لقاء الأهلي ضد المقاولون العرب تحكيميا    الجزائر يتصدر المجموعة الخامسة ب6 نقاط ليحسم تأهله رسميا لدور 16 بأمم أفريقيا    BeOn تحصل على استثمار استراتيجي بالدولار لدعم التوسع الإقليمي وتطوير حلول CRM الذكية    الداخلية السورية: احتجاجات الساحل نتيجة دعوات انفصالية    وزير الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ نحو مليون و960 ألف وحدة سكنية متنوعة    اشتعال المنافسة، كوت ديفوار والكاميرون يكتفيان بالتعادل الإيجابي في أمم أفريقيا 2025    على رأسهم مصر.. 3 منتخبات حسمت تأهلها رسميا بعد الجولة الثانية لمجموعات أمم أفريقيا 2025    أمم إفريقيا – تعرف على جميع مواعيد مباريات الجولة الثالثة    حسم التأهل مبكرًا.. مصر ونيجيريا والجزائر إلى دور ال16 من أمم أفريقيا 2025    مصرع طفلين في تصادم بالفرافرة    محافظ الفيوم يتابع غلق لجان التصويت في اليوم الثاني لانتخابات النواب بالدائرتين الأولى والرابعة    الصحة تكشف أبرز خدمات مركز طب الأسنان التخصصي بزهراء مدينة نصر    عاجل- رئيس الوزراء يستقبل المدير العام للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض ويؤكد دعم مصر لاستضافة الآلية الأفريقية للشراء الموحد    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    نقابة المهندسين تحتفي بالمهندس طارق النبراوي وسط نخبة من الشخصيات العامة    وزارة الداخلية تضبط 4 أشخاص جمعوا بطاقات الناخبين    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور كمال حبيب ل "محيط": الدولة لن تستغني عن الإخوان.. وسيناء وصلت لإدارة التوحش
نشر في محيط يوم 09 - 04 - 2016

لا نستطيع أن نهمل حسن البنا في السياق الاجتماعي والتاريخي
هناك قطاع في الجماعة يميل إلى العنف
تطبيق قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر" تضلل الناس
حركة النهضة لها مصادر متعددة وكتب راشد الغنوشي شاهدة على ذلك
لي مشروع فكري عن الحركات الاجتماعية سوف يري النور قريبا
يمثل مشروع مراجعات الإسلاميين جزء من أفكار وأطروحات المفكر الإسلامي الدكتور كمال حبيب، وهو اليوم يدعو التيار الإسلامي كله وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين للخروج من ضيق التنظيمات السرية إلى أفق الأمة المفتوح.
ويؤكد "حبيب" أن معيار التجديد لأي حركة أو تنظيم يقوم على أساسين الأول هو أن يكون شائعا بين أبناء الأمة جميعا وليس موجها لفئة أو طائفة أو جماعة منها، والثاني هو أن يكون ذلك الاجتهاد للأمة وليس في مواجهتها.
وللدكتور كمال حبيب عدة مؤلفات تناول فيها الفكر الإسلامي والتنظيمات الجهادية، كان آخر ذلك كتاب "أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. قراءة جديدة في الأفكار والتحولات".. عن الإخوان ومستقبلهم في مصر ومؤلفاته، ومواضيع هامة أخرى كان لنا في شبكة الإعلام العربية "محيط" هذا الحوار..
تناولت أزمة الحركة الإسلامية في كتابك الجديد.. فماذا عن أزمة الدولة بتعاملها مع الحركة الإسلامية؟
أنا لم أتناول أزمة الدولة ولكن تناولت أزمة الحركة الإسلامية الآن، نحن لم نعد نتحدث عن حركات عنف معروفة ومحددة مثل الجماعة الإسلامية والجهاد كما كان الأمر في التسعينيات، ولكن أصبحنا نتحدث عن بزوغ لاتجاهات عنف داخل حركات كانت مركز الاعتدال في السابق مثل حركة الإخوان المسلمين.
مع الزميل عمرو عبد المنعم
تقول إن الإخوان كانت مركز الاعتدال.. فماذا حدث لها؟
نعم.. هي حركة يحتمل أن تذهب إلى العنف، هناك قطاع في الجماعة يميل إلى العنف، ويستخدم مصطلحات سلفية جهادية مثل دفع الصائل، وهو مصطلح جديد لم يستخدمه حسن البنا و لا سيد قطب، وأسس على أثر تلك المجازفات الحركية الداعية للعنف حركات مثل كتائب حلوان، والعقاب الثوري وهي لها صلة قريبة جدا من الإخوان، هذا فضلا عن "نداء الكنانة" الذي يعكس مراهقة علمانية ممن وقع على البيان لأنه حكم على طوائف بالكامل في الدولة المصرية ممن اعتبرهم داعمين لمنظومة الدولة المصرية واعتبرهم جميعا مقصودين بالقتل والاستهداف.
وهنا نقلة كبيرة من فكر أهل السنة والجماعة الذي لا يحكم على طوائف بالكامل بحكم جزافي إلى فكر خوارجي أقرب لأفكار الطائفة الممتنعة التي تتبناها السلفية الجهادية خاصة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد قبل مراجعتهما، وهذا تأسيس لمواجهة مع الدولة والمجتمع، والانتقال مما أطلق عليه الإسلام المشارك إلى الإسلام المواجه.
ما هي قصة هذا الانتقال؟
انتقل الإخوان إلى الإسلام المواجه والوقوف أمام النظام بالدعوة للخروج عليه، وهي إحدى أزمات الإخوان الآن، وعلى سبيل المثال قبل الثورة المصرية كنت من المتفائلين بأن تكون تحولات الحركة الإسلامية في مصر ناحية الجماهير وتبني مشاكل المجتمع وحلها.
أما الآن فنحن نرى حركات اجتماعية مغاضبة ومفارقة لمجتمعها وتسعي للنيل منه، وتتبني فكر اقرب إلى الخوارج، وليس شرطًا أن تتبني عقائد الخوارج في اعتبار العمل هو الإيمان ومن ثم تكفير الناس بأدنى المعاصي، أو تكفير الحكام والنظم السياسية، وإنما تبني أفعالهم على المستوى الحركي، وتخرج على الأمة "برها وفاجرها" وتهدد مصالحهم واستقرارهم وأكل عيشهم وتقلبهم في معاشهم وحياتهم.
ما هي هذه المفاهيم المخالفة؟
فكرة التنظيمات وعقد الولاء والبراء عليها هي السبب، بحيث يحل الإسلام في التنظيم الذي يمثل كهنوتا مقدسا كما لو كان كنيسة كاثوليكية، ويصبح كل عضو في هذا التنظيم يعقد الولاء والبراء على الانتماء لذلك التنظيم، وهذا يشكل جوهر الأزمة.
كذلك تجويز الكذب واستخدام الأدوات البرجماتية وغير الأخلاقية لتحقيق مصالح التنظيم فيما أطلقنا عليه "التدين الحركي"، وهو تدين بشروط التنظيم وليس كما يوجبه الإسلام، وهنا يجب أن تراجع الحركة الإسلامية مقولاتها الحركية التي أصبحت من المسلمات عندها.
مراجعة الأدبيات أم الأفكار؟
مراجعة الفكر الحركي، فا لشريعة والمذاهب المعتبرة لدى الأمة والتي أصبحت جزء من ثقافتها، تأتي هذه التنظيمات بقواعد من الفقه الشرعي والأصولي وتستدعيها إلى الفقه الحركي الذي يعبر عن اجتهاد تلك التنظيمات وحدها وتقدمه كما لو كان شريعة واجبة على كل المسلمين. مثل كلام شكري مصطفى زعيم جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا بالتكفير والهجرة عندما استدعى قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر"، "وهي قاعدة صحيحة في شأن من نص القرآن على كفره مثل فرعون وقارون وهامان، وأبي لهب"، لكنه استخدمها لتكفير المسلمين الغافلين، فكان يقول مثلا هل تكفر فلانا الذي يكفره هو؟ فالطبع يقول من يطرح عليه ذلك السؤال الصعب لا أكفره!!، فيأتي لواحد آخر ويقول له هل تكفر فلانا الذي لا يكفر ذلك الذي نكفره وسألناه عن حاله، وهكذا يدور في دورة تكفير عبثية ذات طابع صبياني!!
كذلك قاعدة " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، وهذا مصطلح أصولي لا يختلف فيه مسلم، وهو الواجب ا الشرعي كالصلاة لا تتم إلا بالوضوء فحكم المتمم للواجب له نفس حكمه الوجوبي، أما التنظيمات فإنها توجب الجماعة والبيعة والولاء والبراء وتعتبرها شروطا للإسلام ومعاقد للإيمان، وهنا يصبح التنظيم مصدرا لتشريعات لم يأذن بها الله.
لكن ما هو رأيك في اعتباران أفضل الجماعات على الإطلاق هم الإخوان؟
هم ينزلون شروط الجماعة المسلمة بخصائصها في العصر النبوي على جماعة الإخوان المسلمين كما قال سعيد حوي في كتابة "المدخل لجماعة الإخوان المسلمين"،. وقال: إن حسن الهضيبي وعمر التلمساني لهم بيعة في أعناقنا، والحديث يقول " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، وهنا ادخلوا الناس في مساحات من التدين الحركي الذي يوجبه التنظيم ولم توجبه الشريعة.
فمن المعروف أن المسلم هو من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يثبت له بها عقد الإسلام، بيد إنهم يضيفون إليها الجماعة والبيعة والإمارة، وهنا أصبحت تلك المعاني جزءً من شروط الدخول للإسلام، والولاء والبراء على أساسها ولا يصح إسلام المسلم إلا بها، وهذا تزيد وابتداع لم يأذن به الله.
فلو رجعنا إلى الأصل فالإسلام لم يوجب سوى قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ليثبت لك الإسلام،لأن معناها القبول والاستسلام لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم جملة وعلى الغيب، ولم يعرف عن النبي أنه اشترط أكثر من ذلك.
هل تتوقع أن تتحول الحركة من المراجعة إلى المواجهة مرة أخرى وتعود لمربع الصفر؟
الحركة الإسلامية قبل الثورة والتي كنت أبشر بأنها حركة اجتماعية سلمية تلتفت لمطالب الناس الاجتماعية والاقتصادية، وتنتقل من المواجهة إلى المشاركة، وتجادل مجتمعها حول قضاياه كافة وتتخذ طابعا مدنيا وإنسانيا، وتنتقل من الهامش إلى المركز، وتبني تيارا رئيسيا حول رؤيتها وموقفها وقضاياها، إذا بها بعد وصولها للسلطة تتنكر لتلك الوجوه المبشرة وتسفر عن وجه آخر يخيف ولا يطمئن، يستحوذ ولا يشارك، يحيف ولا يعدل، يسرع ولا يتمهل، يقطع الأدبار والأرحام ولا يصلها.
يؤثر موقف جماعته وفريقه وعشيرته ولا يزن مصالح الجماعة كلها والأمة جميعها، وهو في كل ذلك لا يملك خطة واضحة ولا موقفا رشيدا متريثا، كل ذلك جعل الحركة تنتقل من المراجعة والهدوء إلى المواجهة والإجلاب والأصوات العالية والفرقعات المدوية وأحاديث الأماني والآمال والخرافة، ومن هنا نعود مرة أخرى إلى الحديث عن المراجعة.
ما المفروض أن تراجعه جماعة الإخوان المسلمين؟
علاقة الجماعة بالعنف هذا هو أهم ما يجب أن تراجعه، فخطاب البنا فيه إشارات لذهاب لعنف حين يقول للمتعجلين حين يكون منكم ثلاثمائة كتيبة فسوف أخوض بكم البحر وأرغم أنف كل جبار عنيد". وحين يتحدث في رسالة التعاليم يتحدث عن البيعة والجماعة والطاعة وغيرها فإنه يفتح الباب واسعا لتأسيس جماعة في مواجهة مجتمعها.
وهنا حين يطرح حسن البنا، وكيف نتعامل معه وما الذي نأخذه منه أو تدعه، لا نستطيع أن نهمله في السياق الاجتماعي والتاريخي والفكري لمصر، ولكن ما يعد اجتهادا شائعا له بين الأمة جميعا ويناقش مشاكلها جميعا نأخذه منه، على سبيل المثال كتاب "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي" ناقش فيه البرلمان والأحزاب وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعندما أتكلم عن تطور الفكر السياسي المصري اخذ هذا الكلام أساسيا في هذا الطرح.
لكن عندما يتكلم ويقول: أيها الإخوان المسلمون إن لكم إسلاما هو إسلام الإخوان، فهذا اعتبره فكرا تبديديا وليس تجديدا.
كذلك نأخذ من حسن البنا أيضا كتابه "الله في العقيدة الإسلامية " وكتاب "المأثورات"، وهو ككتاب الأذكار للنووي. أما حين يتجه خطابه لتقسيم الناس واعتبار الإخوان دون بقية المسلمين جماعة ذات إسلام مخصوص أو أنها الجماعة المصطفاة، فهنا أتوقف ولا آخذ منه هذا النوع من الاجتهاد أو الفكر الذي يؤسس لتقسيم الأمة وتهديد هويتها واستقرارها، أما ما يعد اجتهادا شائعا للناس جميعا فنحن نأخذه ونناقشه.
ألم تحاول شرح هذه الأمور للإخوان قبل ذلك؟
حاولت أكثر من مرة فالإخوان تنظيم عقدي وكتبت عن ذلك دراسة عنونتها "حركة النهضة في تونس والإخوان المسلمين في مصر" البنية التكوينية للإخوان في مصر عقدية وهو يحاول أن يظهر وجه سياسي ولكنه مغاير للحقيقة، وفي الواقع نجده متصلب في التعامل مع الواقع، بينما حركة النهضة لها مصادر متعددة وكتب راشد الغنوشي تدل على ذلك فنجدهم استوعبوا تجربة السودان والانفتاح على الثورة الإيرانية، والانفتاح على التقاليد المالكية المذهبية والمقاصد، والانفتاح على الجزء العقلاني في الفكر الإسلامي كمناهج المعتزلة.
وعندما ضغط على حركة النهضة في الممارسة السياسية كان لهم مقولة مشهورة، قال الغنوشي: "أن أكون معارضًا في الداخل خير من أن أكون مسجونا أو مهاجرا في المنافي"، ولذلك ترك السلطة ورئاسة الحكومة، وبقي رقما صعبا ومهما في السياسة التونسية فله ممثلوه في البرلمان وله وزراؤه في الحكومة، وهو يدفع بشكل عقلاني نحو تحول ديمقراطي متدرج دون انقلاب بشكل كامل على العملية السياسية.
التنظيمين والذين عملوا بالتجارة والبيزنس احد تجليات أزمات الحركة الكبيرة في مصر، فعالم الأشياء عندهم يفوق عالم الأفكار فلما انتقلوا إلى السياسية عاملوها بمنطق الأشياء فاخذ يبيع ويشتري ويحشد الأنصار فكان السقوط المدوي.
لا يوجد مفكرون عند الإخوان المسلمين، لكن يوجد قدرات تنظيمية ضخمة ذات طابع حركي مغلق، وعندما تتعامل في التجارة مثل خيرت الشاطر فإنها تنتقل للسياسة لتتعامل بنفس المنطق، فهو يتعامل بمنطق الأشياء في منطقة تعامله فيها يجب أن يكون بمنطق الأفكار.
ألا ترى في الأفق نوعا من المراجعة عند جماعة الإخوان المسلمين؟
لابد من هذا.. لما حدثت أزمة الستينيات من التوقف والتكفير والهجرة والاعتزال، اخرجوا كتاب "دعاه لا قضاه" لحسن الهضيبي، تجده يختلف عن كتابات حسن البنا، هو كتاب ذو بعد سلفي تحدث عن قضايا عقدية وطرح فيه أسئلة وأجوبة عليها. الكتاب أيضا يناقش أفكار أبو الأعلى المودودي لكنه في الحقيقة يرد على أفكار سيد قطب، فيناقش وهذ اهو الجانب الباطني في الحركة أو الجانب السري فهي تريد أن تستخدم سيد قطب فيما بعد في وقت الحاجة إليه.
هل تعتقد أن التاريخ يعيد نفسه مع الإخوان؟
نعم.. لقد تم فصل أحمد عبد المجيد ومجموعة القطبيين رغم اعتبار أنفسهم جزءً من الجماعة، والآن يفصل محمود عزت ومن معه من يختلف معهم وهم بالعشرات، أسلوب الفصل والطرد والملاحقة والاستغناء والاستعلاء حرم الجماعة من طاقات ضخمة وكبيرة، كما أن التكلس وسيطرة الكبار وسطوتهم يحرم الجماعة من تجديد أبنائها وأفكارها، ويكفي أن الجماعة لم تسمح بأي صوت للإصلاح والتطوير داخلها، وكان تعامل بقسوة كل من يختلف مع التيار التنظيمي المتحكم في مفاصل الجماعة ومقدراتها.
أفرجت السلطات عن مجموعة من قيادات الجماعات الإسلامية مؤخرا.. كيف ترى مشهد الإفراج عنهم.. هل هناك صفقة؟
لا توجد صفقة، هؤلاء سنهم كبيير ولا يعبرون عن تيار يمثل تحديا للدولة، وهو تحسين للوضع الحقوقي في الخارج، والدولة تحاول أن تجد صيغة للتفاهم وتمد حبل مع الإسلاميين القابلين للعيش وفق الصيغة التي يتكيفون بها معها.
كيف تدير الدولة صراعها مع الكيانات الغير معترف بها؟
على الدولة أن تعي أن الإخوان استنفذت كل الأدوات وكل المقولات في مواجهتها مع الدولة مثل كسر الانقلاب والشرعية و المظاهرات والحرائر، والدولة أيضا نفس القصة أمامها أزمة اقتصادية ولديها مشاكل كبيرة في الإدارة والاجتماع، بجانب العنف والإرهاب في سيناء، وحين تصبح الدولة قوية واثقة من نفسها فإنها يمكن أن تفكر في فتح الباب لتلك الجماعات للدخول ضمن الكيانات المعترف بها، وأظن لو حلت الدولة مشاكلها الاقتصادية سوف يكون هناك صيغ تفاهم مع الإخوان ومثل هذه الكيانات لكن بشروط الدولة المصرية.
كيف ترى حل أزمة الإرهاب في سيناء؟
هناك جزء به مشاكل في سيناء وصل لإدارة التوحش كما يطرحه أبو بكر ناجي، فما يقرب من 22 كيلو شرق الشيخ زويد حتى رفح، السيطرة عليها بشكل كامل يبدو صعبا، كل ذلك له صلة بالوضع الإقليمي والتحدي الموجود في رفح غزة وصعود التيار السلفي الجهادي بها، وتحدي "داعش" في سوريا والعراق وليبيا.
بيد إن ضربات العالم لداعش في سوريا والعراق وإدراكهم هذا التنظيم يمثل خطرا على سوف تؤدي لتراجع خطره وإن كان سيبقي مرتبطا بحل الأزمات الكبرى في البلدان العربية التي تواجه مخاطر فشل الدولة.
ما هي أخر مؤلفاتك؟
كتاب "أزمة الحركة الإسلامية في مصر"، وقبلها هاتف الخلافة للقيادي السابق أحمد الرجال من تحريري وتقديمي وتحقيقي، وهناك بعض الكتب لم تنشر حتى الآن مثل الدين والدولة في الدولة العثمانية" ، وعندي كتاب تحت الطبع اسمه "الحركات الاجتماعية.. رؤى مقارنة بين الغرب والإسلام"، وعندي كتاب آخر لم يطبع اسمه "الحركة الإسلامية من المراجعة إلى المشاركة" ، كنت كتبته وظننت أنه لم يعد له معنى بعد وصول الإسلاميين للسلطة، لكنه مهم الآن بعد عودة الإسلاميين مرة أخرى للمراجعة والمشاركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.