ألغى الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته لفيينا أمس الأربعاء لأسباب أمنية. ويرى الكثير من المراقبين أن السبب الحقيقي لإلغاء الزيارة، يكمن في الصراع بين التيار المتشددد بقيادة المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، والتيار المعتدل بقيادة الرئيس روحاني. فإلغاء الرحلة إلى فيينا في اللحظات الأخيرة جاء بعد الهجوم الذي شنه المرشد الأعلى على القوى المعتدلة. فروحاني يرى أن مستقبل إيران يكمن في التفاوض وليس في امتلاك الصواريخ، بينما نشر المرشد على موقعه بالانترنت أمس الأربعاء، أن من يعتقد ذلك إما جاهل أو خائن، وشن هجوماً على روحاني وسلفه على أكبر رافسنجاني. روحاني الذي خطط للزيارة إلى فيينا برفقة 100 رجل أعمال من أجل التعاون الاقتصادي بين البلدين بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران، يرى أن هذا التعاون لا يأتي إلا بالحوار والتفاوض. فيما جاءت تصريحات خامنئي كرد مباشر على الانتقادات العلنية التي شنها رافسنجاني بسبب التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة. وكتب رفسنجاني الأسبوع الماضي على حسابه بتويتر، أنضم إلى الانتقادات الدولية للتجارب الصاروخية الأخيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، التي تمثل وحدة النخبة المتشددة في الجيش. وخامنئي هو صاحب القول الفصل في كل شؤون الدولة، ففي العام الماضي رغم أنه دفع نحو توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 14 يوليو مع القوى الدولية الكبرى، والذي أنهى سنوات طويلة من النزاع بين الغرب وطهران حول البرنامج النووي، لكنه لا يأخذ موقفاً يعارض بشدة لانفتاح البلاد، فدائماً ما يميل إلى الصراع مع القوى الإصلاحية. ويرى الخبراء السياسيون أن الخلافات ليست فقط أيديولوجية، بل إن الصراعات بين المتشددين والمعتدلين والانفتاح الاقتصادي، سيجعل الحرس الثوري الإيراني والنخبة السياسية المحافظة المتشددة تفقد قوة قاعدتها الحقيقية التي تكتسبها من عزل البلاد عن طريق العقوبات. المستشار النمساوي فيرنر فايمان يرى أن أسباب إلغاء الزيارة تتعلق بإيران وليس بالنمسا، وخاصة أن زيارة روحاني للعراق ألغيت أيضاً. وبالإضافة إلى الصراعات الداخلية كسبب محتمل لإلغاء الزيارة، يتكهن البعض بأن تكون المظاهرات المعارضة للزيارة بفيينا من قبل التحالف اليهودي الأوروبي"أوقفوا القنبلة" بوسط العاصمة، سبباً إضافيا كونها تحرض ضد الضيف الإيراني في فيينا.