اكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحاجة الملحة لتفكيك الفكر المتطرف وتجفيف المنابع الفكرية للجماعات الإرهابية والمتطرفة كلها. لمواجهة ما نشهده من موجات إرهابية عاتية , ربما لم يشهد التاريخ مثلها في عتوها وتنظيمها واحترافها للإرهاب . كما اكد وزير الأوقاف أن مواجهة الفكر المتطرف يجب أن تكون شاملة رأسيًّا وأفقيًّا , بتجفيف الفكر المتطرف وحظر الجماعات المتطرفة وعدم السماح لها بممارسة أي أنشطة دعوية أو ثقافية خارج إطار القانون , و تجفيف منابع تمويلها , ومتابعة قضايا غسيل الأموال , والأموال الفاسدة والخبيثة والقذرة التي تستخدم في تمويل الإرهاب ، مع سرعة سن القوانين الرادعة التي تردع من تسول له نفسه إرهاب المجتمع. جاء ذلك فى كلمة وزير الأوقاف التي وجهها إلى مؤتمر علماء شرق أفريقيا المنعقد بجيبوتي تحت رعاية رئيس الجمهورية بعنوان " تعزيز الأمن ومواجهة تحديات التطرف الديني" والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد علي عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية . كما طالب وزير الأوقاف بصياغة جديدة للفكر العربي والإسلامي، من خلال تجديد الخطاب الديني ، والفكري ، والعلمي ، والثقافي ، والاجتماعي ، والإعلامي للقضاء على التطرف مع تنسيق جهود كافة الدول لنجاح وفاعلية التصدي للتطرف والإرهاب مع تأكيدنا أن أحدًا لا يمكن أن يعمل وحده أو أن ينجح وحده أو أن يقضي على هذا التطرف وحده ، وإن قضيتنا هي أوسع من تجديد الخطاب الديني . وانتقد الوزير ما اعتبره انحرافًا واضحًا لدى بعض المنتسبين إلى الإسلام في مجال القيم والأخلاق , شارحا انه بينما يأمرنا الإسلام بالصدق , والوفاء بالعهد , وأداء الأمانة , نجد واقع المسلمين غير ذلك , مما يتطلب جهدًا كبيرًا لتصحيح هذه الأخطاء , وإزالة التشوهات والنتوءات التي لحقت بالوجه الحضاري السمح لديننا الحنيف. كما أشار إلى اهتمام مصر وسائر الدول الإسلامية بقضية الخطاب الديني فهي قضيتنا الأولى ، و قضية حياة لمن يريد أن يجلي الغبار عن الوجه الحضاري لديننا الإسلامي الوسطي السمح ، و أن يبني وطنا وأمة على حضارةٍ سمحة ٍ مستقيمةٍ لا نتوءَ فيها ولا اعوجاج منتقدا ما أصاب الخطاب الديني على أيدي أعدائه وأيدي الجهلة والمستأجرين وغير المؤهلين وغير المتخصصين من المحسوبين عليه من بعض أبنائه من الخلل والعطب في الفهم والتفكير . تجدر الإشارة إلي أن مؤتمر علماء شرق أفريقيا المنعقد بجيبوتي يشارك فيه علماء من عدة دول عربية وإسلامية . ط ح