الليثيوم القصة الكاملة| تراجعت أسعار المعدن وبدأت التخفيضات على السيارات الكهربائية    استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في مخيم النصيرات بغزة    وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظومات باتريوت    أرقام قياسية بالجملة للأهلي بعد الوصول لنهائي إفريقيا الخامس تواليًا    «ونعم الأخلاق والتربية».. تعليق مثير من خالد الغندور على احتفال محمد عبد المنعم بهدفه في مازيمبي    رسالة شديدة اللهجة من خالد الغندو ل شيكابالا.. ماذا حدث فى غانا؟    طارق يحيى يهاجم مسئولي الزمالك: كله بيشتغل للشو و المنظرة    اليوم.. جلسة محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف عمرو أديب    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم الإعاقة.. عظماء غيروا العالم بالتكنولوجيا
نشر في محيط يوم 14 - 03 - 2016

من يعيش على الأمل لا يعرف المستحيل.. فالإعاقة قد تصبح حافزاً لتحقيق الأحلام ونقطة تحول لقصة نجاح كبيرة، لتصبح مثالاً ونموذجاً في التحدي والصبر ومقاومة المرض، وإنجاز ما عجز عنه الأصحاء، فالنجاح 1% موهبة و99% جهد.
فالإعاقة ليست في الجسد.. فلا يوجد مستحيل أمام التحدي للوصول إلى تحقيق حلمك، فهؤلاء العلماء كانوا السباقين إلى الاكتشافات والابتكارات التي أضاءت العالم، فاستحقوا التقدير والثناء من كل من يقدر العلم والعمل، لذا يحاول "محيط" تقديم أهم إنجازاتهم التي سببت ثورات علمية غيرت وجه العالم.
"لويس برايل" وفقد البصر
لم يستسلم لإعاقته التي أفقدته نور عينيه، ورغم ذلك أظهر تفوقاً على إصابته وأحدث ثورة بابتكاره نظام كتابة "برايل".
وبدأت رحلة لويس برايل عندما كان عمره ثلاث سنوات وكان يذهب مع والده إلى عمله، وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره عندما فقد إحدى عينيه بالخطأ بواسطة عصا مثبت بها مثقابان من ورشة عمل والده، وعالج الطبيب المحلي العين وضمدها، ورتب موعد لبرايل مع جراح متمكن في باريس، لكن العين كانت متضررة بالكامل وازدادت إصابتها لتعدي العين الأخرى أيضاً، وببلوغه الخامسة كان قد فقد البصر كلياً في كلتا عينيه.
ولكن برايل تلقى الاهتمام والعناية والتشجيع مِن من حوله، وهذا كان من غير المألوف في ذلك الوقت، حيث عانى فاقدو البصر من سوء المعاملة والخدمات، وتعلم لويس التنقل في أنحاء قريته باستخدام عصا من صنع والده، وقد أبهر معلميه في مدينته بعقليته الفذة وتلقى التشجيع للحصول على تعليم اكثر، وقد أرسله والده لأخذ دروس للعزف على "البيانو".
وتعلم برايل في مدينته حتى بلغ عمره 10 أعوام، ثم حصل على منحة تعليمية إلى معهد للمكفوفين اليافعين في باريس الذي كانت أوضاعه سيئة، حيث لم يكن يحصل الطلاب في العادة على أكثر من الخبز والماء للطعام، وأحياناً كانت تساء معاملتهم كنوع من العقاب، ورغم هذا كان برايل طالباً متفوقاً في المعهد وخصوصاً في دروس الموسيقى.
وكان يوجد في المعهد آلة تكتب على الورق من جهة فتبرز من الجهة الأخرى ويلمسها الكفيف بإصبعه لقراءتها، هذا النظام كان له الكثير من السلبيات إذ لم يكن نظاماً عملياً لنشر الكتب، المعهد كان يحتوي على 14 كتاباً بذلك النظام، قرأها برايل جميعها.
سر ابتكار "برايل"
وفي إحدى المرات، كان برايل جالساً على أحد المقاهي، وسمع شخصاً يقول إن ضابطاً من الجيش الفرنسي اكتشف طريقة للاتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته، وكان يستعمل جلداً مدبوغاً بأشكال ورموز اتفق عليها، قفز برايل فرحاً وقال: "وجدتها.. وجدتها"!
وفي غضون أسبوع قابل الكفيف المميز الضابط الفرنسي شارل باربيار، أبلغ خلالها لويس برايل بأنه ابتكر طريقة جديدة مشفرة للكتابة يستطيع بها الجنود التخاطب فيما بينهم في الأمور السرية بدون الحاجة للكلام، وهى بأن تبرز على ورق سميك أشكالاً من النقاط أقصاها اثنتا عشرة نقطة، لكل منها دلالة كلامية، وأنه يمكن عمل علامات معينة باستخدام الضغط على قطعة ورقة، فمثلاً نقطة واحدة تعني "تقدم"، ونقطتان تعني "تراجع"، وكان النظام الذي اتبعه هذا الضابط يشمل استخدام 12 نقطة.
وسأل الضابط لويس عما إذا كان يعتقد أنه بهذه الطريقة يمكنه تكوين حروف الكتابة كاملة، وكان رد لويس ب"الإيجاب".
ولكن برايل واجه صعوبة في فهم تلك الكتابة فقام بتخفيض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ في نفس ذلك العام بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى في عام 1824 وهو بعمر 15 سنة.
وقد استخدم برايل في نظامه الجديد 6 نقاط فقط كرموز لحروف، وقد استخدم دبوس (مثقاب) والده الذي تسبب في كف بصره في إبراز النقط واستخدمه كوسيلة للكتابة، وقام لاحقا بتوسيع نظام كتابته ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى، ثم نشر أول كتاب بنظام كتابة بريل في عام 1829.
بعدها أصبح برايل مدرساً في المعهد، وقام بتعليم هذه الطريقة لثلاثة أو أربعة من طلابه، ولكن مدير المدرسة والمعلمين في زمنه كانوا ضد هذه الطريقة في الكتابة والقراءة، لذا لم يتم اعتماد نظام كتابته الجديد رسمياً في المعهد في فترة حياته بل اعتُمد النظام رسميًا في فرنسا في عام 1854، أي بعد وفاة برايل بعامين.
ولكن عدم الاعتراف باختراعه ومقابلته بالرفض لم يثنه عن العمل والاستمرار في تعليم تلاميذه، وفي أحد الأيام كانت إحدى تلميذاته تعزف على "البيانو" في أحد أكبر مسارح باريس، ولما انتهت صفق لها الحاضرون بإعجاب، فاقتربت من الجمهور وقالت: "لست أنا التي أستحق هذا التقدير، بل الرجل الذي علمني من طريق اكتشافه الخارق، وهو الآن يرقد في فراش المرض وحيداً".
وبدأت الجرائد والمجلات حملة قوية تساند لويس برايل وتدعم تبنّي طريقته، حتى اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه، فجرى أصدقاؤه ليبلغوه بالأخبار السارة الجميلة، فقال لهم: "بكيت في حياتي ثلاث مرات، أولاها حين فقدت بصري، والثانية عند اكتشافي طريقة حروف الكتابة، وهذه المرة الثالثة، هذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء".
وكان برايل مريضاً في طفولته وساءت صحته عندما كبر، وعانى من امراض دائمة في الجهاز التنفسي، لذا استقال من وظيفته عندما اشتد عليه المرض، وعندما وصل مرضه لمرحلة مميتة عاد إلى بيت عائلته في كوبفراي حيث توفي 6 يناير 1852 بعد يومين من بلوغه سن 43.
وفي عام 1929 أي بعد 100 عام من صناعة حروف الكتابة للمكفوفين، احتفلت فرنسا بذكراه وأقاموا له تمثالاً في قريته الأصلية، وعندما أزيح الستار عن التمثال رفع المئات من المكفوفين أياديهم ليتمكنوا من لمس وجه الرجل الذي أنار لهم الطريق.
وتعلم برايل، طريقة الكتابة بسرعة بالغة، واستطاع أن يصل إلى كافة الكتب المكتوبة بتلك الطريقة، رغم صعوبتها، قبل أن يتم ال16 عام، في سبيل تعطشه للمعرفة.
وجاءت فكرة كتابته الخاصة بالمكفوفين من وحي "المكعبات" التي كان يلعب بها طفلاً، كانت سطوحه مقعرة بينما كانت نقطه ،التي لم تزد عن الست بارزة، عامان من الزمن قضاهما الشاب في دراسات عديدة أوصلته لابتكار طريقة "برايل" تتألف من 6 نقاط بحدٍ أكثر للحرف الواحد، ويكون لكل حرفٍ من حروف اللغة عددٍا معينا من النقاط يميزه في الشكل عن بقية الأحرف، فيتسنى للكفيف أن يتحسس كل شكلٍ من تلك الأشكال بأنامله، ويميز كل حرف من خلال شكله.
ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل استطاع، بمساعدة أبيه، أن يبتكر آلة كاتبة للمكفوفين بالإضافة إلى هيكل خاص يلائمها، فبات بوسع المكفوفين أن يكتبوا إلى جانب قدرتهم على القراءة، حتى تم تطبيق لغة "برايل" على جميع مدارس المكفوفين بفرنسا، ثم منها إلى جميع مدارس المكفوفين في العالم، ليظل اسمه مرتبطًا بملايين المكفوفين يذكرونه على مدار الزمان.
وانهى برايل مسيرته في عام 1852، لكنه ترك كنز المعرفة للملايين من بعده؛ ليستطيع الكفيف أن يستغل ذكاءه، وقدراته، ويترجمه بحروف تكتب التاريخ.
توماس أديسون.. الساحر الذي أضاء العالم
"والدتي هى من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه"، كلمات أفصح بها المخترع - الذي أضاء العالم - في طفولته ليكشف عن سر عبقريته وإصراره على التأثير في المجتمع وتنميته بابتكاراته في مختلف المجالات، فعلى الرغم من معاناته من ضعف السمع وعدم استكمال تعليمه، إلا أن والدته احتوته بالحب والحنان وعلمته القراءة والكتابة والعلوم، حتى بلغ 11 عاماً فدرس تاريخ العالم نيوتن والتاريخ الأمريكي وروايات شكسبير وغيرها.
ومنذ صغره وهو يكرس اختراعاته لخدمة المجتمع وتسهيل الاتصالات، ففي يوم من الأيام وبعد أن انتهى من بيع الصحف في محطة السكك الحديدية وأثناء جلوسه بشاحنة كان يستخدمها في أوقات فراغه كمختبر له يتعرف فيه على عملية الطباعة وكيفية عمل الطابعة واكتساب خبرة في آلية عمل الأجهزة الكهربائية والكيميائية، أنقذ حياة أحد أطفال الموظفين في المحطة، وأراد الموظف أن يكافئه بأن جعله موظف لإرسال البرقيات، وحينها قام بأول اختراع له وهو عبارة عن آلة تلغرافية ترسل العديد من البرقيات آلياً على خط واحد دون الحاجة إلى وجود مستقبل لتلك البرقيات، وبعد أن حصد العديد من الأموال التي وصلت إلى 40 ألف دولار من اختراعاته، أسس مخبره في عام 1876، واخترع بعدها برقية آلية أسرع وأوسع وأفضل.
وعلى الرغم من أن خطاه كانت مليئة بالعديد من براءات الاختراع التي تتسم بالعبقرية، إلا أنه في إحدى المرات قابله مساعديه بالسخرية والاستهزاء بأفكاره، حينما أعلن عن نيته في اختراع آلة تتكلم، الأمر الذي دفعه للتحدي، حتى فاجأهم بعد 30 ساعة من العمل المتواصل باختراع أول آلة تسجل الأصوات ثم ترددها، وكان هذا غريباً على العالم لدرجة أنهم أطلقوا على أديسون اسم "الساحر"!
كما أن أديسون يعتبر أول من فكر في اختراع جهاز ينقل الكلام عبر الأسلاك، وعلى الرغم أن العالم "بيل" سبقه لكنه كان اختراع كان لا ينقل الأصوات إلا من غرفة إلى غرفة أخرى، إلا أن اختراع أديسون تجاوز الغرفة إلى العالم بأسره، حتى جاء ابتكاره للهاتف الكهربائي عام 1879 كبداية لتغيير العالم.
المصباح الكهربائي.. سر شهرته
كل اختراع لأديسون يثبت لنا مدي إنسانيته ومدى حبه لتيسير القيام بمهام الحياة، فقد بدأت قصة اختراعه للمصباح الكهربائي حينما مرضت والدته وقرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية، وكانت الوقت متأخر من الليل ولا يوجد ضوء كافي ليرى الطبيب ما سيفعله في هذه العملية الدقيقة، لذا اضطر الطبيب للانتظار حتى طلوع النهار لإجراء العملية.
ومن هنا جاءت فكرة اختراع المصباح الكهربائي، والذي أجرى أديسون 99 تجربة فاشلة في محاولة اختراعه، وفي كل مرة تفشل التجربة كان يدعم نفسه بقوله: "هذا عظيم.. لقد أثبتنا أن هذه أيضاً وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي أحلم به"، حتى أنار مصباح أديسون عام 1879 واستمرت الزجاجة مضيئة لمدة 45 ساعة، الأمر الذي زاد إصرار أديسون ليجعله يستمر في الإضاءة لمدة 100 ساعة.
مرض الساحر
تواردت الكثير من الأقاويل حول سبب إصابة توماس أديسون بمشاكل في السمع في سن مبكرة، فكان يعزى أنها نتيجة لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى، بينما خلال حياته المهنية، قيل أن ضعف سمع أديسون كان بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائي في عربة نقل وألقى به إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية من القطار في بلدة كيميل بولاية ميشيجان، ولكن في نهاية حياته عدل أديسون القصة قائلاً: "إن الحادثة وقعت عندما قام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه".
"مايكل".. أولى تجاربه
وأجرى أديسون ذات يوم في طفولته أولى تجاربه على فأر التجارب صديقه مايكل الذي لم يقل له لا أبداً، فكان يريد أن يكتشف طريقة للطيران، متسائلاً باستمرار "كيف يطير العصفور وأنا لا أطير؟"، حتى جعل صديقه مايكل يتناول نوع من الغازات يجعله أخف من الهواء حتى يترفع كالبالون تماماً، ولكن حدث العكس فقد صرخ مايكل بحدة من شدة الآلام، حتى جاء والد أديسون وضربه بشدة.
أديسون.. أصغر صاحب صحيفة في العالم
اضطر أديسون وهو في الثانية عشر من عمره أن يساعد والديه في كسب القوت، فبدأ بزراعة الخضراوات وبيعها إلى أهالي المنطقة، ولكن هذا العمل لم يرض طموحاته، فتوجه لبيع الصحف في قطارات السكك الحديدية وأحب عمله الجديد لأنه مكنه من الإطلاع على جميع الصحف والمجلات.
وبعد أن احس أديسون بتلهف الناس على قراءة الصحف خاصة بعد نشوب الحرب الأهلية في أمريكا، فكر في طباعة صحيفة تحتوي على آخر الأنباء مستعيناً في نقلها بما تحمله البرقيات من محطة إلى أخرى، لذا اشترى آلة طبع صغيرة ومجموعة من الحروف القديمة بسعر زهيد ووضعها في إحدى عربات البضائع التي كان يضع فيها أدواته من زجاجات وأحماض ومواد كيميائية، ليقضي وقت فراغه في تحرير مجلته الأسبوعية التي أسماها "الرائد الأسبوعي".
ولاقت مجلة أديسون رواجاً كبيراً، حيث بلغ توزيعها اليومي نحو 200 نسخة، وهكذا كان توماس أصغر صاحب صحيفة في العالم إذ كان سنه وقتها لا يتجاوز الخمسة عشر عاماً.
اختراعات أديسون
رغم ضعف سمع أديسون الذي تسبب في عزلته، إلا أنه خدم المجتمع بابتكاراته التي أضاءت العالم فقد وضع في عام 1882 نظاماً لتوليد القوة الكهربائية وتوزيعها على المنازل والشركات والمصانع، الأمر الذي أدى إلى تطور جوهري في عالم الصناعات الحديثة، حيث تقع محطة توليد الطافة الكهربائية المركزية الأولى في العالم التي أنشأها في شارع بيرل في مانهاتن، بنيويورك،
وفي عام 1888، اخترع أول جهاز للتصوير السينمائي، وبطارية تخزين قلوية التي جاءت ذات قوة كبيرة بفضل تجاربه الكثيرة، الأمر الذي ساعده في تطوير جهاز الجرامافون المحاكي للصوت واستبدال استطوانة التسجيل بالقرص، وحسن بعدها صوت الجهاز وباستخدام آلة التصوير السينمائي والجرامافون استطاع إنتاج أول فيلم صوتي عام 1913.
كما اخترع جهازاً دقيقاً لقياس درجة حرارة الجو وأيضاً تليغراف لا سلكي استخدم للاتصال بالقطارات، وهو من أوائل المخترعين الذين قاموا بتطبيق مبدأ الإنتاج الشامل والعمل الجماعي على نطاق واسع بهدف الابتكار، لذا كان يعرف بأنه أول من أنشأ مختبراً للأبحاث الصناعية، وكان يمتلك 243 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا.
وقد اخترع نظاماً لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات في الحرب العالمية الأولى، وبفضل عبقريته تم تعيينه مستشاراً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، واكتسب خبرة كبيرة من ذلك العمل.
وسعى بعدها لتطوير وتحسين اختراعاته السابقة، وسجل أكثر من 1000 براءة اختراع، ومنح وسام ألبرت للجمعية الملكية من فنون بريطانيا العظمى، وفي 1928 استلم الميدالية الذهبية للكونجرس ل"التطوير وتطبيق الإختراعات" التي كان لها الأثر في تقدم العالم، حتى توفي هذا العالم العظيم في 18 أكتوبر عام 1938 ليترك العالم بعد أن أضاء كل منزل فيه.
بعد 20 عاماً.. "ستيفن هوكينج" يقهر مرضه بالتكنولوجيا
تنبا الأطباء بوفاته خلال عامين، نتيجة إصابته بمرض نادر عندما كان عمره 21 عاماً، إلا أنه عاش ما يزيد على خمسين عاماً حتى تجاوز عمره الآن ال 72 عاماً، الأمر الذي أدهش العديد من الأطباء لسنوات طويلة، ليصبح نموذجاً في تحدي الإرادة، إنه العالم "ستيفن هوكينج" أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم.
وقهر عالم الفيزياء البريطاني مرض "التصلب الجانبي" الذي جعله مقعداً تماماً غير قادر على الحركة، ومع تطور مرضه وأيضاً بسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهابها، أصبح هوكينج غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، لذا فقامت شركة "إنتل" للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير كمبيوتر خاص متصل بكرسيه المتحرك يستطيع به التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكترونياً وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينه ورأسه وعن طريق حركة العينين، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقا فى الجهاز تمثل الكلمات والأوامر.
كما قامت شركة "سويفت كي" بتطوير لوحة مفاتيح للهواتف الذكية بنظامي "أندرويد" و"أي أو إس" ودمجها بالتعاون مع شركة "إنتل" في النظام الذي يستخدمه عالم الفيزياء "ستيفن هوكينج" في التواصل، حيث توفر لوحة المفاتيح "سويفت كي" محركا تنبؤياً عالي الدقة يساعد المستخدم في الكتابة بشكل أسرع، عبر اقتراح للكلمات التالية التي يتوقع النظام التنبؤي بأن المستخدم يعتزم إدخالها، ومن خلال الإكمال التلقائي للكلمات التي يقوم المستخدم بكتابتها.
وتقوم لوحة المفاتيح بالتعلم من أسلوب المستخدم في الكتابة، كما تقوم بتحليل ما يكتبه ضمن بريده الإلكتروني وحساباته في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تقديم اقتراحات أدق، كما قامت "سويفت كي" بالتعاون مع "إنتل" بإدراج كتب ومحاضرات هوكينج ضمن النظام كي يتم استنباط أسلوبه في الكتابة والعبارات التي يستخدمها بهدف تقديم احتمالات دقيقة، كما تم زيادة الكلمات التي يتم اقتراحها من ثلاث كما هو في الهواتف الذكية إلى عشرة في النظام الخاص بهوكينج.
كما قام مساعدوه بتثبيت جهاز استشعار في خده، يقوم بإرسال إشارة في كل مرة يحرك فيها خده أو يومض بعينه، ويترجم الجهاز ذلك إلى كلمات، واستخدم "هوكينج" هذا النظام الذي كان يعتمد نظام التشغيل "ويندوز" فترة طويلة، حتى أصبح بعد ذلك غير قادر على تحريك خده أو عينيه بنفس السرعة، ولم تعد التقنية المستخدمة في الجهاز قادرة على مواكبة البطء في تلقي الأوامر الصادرة منه.
"هوكينج" ينافس "إسحق نيوتن"
وبرغم كل هذه الصعوبات، لم يستسلم هوكينج للمرض واستطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، فرغم أن أيديهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق كان بطريقة لا تصدق يجري هوكينج هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظى بذات اللقب وكرسي الأستاذية الذي حظى به من قبل السير "إسحق نيوتن"، وهو حالياً من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم.
ودرس هوكينج في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، كما أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراه في علم الكون، وله أبحاث نظرية فى علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، وله دراسات في التسلسل الزمني.
وفي عام 1971 أثبت بالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز نظريته التي تثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة هى حالة تفردية في الكون "أي أنها حدث له نقطة بداية في الزمن"، وفي عام 1974 أثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة وسمى هذا الإشعاع باسمه "إشعاع هاوكينج" واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
كما طور مع معاونه "جيم هارتل" من جامعة كاليفورنيا نظرية اللاحدود للكون التى غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق، وهى النظرية التى سميت بعد ذلك بالانفجار الكبير، وفي عام 1988 نشر كتابه "موجز تاريخ الزمن" الذي حقق أرقام مبيعات وشهرة عالية.
وفي عام 2007، قام ستيفن هوكينج بتجربة انعدام الجاذبية، تمت هذه التجربة بواسطة طائرة بوينج 727 معدلة تحلق على ارتفاع 32 الف قدم بزاوية شبه حادة ومن ثم تنخفض إلى ارتفاع 22 ألف قدم بحيث يتمكن من المرور بتجربة انعدام الجاذبية لمدة 25 ثانية.
اينشتاين ونيوتن.. العبقرية رغم التوحد
عمل البرت اينشتاين والسير اسحق نيوتن على تغيير آرائنا بالنسبة إلى الكون، ومع ذلك كان كلاهما يعاني من نوع من التوحد، كما يشير خبير بارز في هذا المجال.
ويعتقد كامبردج سايمون بارون كوهين أستاذ علم النفس المرضي الطوري في جامعة، أن الرجلين كانا يعانيان مع متلازمة "اسبيرجر" وهو أدنى درجة من التوحد الذي لا يؤدي إلى صعوبات في التعلم.
أينشتاين
ألبرت أينشتاين.. عرف ب"أبي النسبية".. تلك النظرية التي هزت العالم من الجانب العلمي، إلا أن جائزة نوبل منحت له في مجال آخر ألا وهو (المفعول الكهرضوئي) وهو ما كان موضوع الورقة الثانية.
وحاز آينشتاين سنة 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء عن ورقة بحثية حول التأثير الكهروضوئي ضمن ثلاثمائة ورقة علمية أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها، ذكاؤه العظيم جعل من اسم آينشتاين مرادفا لكلمة العبقرية.
آينشتاين وتآخر النطق
تأخر آينشتاين في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفا كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة، درس وحده الهندسة الإقليدية وتلقى في المدرسة دروس العزف على آلة الكمان، وفي الخامسة من عمره أعطاه أبوه بوصلة، حينها أدرك أينشتاين آنذاك أن ثمّة قوة في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتحركها.
في تلك المرحلة كان آينشتاين يعاني من صعوبة في الاستيعاب، وتبنّى اثنان من أعمامه رعايته ودعم اهتمامه بالعلم بشكل عام فزوداه بكتب تتعلق بالعلوم والرياضيات.
طموحاته
يعد آينشتاين أول من تنبأ بوجود ما يعرف بالموجات الثقالية والتي نجح علماء الفيزياء في رصدها ولكن بشكل غير مباشر لصعوبة رصدها تجريبياً، لكن يستدل عليها من آثارها التي تظهر أكثر ما تظهر عندما تتحرك الأجرام الهائلة في الفضاء بقوة.
ومن تكهناته إيمانه بإستحالة قياس السرعة اللحظية للجسيمات متناهية الصغر والتي تهتز عشوائياً في مختلف الإتجاهات بما يعرف باسم الحركة البراونية، لكن بعد قرن من الزمان، تمكن عالم يدعى مارك رايزن من تفنيد هذه المقولة عملياً بمعمل أبحاثه في جامعة تكساس، حيث استطاع قياس السرعة اللحظية لتلك الجسيمات، في خضم إختباراته لقانون التوزع المتساوي الذي يقرر أن طاقة حركة الجسيم تعتمد على حرارته بشكل بحت وليس على على كتلته أو حجمه، وبفضل تلك الإختبارات أكد بالتجربة صحة القانون على الأجسام البراونية.
إن جرأة آينشتاين في شبابه حالت بينه وبين الحصول على عمل مناسبٍ في سلك التدريس، لكن وبمساعدة والد أحد زملاء مقاعد الدراسة حصل على وظيفة فاحص (مُختبِر) في مكتب تسجيل براءة الاختراعات السويسري عام 1902.
وبعد أن رزق آينشتاين بولده هانز قام بالتحضير لرسالة الدكتوراه وتمكن من الحصول على الشهادة عام 1905 من جامعة زيورخ، وقد كان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات، وفي العام نفسه كتب آينشتاين أربع مقالاتٍ علميةٍ دون الرجوع للكثير من المراجع العلمية أو التشاور مع زملائه الأكاديميين، حيث تعتبر هذه المقالات العلمية اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم.
نيوتن
نشأ نيوتن يتيم الأب فقد توفّي والده في نفس عام ولادته، وتربّى في عائلة ثرية ذات جذور زراعية، ومن الواضح أن طفولته لم تكن سعيدة حيث تزوّجت أمه ولم يبلغ العامين، وترعرع في كنف جدّه لأمه، ولم تكن علاقته بجده حميمة، حيث لم يرد عن نيوتن في مستقبل حياته أي ذكر لجده.
أما دراسة نيوتن الأولى فلم تكن تقاريرها مشجّعة، وقد وصفته بعضها بأنه (كسول) و(غير مهتم)، ولذا أخرجته أمه من المدرسة لكي يشرف على إدارة ممتلكاتها، ولكنه سرعان ما أثبت فشله في ذلك المضمار، واجتمعت العائلة لترى مخرجاً مناسباً من ورطتها مع هذا الصبي (الكسول).
وفي ظل تلك الظروف لم يكن من خيار سوى عودة الفتى إلى المدرسة، ورأى خاله أن من الأفضل له أن يتهيأ للالتحاق بالجامعة، ولعل لتأثير خاله وإقامته في منزل مدير المدرسة دوراً في فتح شهية نيوتن للدراسة، ولذا فإنه تمكّن من الالتحاق بجامعة (كامبردج) في عام 1661م، وكان عمره حينئذ أكبر من أعمار زملائه في الدراسة.
وكانت رغبة نيوتن هي الالتحاق بدراسة القانون، ولكن أعمال (جاليلي) في الفيزياء ونظرية (كوبرنيكس) الفلكية جذبت اهتمامه بشكل خاص، ولقد سجّل نيوتن أفكاره في تلك الفترة في دفتر سمّاه (أسئلة فلسفية محدّدة)، وكتب في بداية الدفتر: (أفلاطون صديقي، وأرسطو صديقي، ولكن أفضل أصدقائي هو الحقيقة)، وهكذا تتضح استقلالية تفكير نيوتن في مرحلة مبكّرة من حياته.
وتشير الدلائل إلى أن دراسة نيوتن الجامعية لم تكن متميّزة، ولكنه استطاع أن يجتاز امتحاناته ويحصل على درجة البكالوريوس في عام 1665م، ومن الواضح أن عبقريته لم تبرز في تلك الآونة، ولكنها تدفّقت فجأة مع حدث أصاب بريطانيا، واضطرّ الجامعة إلى إغلاق أبوابها مما دفع بنيوتن إلى العودة إلى قريته ليمضي حوالي عامين من حياته كانت مزدحمة بمخاض علمي مؤذناً بميلاد فجر جديد على البشرية.
ولقد ظهر وباء الطاعون في بريطانيا، وتعطّلت أنماط الحياة الاعتيادية، ولكن نيوتن، وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، جعل من تلك الفترة العصيبة مرحلة ذهبية في تطوير (الفكر العلمي)، وبدأ مسيرته في إحداث ثورات علمية في علوم الرياضيات والفيزياء والفلك.
ووضع نيوتن في تلك الفترة أسس علم (التفاضل والتكامل) في الرياضيات، وذلك بسنوات عدّة قبل الاكتشاف المستقلّ لها من قبل عالم الرياضيات الألماني (ليبنيتز)، والتي نجم عنها فيما بعد اتهامات متعدّدة غير مثبتة ضدّ العالم الألماني بأنه سرق أفكار نيوتن.
وفي تلك المرحلة قام نيوتن بعمله الجبار في (توحيد قوانين الحركة) في الفيزياء، فلقد كان الفلكي الألماني (يوهانا كبلر) قد اكتشف ثلاثة قوانين تحكم حركة الكواكب حول الشمس، ولكن لم تكن لتلك القوانين أية علاقة أو ارتباط بأية حركة أخرى في الكون، وما هو أهمّ من ذلك أنها كانت قوانين عملية بحتة مستنتجة من البيانات الفلكية الجمّة التي جمعها أستاذه الفلكي الدنماركي (تايخو براها).
وقد أحدث نيوتن انقلاباً جذرياً في فهم الإنسان لطبيعة الحركة وقوانينها، فاكتشف ثلاثة قوانين لحركة الأجسام، وعبر هذه القوانين برزت طبيعة الحركة وكيفيّة تأثّر الأجسام بالقوى، واستطاع نيوتن أن يوضّح أن (قوانين كبلر) ليست إلا حالات خاصة لقوانين نيوتن للحركة عندما يتم دمجها مع قانون آخر اكتشفه نيوتن في أيام الطاعون، وهو (قانون الجاذبية الكونية) الذي ينصّ على أن (كل جسم في الكون يجذب كل جسم آخر بقوة تتناسب طردياً مع ناتج ضرب كتلتيهما، وعكسياً مع مربّع المسافة بينهما).
ولما فتحت جامعة (كامبردج) أبوابها في عام 1667م بعد القضاء على وباء الطاعون، تقدّم نيوتن للعمل بها على وظيفة أكاديمية، والغريب أنه أخفى اكتشافاته فيما يتعلّق بقوانين (الحركة) وقانون (الجاذبية الكونية)، ولكن نتيجةً لاطّلاع الأكاديميين على أعماله في مجال الرياضيات أصبح نيوتن بروفيسوراً في الجامعة في عام 1669م لتبدأ المرحلة الثانية من حياته بكلّ ما تميزت به من عطاء متدفّق وإسهامات خالدة.
المرحلة الثانية
بدأ نيوتن أستاذيته بتدريس علم (البصريات)، وطرح نيوتن اكتشافاً جديداً في عام 1672م في أوّل بحث نشره في حياته وكان تحت عنوان (نظرية جديدة عن الضوء والألوان) ليضيف بذلك عملاً آخر إلى مجموعة من الأعمال العلمية التي أرست قواعد انطلاقات جذرية في مجالات المعرفة والعلوم والتقنية لم تكن لتخطر على بال.
ولقد كان الاعتقاد السائد بين العلماء والفلاسفة ابتداءً من أرسطو أن الضوء الأبيض هو (وحدة فريدة أساسية)، ولكن ولكن نيوتن اقترح أن الضوء الأبيض هو (خليط من الأشعة)، وأجرى تجربته الشهيرة باستخدام (المنشور الزجاجي)؛ فإذا سقط عليه ضوء الشمس الأبيض خرجت منه سبعة ألوان مميزة، ومن هذا الاكتشاف عرف البشر لأوّل مرة تفسير ظاهرة (قوس قزح) بعيداً عن الخرافات والأساطير والأمزجة.
فيما بين عامي 1664و 1666 اكتشف نيوتن الجاذبية وقانون الجذب العام حيث أنه يحكى أنه كان جالسا فى أحد الأيام تحت شجرة تفاح مسترخيا وفجأة وفى لحظة صفاء سقطت فوق رأس نيوتن تفاحة وبدأ يفكر نيوتن فى هذه الحالة التى مرت عليه ومرت على الملايين من غيره دون أن يلتفتوا إليها وبدأ يقول لماذا سقطت التفاحة إلى أسفل ولم تسقط إلى أعلى وهنا ظهر الإلهام الذى قادة إلى حقيقة الجاذبية التى توجد فى كل الأجسام وتجذب إليها الأجسام الأخرى بقوة ثم صاغ لنا نيوتن قانون الجذب العام رغم أن بعض يقول عن هذه الحادثة انها اسطورة وغير مثبته علميا إلا ان الثابت ان تيوتن اهتم بحركة الأجسام
ققد أثبت نيوتن أن هناك قوة جذب متبادلة بين الشمس والكواكب تجعل الكواكب تدور حول الشمس فى مدارات بيضاوية
وينص قانون الجذب العام الجاذبية على أن أى جسمين كرويين فى الوجود يجذب كل منهما الأخر بقوة جذب تتناسب هذه القوة طرديا مع حاصل ضرب كتلة الجسمين وعكسيا مع مربع المسافة بينهما من أعظم فوائد قانون الجذب العام هو مساعدته فى اكتشاف بعض الكواكب فبسببه اكتشف هرشل كوكب أورانوس ثم كوكب نبتون وبلوتو بعد ذلك بواسطة آخرين.
ومن الأشياء الغريبة في سلوكه أنه كان يلقي محاضرة في حجرة خالية حتى في حال عدم وجود أي طلاب.
أما اينشتاين انسانا منعزلا يكرر الجمل بهوس حتى سن السابعة، وعندما أصبح شاباً كان يلقي محاضرات مربكه لا تحمل أي معنى حقيقي.
وقد عمل نيوتن بعض الأبحاث العلمية المثيرة بما في ذلك إثبات أن الضوء الأبيض يحتوي على عدة ألوان، بالإضافة إلى تطوير حساب التفاضل والتكامل الذي يتناول فكرة المقادير اللانهائية للوقت.
أما اينشتاين فقد طور النظرية النسبية وكانت له علاقات جنسية غير شرعية كثيرة وكون صداقات حميمة وكان صريحاً في الأمور السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.