أكد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار أن الدورة الثالثة والثلاثين من مجلس وزراء الداخلية العرب، والتي تستضيفها أرض القيروان وقرطاج تونس، تأتي في مرحلة بالغة الدقة من تاريخ الأمة العربية، وسط تحديات متنامية، وأخطار غير مسبوقة، وتهديدات كبيرة لمقدرات وتطلعات الشعوب العربية. وأضاف وزير الداخلية - خلال كلمته اليوم الأربعاء بالجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تعقد بتونس تحت رعاية الرئيس التونسي محمد الباجي قايد السبسي - أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية، تستوجب من الجميع صلابة الإرادة، وقوة العزيمة على مواصلة العطاء؛ لبلورة خطط جديدة، وسياسات أمنية مستحدثة تتطور مع المتغيرات الإقليمية والدولية؛ لمواجهة تلك التحديات وتحقيق الأمن والسلم ليس للمنطقة العربية فقط، بل على المستوى الإقليمي والدولي. وأشار وزير الداخلية إلى أن الأمة العربية تتعرض اليوم لهجمة عتية من إرهاب غاشم، غذته الأطماع الإقليمية والدولية، والأبعاد الطائفية والمذهبية، حتى تمددت أطرافه، وصار سرطانا يضرب بلا هوادة، جسد الأمة العربية، مستهدفًا مكونات وجودها ومستقبل أبنائها. وتابع أن الإرهاب أصبح بين عشية وضحاها حقيقة مؤلمة لا يمكن تجاهلها، ولا يستطيع أحد إنكارها أو تجنب الاكتواء بنارها، حيث تجاوزت التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم "داعش" الإرهابي كل حدود العنف، وانتهجت أشرس وسائل في التعبير عن أفكارها المريضة ومعتقداتها المنحرفة، وباتت بمثابة إعلان حرب على شعوب العالم. وأشار إلى أن التمدد الدولي لتنظيم "داعش" الإرهابي يجسد في صورة جلية تلك المعاني والمفاهيم، ويؤكد حجم المؤامرة التي تحاك للبلاد العربية، خاصة بعد أن بايعته قرابة 34 جماعة إرهابية حول العالم، وأضاف قائلاً "صار لزامًا علينا نحن حملة رسالة الأمن أن تتضافر جهودنا، وتتحد عزائمنا، لخوض حرب تاريخية، نستخلص فيها حياة أوطاننا، ونجاة شعوبنا، وتاريخ أمتنا، الذي يقف دومًا شاهدًا على صعود هذه الأمة على أوج قوتها". وشدد وزير الداخلية على أن الخطر الأكبر الذي تواجهه المجتمعات بمختلف انتماءاتها، هو خطر إرهاب غير تقليدي، يستغل التقنيات الحديثة، وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويسئ استخدام شبكة المعلومات الدولية؛ لنشر الفكر المتطرف المضلل، لاستقطاب أعداد كبيرة من الشباب في كافة دول العالم، ومختلف الديانات والانتماءات الفكرية والعقائدية، وتجنيدهم لخدمة الأهداف المتطرفة وارتكاب الجرائم الدموية البشعة التي تعصف بأمن المجتمعات وسلامها الاجتماعي وتهدد اقتصادياتها.