قفزت أسعار التعاملات الفورية بأكثر من 16% منذ بداية العام حتى الآن، لتتجاوز 1233 دولارًا للأوقية مع ارتفاعه بأكثر من 10% خلال فبراير فقط، ليسجل أفضل أداء شهرى منذ أكثر من أربع سنوات، ليتفوق على أداء مؤشرات الأسهم العالمية سواء فى جميع البورصات المتقدمة والناشئة وحتى النامية، وجميع السلع الأولية، وكذلك على أذون الخزانة الأمريكية وسندات الشركات. وانتعشت أسعار الذهب هذا العام، بعد ثلاث سنوات من الخسائر، وبعد أن خسر حوالى 10% العام الماضى، إذ حققت أفضل أداء فى فبراير منذ الشهر نفسه عام 1979، بينما زادت أسعار أذون الخزانة الأمريكية بحوالى 2.9%، وهبط مؤشر أسهم الشركات فى جميع دول العالم MSCI بأكثر من 6.5%، والين اليابانى بحوالى 5.5% مقابل الدولار الأمريكى، وكذلك أسعار البترول انخفضت بحوالى 16%، بعد أن هوت بأكثر من 70% خلال العشرين شهرا الماضية. وذكرت وكالة بلومبرج أن الممتلكات العالمية لصناديق المؤشرات المدعومة بالذهب صعدت بأكثر من 15% هذا العام حتى نهاية فبراير، لتتجاوز 1678.7 طن لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من 17 شهرا، وتتجه خلال الربع الحالى إلى تحقيق أكبر زيادة فصلية منذ عام 2010. واجتذبت أيضا أسهم صندوق "SPDR جولد"، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بسبائك الذهب، أكثر من 4.5 مليار دولار خلال أول شهرين من العام الحالى، ليصبح المعدن النفيس الرابح الأكبر فى جميع البورصات العالمية هذا العام، لدرجة أن مؤسسة أوفرسيز تشاينيس باكينج كورب OCBC الصينية لأبحاث أسواق المعادن الثمينة تتوقع أن يواصل الذهب ارتفاع أسعاره إلى حوالى 1400 دولار للأوقية قبل نهاية هذا العام، مع إقبال المستثمرين على المعدن الذى يعد أفضل ملاذ آمن، وسط انهيار أسعار السلع الأولية، لا سيما البترول والنحاس وكذلك أسعار أسهم معظم الشركات العالمية. ومع انتعاش أسعاره ارتفع إنتاج الذهب فى أستراليا ثانى أكبر منتجة للمعدن النفيس فى العالم بحوالى 15% مع نهاية العام الماضى، ليصل إلى أكثر من 285 طنًا ليسجل أعلى مستوى منذ 12 عاما وبزيادة طنين عن إنتاج عام 2014. كما أن شركات تعدين الذهب كانت الأفضل خلال الربع الأخير من العام الماضى وحتى الآن، ومنها شركة "نيوكريست مايننج" أكبر منتجة للذهب فى أستراليا، والتى قفزت أسعار أسهمها بحوالى 28% هذا العام، وكذلك شركة "زينج مايننج" بأكثر من 14% فى بورصة هونج كونج. ولكن المحللين فى بعض البنوك الأمريكية، مثل "جولدمان ساكس" والبنك الفرنسى "سوسيتيه جنرال" يرون أن المعدن الأصفر قد يتعرض لخسائر هذا العام أيضا، لينزل إلى حوالى 1000 دولار للأوقية إذا رفع مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى أسعار الفائدة خلال الشهور القادمة، كما تعهد فى العام الماضى عندما رفعها لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008.