رغم دوره الهام بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، إلا أن معظم الجماهير الأوروبية لم تراه سوى شخصا يحمل مصائر فرقها بدوري أبطال أوروبا، حينما يقف مبتسما ليعلن عن مواجهات البطولة العريقة. جياني إنفانتيني المحامي السويسري، الذي لم شق طريقه سريعا في اليويفا وأثبت كفائته، ليتربع على عرش الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وهو في عمر الخامسة والأربعين. وفاز إنفانتيني بالانتخابات الرئاسية للفيفا اليوم الجمعة بمدينة زيورخ السويسرية، بعد صراعا محتدما حسمه في الجولة الثانية، بعدما حقق 115 صوتا مقابل 88 لأبرز منافسيه الشيخ سلمان آل خليفة، والأمير علي بن الحسين صاحب ال4 أصوات . ونتعرف في السطور القادمة عن أهم الملامح في الرئيس الجديد للفيفا الذي أنهى 17 عاما هيمن خلالها مواطنه الموقوف سيب بلاتر على مقعد الرئاسة: ولد في مدينة بريج السويسرية في 23 مارس 1970 درس الحقوق في جامعة فريبورج بسويسرا ويتحدث 5 لغات "إيطالية، إنجليزية، فرنسية، ألمانية، أسبانية" عمل بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" لمدة 15 عاما ما قبل اليويفا عمل مستشارا لكرة القدم في الاتحاد الأسباني والإيطالي والسويسري، قبل أن يصبح سكرتيرا بالاتحاد الدولي للدراسات الرياضية بجامعة نيوشاتل السويسري. انضم للاتحاد الأوروبي "يويفا" عام 2000 وفي 2004 تم تعيينه مديرا للشئون القانونية باليويفا للتواصل المباشر مع الجهات الحكومية الأوروبية. تم تعيينه سكرتيرا عاما لليويفا في أكتوبر 2009 وأصبح الذراع الأيمن لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الذي تم إيقافه 8 سنوات بسبب قضية رشوة. كانت مهمتة الرئيسية مع اليويفا هي مراقبة قواعد اللعب المالي النظيف والتي تنص على عدم إنفاق الأندية أموالا أكثر من أرباحها لإيقاف ضخ الأثرياء أموالا طائلة تفسد اللعبة لصالح أندية على حساب أندية أخرى. ساهم أثناء عمله بالاتحاد الأوروبي في إحداث طفرة كبيرة جدا من الأرباح الخاصة بالبطولات الأوروبية المختلفة. أهم مقترحاته زيادة المنتخبات المشاركة ببطولة كأس الأمم الاوروبية من 16 إلى 24 فريق وهو ما سيتم تطبيقه بيورو فرنسا 2016 إقامة دوري المنتخبات الأوروبية وهو ما لقى إنتقادات حادة باعتبار أن البطولة ستكون معقدة. زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 40 منتخب وفتح إمكانيات إقامة البطولة بدولتين أو أكثر. أبرز المخاوف بعد توليه رئاسة الفيفا - يعد إنفان�يني كان الذراع الأيمن لميشيل بلاتيني احد المتورطين بفساد الفيفا مع سيب بلاتر - عانى اليويفا خلال فترته من عدم توافر العدالة فيما يخص الأرباح التي كانت تحققها الأندية الأوروبية بعهده والتفرقة بين الأندية الكبرى والمتوسطة. - عجز عن تعديل نظام دوري الأبطال الحالي الذي جعل البطولات المحلية تنهار خاصة في سويسرا بفوز بازل بالدوري 6 مرات متتالية. - تأييده لتنظيم قطر وروسيا مونديالي 2018 و2022 رغم كل شبهات الرشوة المحيطة بهما. - اتهمه منافسه الفرنسي جيروم شامبين بالتورط في عمليات التلاعب في نتائج المباريات بالبطولات الأوروبية. رئاسة الفيفا - إتخذ قراره بالترشح للفيفا في 25 أكتوبر 2015 وسط تأييد أوروبي كبير، قبل أن يصبح أول مسئول باليويفا يتولى هذا المنصب الرفيع بالفيفا منذ عام 1954. - أبرز وعوده هي توفير أعلى ميزانية ممكنة من المنظمة وتصل إلى 1.5 مليار دولار، و منح كل إتحاد تابع للفيفا مبلغ 5 مليون دولار للإنفاق على مشاريع تطوير كرة القدم. - ووعد إنفانتيني أيضا بمنح الإتحادات القارية مبلغ 40 مليون دولار على دفعات لمدة أربع سنوات. - وتعرض السويسري للعديد من الإنتقادات بسبب هذه الوعود، لأنها ستكلف الفيفا أموالا طائلة، وهو التحدي الأكبر الذي يواجه إنفانتيني بعد توليه المهمة، بالإضافة لتطهير الفساد الذي ضرب إتحاد اللعبة بصورة مخيفة بالأشهر الأخيرة من العام الماضي.