قال الفنان سامح الصريطي، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، إن الفن المصري سيظل صاحب الريادة في الوطن العربي، لكونه يعكس الوطنية والقومية بمفهومهما الحقيقي، مضيفا أن الفن بشكل عام هو منتج شعبي. وقال الصريطي – في ندوة نظمتها وكالة أنباء "الشرق الأوسط" تحت عنوان (الفن والثقافة في مواجهة الإرهاب) – "طالما وجد شعب وجدت الثقافة، والفن جزء من الثقافة، والثقافة هي حركة الشعب، وهي سلوك وعادات الشعوب، وكل هذا مستمد من قيم الشعوب ومن الدين بشكل خاص، لأننا شعب متدين بطبعه". وتابع الصريطي أن الفن يمثل احتياجا نفسيا لأي إنسان، ولا يمكن أن نتخيل الحياة بدون فن، لأن الإنسان له احتياجات مادية ونفسية، ولن يستطيع أي شخص أو أي قوة القضاء على الفن إلا إذا قضينا على الشعوب. وحول ما يتعرض له الفن حاليا من هجمة شرسة، أوضح الصريطي أن الفن يهاجم دائما لأنه يعبر عن الشعب وعن معاناته وعن مشاكله، وعن مواطن الجمال الموجودة فيه أيضا، والفن مسئول عن تطور وتحضر الشعوب، لكونه يمنحها طاقة قوية تجعلها تعمل وتنتج من خلالها. وأضاف :"إذا أرادت أي قوة أن تضرب شعبا وتنال من قيمه، فإنها تستهدف فنانيه، فعندما تسيء للفنانين فهي تسيء بطبيعة الحال للشعب، وهناك من حاول خلال الفترة الماضية أن يستغل بعض النقاط السلبية في الوسط الفني، لكي يستهدف الفن بشكل عام". وأكد أن الفن سيظل راسخا في وجدان كل مواطن عربي، وهنا تكمن أهمية القوى الناعمة والمقصود بها الفن والثقافة والإبداع، ومن يتربص بمصر يدرك هذه النقطة، خاصة أن مصر تعرضت للعديد من المؤامرات خلال السنوات الماضية، لكنها في النهاية استطاعت أن تصمد في مواجهة تلك المؤامرات، لأنها تمتلك جيشا جسورا وشعبا قويا وقوى ناعمة. ولفت الصريطي إلى أن مصر على مدار تاريخها تنتهج ثقافة السلام وترفض العدوان والاستعمار، بل وتعمل على مساندة الجميع في أوقات المحن. وعزا مظاهر الإرهاب والفكر المتطرف إلى إهمال الفن وعدم الإيمان بأنه جزء من كيان وقوة الدولة، لكون الفن يخاطب الروح والوجدان، وحال إغفال الجانب الروحي لدى الفرد، فإننا سنتحول في النهاية إلى مجتمع الغاب، مشددا على ضرورة الاهتمام بحصص الفن والرسم والموسيقى في المدارس كما كانت من قبل، والتي تغذي الحالة الإبداعية لدى النشء لتخريج جيل متذوق ومبدع، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وأعرب عن استيائه الشديد إزاء إهمال حصص الأنشطة الفنية في المدارس والجامعات، فضلا عن إهمال قصور الثقافة في كل أقاليم مصر وإغفال دورها التنويري والثقافي، مما ساهم ذلك في تغذية جذور التطرف في المجتمع. وبشأن الهجوم الذي تعرض له بعض الفنانين بسبب سفرهم ضمن وفد شعبي لمساندة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحدى جولاته الخارجية، قال الصريطي إن هذا الهجوم كان مقصودا، بهدف إبعاد الفنانين والمبدعين عن السلطة. وعن حالة الانقسام التي نشاهدها أحيانا حول ثورتي 25 يناير و30 يونيو، أكد أن مصر هي 25 يناير و 30 يونيو معا، وقال:" علينا جميعا أن ندرك أننا جنود في المعركة، وليس جنود الجيش والشرطة فقط من يتحملون المسئولية، فلا يوجد جيش قوي بدون مجتمع مدني قوي أيضا، ولذلك يسعى المخربون لتدمير المجتمع من الداخل من خلال دعم الانقسامات والتشكيك في كل الرموز ويحصلون في مقابل ذلك على أموال طائلة". وشدد على ضرورة الاصطفاف الوطني لمواجهة الفتن، وعلى الإعلام المساعدة في ذلك من خلال تجنب ترويج الإشاعات، فشعب مصر يستجيب للحقيقة ويسعى لإدراكها، فنحن في معركة يجب أن نفسد فيها مخططات العدو، والتي يأتي على رأسها التشكيك في الرموز، لأننا في بعض الأحيان نحقق أهداف الأعداء دون أن ندري. وطالب الصريطي بسرعة خوض معركة إصلاح المؤسسة الثقافية والإعلامية، وإنشاء المسارح ودور عرض السينما في كل حي على مستوى الجمهورية. وفي نهاية الندوة، كرمت وكالة أنباء الشرق الأوسط الفنان سامح الصريطي بمنحه درع الوكالة تكريما له على مسيرته الفنية ودوره المشهود في العمل الوطني. وأكد الأستاذ علاء حيدر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أهمية دور الفن كقوة ناعمة في خدمة القضايا المصرية والعربية، ونشر قيم التسامح والعدل والطمأنينة، لافتا إلى أن الفنان سامح الصريطي قيمة وقامة كبيرة. وأعرب الصريطي عن سعادته بهذا التكريم وخاصة أنه جاء من وكالة أنباء الشرق الأوسط، ذلك الصرح الإعلامي الكبير الذي يتسم أداؤه الصحفي بالمصداقية والموضوعية، لافتا إلى أن هذا التكريم يدفعه إلى مواصلة التميز والإجادة في أعماله.