وفاة الرئيس النيجيري وإعلان الحداد سبعة أيام الرئيس النيجيري الراحل عومارو يار دوا أبوجا: أعلنت السلطات النيجيرية الخميس الحداد لمدة سبعة أيام بعد وفاة رئيس البلاد عومارو يار دوا عن عمر يناهز 58 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض. وقال المتحدث باسم الرئاسة إيما نيبورو إن مراسم دفن جثمان الرئيس الذي فارق الحياة مساء الأربعاء ستتم في مسقط رأسه في ولاية كاتسينا الشمالية في وقت لاحق اليوم الخميس. وكان يار أدوا انتخب رئيسا عام 2007، ولكنه أصيب بمرض نقل على إثره للعلاج في السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم عاد الى بلاده في فبراير/شباط، ولم يظهر على الملأ منذ شهور. وأصدر البرلمان النيجيري خلال فترة علاجه قرارا بتسليم مهامه الرئاسية الى نائبه جودلاك جوناثان ، الذي يتوقع أن يؤدي اليمين الدستورية في وقت لاحق يوم الخميس ، الا أن أحد مساعديه اعتبر أنه لا داعي للتسرع في أداء اليمين ، مؤكدا أن البلاد لا تعاني من أي فراغ دستوري. وهناك انقسام حاد حزب الشعب الديمقراطي الحاكم بشأن جوناثان ، وتصاعدت حدة التوتر نهاية الشهر الماضي الى درجة طالب الرئيس بالوكالة رفاقه في الحزب بالتزام الهدوء و"رصف الصفوف" بدل زيادة انقسامهم. ولن يكون جوناثان, الحاكم السابق المتحدر من جنوب البلاد الغني بالنفط, المرشح المقبل للرئاسة وفق قانون داخلي في الحزب. لكن عددا من "الاصلاحيين" داخل الحزب لم يقولوا بعد كلمتهم الاخيرة, وخصوصا ان حملة لافتات تطالب بترشح جوناثان سبق ان اجتاحت ابوجا. بدوره، أعرب الرئيس الامريكي باراك أوباما عن حزنه لوفاة الرئيس النيجيري وقال معزيا: سنتذكر باحترام النزاهة الكبيرة التي تمتع بها الرئيس يارادوا والتزامه العميق من أجل الخدمة العامة، وايمانه الكبير بقدرات 150 مليون نيجيري ومستقبلهم المشرق. الرئيس النيجيري في سطور ولد عومارو يار أدوا في السادس عشر من أغسطس/آب عام 1951 في مدينة كاتسينا الشمالية، وكان والده وزيرا في أول حكومة تشكل بعد الاستقلال، كما كان شقيقه الرجل الثاني في حكومة أوليسيجوا أوباسانجو العسكرية (1976-79). ودرس يار الكيمياء ليصبح فيما بعد أول رئيس لنيجيريا يحمل شهادة جامعية، وقبلها كان حاكما لإقليم كاتسينا في سنة 1999، مرشحا عن حزب الشعب الديمقراطي. وقد فاز فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية عام 2007، ورغم مزاعم التزوير التي طالت الانتخابات التي فاز بها أدوا إلا أنها كانت أول عملية انتقال للسلطة من رئيس مدني إلى آخر في نيجيريا منذ عام 1960. ووعد بمجرد توليه السلطة بالاستمرار بالإصلاحات الاقتصادية التي بدأها سلفه أوباسانجو لتؤدي في النهاية الى تبني البلاد اقتصاد السوق ، فضلا عن تنمية الزراعة وتوفير الأمن الغذائي ومحاربة الفساد وتحسين المستوى التعليمي، ومعالجة العنف في منطقة الدلتا الغنية بالنفط، وهي النقطة الوحيدة من برنامجه التي أحرز فيها بعض التقدم. كان يار أدوا يعاني من مرض في الكلى تطلب سفره الى الخارج للعلاج بشكل متكرر، مما أضعف الثقة الشعبية في رئاسته، وفي شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي سافر الى جدة في السعودية حيث للعلاج، حيث قضى هناك ثلاثة شهور، مخلفا فراغا في السلطة. وتاتي وفاة يار ادوا في مرحلة صعبة تشهدها نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها نحو 140 مليون، فأعمال العنف لطائفية خلفت مئات الضحايا منذ بداية العام في وسط البلاد. إما في الجنوب حيث منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط, فالعفو عن المجموعات المتمردة الذي كان وعد به الرئيس الراحل لم ينفذ على نطاق واسع وقد تجددت الهجمات على المنشآت النفطية التي تشكل مصدر الدخل الاكبر لهذا البلد.