خصصت اليوم الصحف الأجنبية مساحات واسعة لتغطية الاحتجاجات التي تشهدها مصر حاليا في ميدان التحرير وفي باقي المحافظات ، كما أبرزت ردود الافعال حول خطاب القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي أمس للشعب المصري. قالت صحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية انه بعد أربعة ايام من المظاهرات الصاخبة والاشتباكات الدامية فى الشارع المصري، قدم المجلس العسكري تنازلا واضحا للشعب المصري خلال البيان الذى القاه أمس الثلاثاء ،حيث تعهد بتسريع عملية الانتقال الى الحكم الديمقراطى ونقل السلطة الى رئيس منتخب بحلول يونيو 2012.
كما رأى مراسلي الصحيفة فى الشرق الأوسط أن خطاب المشير طنطاوى أمس كان مشابها تماما للخطاب الأول للرئيس السابق محمد حسني مبارك وماترتب عليه من هتافات للمتظاهرين مطالبين برحيل المشير محمد حسين طنطاوي، وذلك على خلفية موقفه من الاحتجاجات الأخيرة التي سقط فيها أكثر من 30 قتيلا ومئات الجرحى على أيدي قوات الأمن.
وتحت عنوان "السلطة للشعب والجماهير تعود إلى التحرير"، تنشر صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقا لمراسل الصحيفة فى الشرق الاوسط يتناول فيه الأوضاع في مصر،مؤكدا ان مصر تتجه نحو اشتباكات دامية جديدة بعد رفض المتظاهرين بيان المشيرطنطاوي الذى القاه امس ,واعدا بتسليم السلطة بحلول صيف 2012 .
ووصف المراسل ميدان التحرير بأنه عالم واقعي ملئ بدماء الشهداء والغاز المسيل لدموع وعربات الاسعاف , كما كان المشهد خلال انتفاضة يناير التى أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وذلك على عكس باقي المدينة وماتتسم به من هدوء واستقرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات الغربية بددت مترددة ، هل تتطالب بوقف العنف والمطالبة بتأجيل الانتخابات الوشيكة ، أو مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة.
وأكدت الصحيفة ان ردود الفعل على خطاب المشير محمد حسين طنطاوى لم تحظى جميعها بجوانب سلبية ، حيث أبدت جماعة الإخوان المسلمين مؤشرات ايجابية عن الجدول الزمنى للانتخابات الذى أعلنه المشير امس لنقل السلطة.
كما رأت الصحيفة ان جماعة الإخوان من المتوقع أن تحقق نجاحا كبيرا فى الانتخابات البرلمانية المقبلة .
بدورها ، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن خطاب المشير طنطاوى لقى أصداء ايجابية لدى جماعة الإخوان، لكنه لم يلق قبولا عند الليبراليين والمعتصمين فى ميدان التحرير الذين يطالبون بانتقال السلطة فى الحال ورحيل المجلس العسكري وقال مراسلا الصحيفة أن خطاب طنطاوى جاء بعد الاتفاق فى اجتماع حضره ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية أخرى. وقالت الصحيفة أنه بحسب الاتفاق فإن حكومة الإنقاذ الوطنى التى يطالب المتظاهرون بتشكيلها سوف تخضع لسلطة المجلس العسكرى وهو ما يعنى استمرار الحكم العسكرى فى ملابس مدنية حتى شهر يونيو المقبل ,بحسب بيان المشير والموعد الذى حدده لإجراء الانتخابات.