فيينا: أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن قررت دراسة رسالة إيران التي سلمتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتضمن موافقة خطية على إرسال بعض اليورانيوم الإيراني المخصب إلى تركيا مقابل الحصول على الوقود لمفاعل طهران للبحوث الطبية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي "ليس من الواضح ما إذا كانت الرسالة تقدم في الحقيقة شيئا جديدا، ولكننا ندرسها بدقة وسوف نرد رسميا عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام القليلة القادمة". وأضاف أن بلاده تعتزم التشاور مع فرنساوروسيا بشأن الخطوات التالية في هذا الصدد. وأكد متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيل تيودور أن الوكالة تسلمت بالفعل من إيران موافقتها الخطية على إعلان طهران حول تبادل اليورانيوم بالوقود النووي. وكانت إيران قد أعلنت أنها أخطرت رسميا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتفاق حيث تم تسليم رسالة توجز الاتفاق وتحمل توقيع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. وجاء في الرسالة التي سلمها مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية بعد اجتماع استمر 45 دقيقة مع المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في فيينا أن طهران ترى الاتفاق فرصة لتحقيق تقدم لحل الأزمة الراهنة بشأن التحرك لفرض عقوبات إضافية عليها. ومن جانبه ، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إن الرسالة التي تم تسليمها للوكالة الدولية تعد دليل على شفافية مواقف بلاده، وان قرارات الشعب الايراني راسخة وصادقة. ودعا روسيا للوقوف الى جانب مطالب الرسالة، وعدم السماح باقحام ذرائع اخرى من شانها ان تمنع التعاون البناء. واعتبر الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا، ان الرسالة التي سلمتها ايران للوكالة الدولية تثبت التزامها بتطبيق اتفاق تبادل الوقود. الى ذلك، رأى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الرسالة التي سلمتها ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان اعلان طهران يمكن ان تعزز الثقة بشان البرنامج النوي الايراني. واعرب الامين العام للامم المتحدة عن تفاؤله بالعرض الايراني بمبادلة اليورانيوم المخصب بموجب اعلان طهران. واكد كي مون ان ذلك قد يفتح الباب لحل تفاوضي بهذا الشان، واشار الى ان مجموعة فيينا ستدرس الاعلان خلال الايام المقبلة وانه بحث القضية مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان حول البرنامج النووي الايراني تركزت على مشروع تزويد مفاعل طهران للابحاث بالوقود النووي. في المقابل ، أعلنت مصادر غربية في الأممالمتحدة الاثنين أن الاتفاق الذي وقعته إيران مع البرازيل وتركيا هو غير قابل للتطبيق من الناحية التقنية لان المهلة المحددة لتخصيب اليورانيوم هي قصيرة جدا. وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته إن هذا الاتفاق "هو غير قابل للتنفيذ تقنيا. يريد الإيرانيون أن ينتج الوقود خلال عام ولكن الأمر يتطلب على الأقل عام ونصف" للتوصل إلى هذا الأمر. يذكر أن اتفاق المبادلة الجديد الذي توسطت فيه تركيا والبرازيل يتضمن إرسال طهران إلى تركيا 1200 كلج من اليورانيوم المخصب لديها, مقابل الحصول على قضبان وقود نووي لتشغيل مفاعل أبحاث طبية في طهران. وبموجب هذا الاتفاق سيبقى اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب في تركيا تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويظل ملكا لإيران رسميا حتى تحصل طهران على قضبان الوقود.